فلسفة

ملخص رواية فهرنهايت 451 للكاتب الأمريكي راي برادبري

ملخص رواية ” فهرنهايت 451 ” للكاتب الأمريكي راي برادبري

الكاتب الأمريكي راي برادبري

نقدم لكم اليوم ملخص رواية ” فهرنهايت 451 ” للكاتب الأمريكي راي برادبري والرواية هي رواية عالمية تبدأ أحداثها وتدور حول مدينة يحكمها نظام سلطوي غريب يفرض نفسه ومبادئه على حياة سكان المدينة ويقلبها رأسًا على عقب، بداية من مفهوم رجال الإطفاء، ومرورًا بالإعلام، وحتى القراءة والتعلّم، مما يحيل حياة السكان إلى حياة يومية غريبة يتعجب القارئ حين يقرأ عنها.

 

يُحكم النظام السلطوي سيطرته عبر مراقبته للجميع، وعبر استخدام وسائل تقنية يستحيل الإفلات منها تقريبًا، فيوظف التكنولوجيا الحديثة لصالحه ولصالح سيطرته على السكان وأفكارهم وطريقة حياتهم، وحتى على اهتماماتهم اليومية. كُتبت الرواية بغرض الرد على الإرهاب الثقافي الذي مارسه السناتور الأمريكي جوزيف مكارثي على المثقفين الأمريكيين والتي عُرفت فيما بعد باسم ” المكارثية ” نسبة إليه لما تسببت فيه إدعاءاته ضد الكثير من الأفراد واتهامه لهم بالخيانة والجاسوسية لصالح الشيوعية والسوفييت.

بداية هادئة

إشعال الحرائق بدلا من إطفائها هي مهمة رجال الإطفاء في رواية فهرنهايت 451

تبدأ الرواية ببطلها “مونتاج” رجل الإطفاء في زمان غير محدد لكن يبدو أنه المستقبل. يقابل مونتاج جارته المراهقة ” كلاريس ” البريئة والحالمة والتي لا تلبث أن تقنعه بأهمية القراءة وما تصنعه فيها وفي عائلتها. ظهور شخصية كلاريس في الرواية كان ظهور محترف روائيًا، إذ كانت سببًا أساسيًا في إحداث التغيير الذي طرأ على البطل مونتاج بلطف بالغ، وتسببت في تمرده على النظام العام والذي كان يمنع القراءة. إذ استخدم النظام الحاكم أمثال مونتاج “الإطفائيين” لحرق الكتب وبيوت المثقفين تحديدًا باعتبارهم دعاة إرهاب وفرقة للمجتمع.

تنطلق التناقضات في الظهور من اللحظة الأولى عندما يفهم القارئ الدور الحقيقي لرجال إطفاء هذا الزمان. إذ أن مونتاج كرجل إطفاء لا يطفي الحرائق، بل يشعلها. كما تصبح الكتب والقراءة والمثقفين أعداء للشعب. تمر الأيام على مونتاج رتيبة مع زوجته ميلديرد المشغولة دائمًا بشاشات العرض العجيبة داخل منزلها، بل وتطالب زوجها بزيادتها كي تتابع كل شيء وتنشغل أكثر فأكثر، وفجأة تختفي كلاريس من حياة مونتاج!

أحداث عنيفة وتحولات في فهرنهايت 451

انطلقت صافرات الإنذار في محطة الإطفاء التي يعمل فيها مونتاج، فيذهب الفريق وبينهم مونتاج لإشعال النيران في البيت المذكور، وعند اقتحامهم للبيت، يجد الفريق الكثير من الكتب، فيجمعوها لإحراقها بالكامل. ينتهز مونتاج انشغال باقي أعضاء الفريق ويخبئ كتب بين ملابسه ليقرأها فيما بعد. لكن لم يمر اليوم بتلك البساطة، إذ فوجئ الفريق بمقاومة صاحبة المنزل ورغبتها في عدم الخروج من المنزل عند حرقه، بل وفضّلت أن تُحرق حية بين الكتب، وكان المشهد مؤثرًا بشدة في مونتاج!

عاد مونتاج للبيت بكتبه وصعب عليه النوم، فحاول الحديث مع زوجته ميلدريد، وروى لها ما حدث للمرأة، لكنها لم تبالي، وعندما سألها عن جارتهما كلاريس، أجابته بأنها قد صدمتها سيارة منذ اسبوع، فرحل أهلها عن المكان، مما زاد من تفكير مونتاج وصعّب عليه محاولاته للنوم. وعندما استيقظ مونتاج في الصباح، قرر ألا يذهب للعمل.

امرأة تفضل أن تحترق مع كتبها

لم تفارق صورة المرأة المحترقة مخيلة مونتاج، ودفعته للتساؤل عن ما تحمله تلك الكتب، وكيف تكون بتلك الخطورة؟ وكيف وصل بتلك المرأة إلى أن تفضّل الحرق مع كتبها على أن تعيش مثل مونتاج وزوجته؟ ما الذي جعل كلاريس بهذه السعادة والبراءة والخفة حين كان يناقشها؟ كيف يمكن أن تنتهي حياة من هي مثلها بهذا الشكل فجأة؟ كلاريس تستحق الحياة أكثر من كل من يحيطون بمونتاج! فلماذا هي؟ ولماذا كانت تقرأ بالأساس؟ هل تستحق الكتب كل هذا؟

الوجهين المتناقضين لرواية فهرنهايت :

الكابتن بيتي والبروفيسور فابر

علم كابتن بيتي قائد فريق الإطفاء بغياب مونتاج فقرر الذهاب إليه. وعند لقائهما في منزل مونتاج، بدا وكأن كابتن بيتي يشك في أن مونتاج يقرأ أو يخفي كتبًا! فأخذ الكابتن يحاضر مونتاج عن مخاطر الكتب وكيف أنها دمرت المجتمع وأثارت الفرقة والكراهية بين أفراده، وبينما يناقشه الكابتن بيتي، حاولت ميلدريد زوجة مونتاج أن تعدل من وضعية نومه، فوضعت يدها خلف مخدته لتفاجأ بالكتاب الذي يخفيه. لكنهما بقيا صامتين دون أن يبينا شيئًا للكابتن بيتي.

عند رحيل كابتن بيتي وميلدريد، أخرج مونتاج كل كتبه التي سرقها خلسة على مدار سنوات عمله كإطفائي، وبدأ في قراءتها. وبمرور الأيام، قرر مونتاج زيارة شخص خطر في ذهنه فجأة، وهو فابر، الأستاذ الجامعي المتقاعد العجوز والذي ناقشه في مرحلة ما من حياته عن الأفكار وأهميتها، فذهب على الفور إلى بيته.

طرق مونتاج باب بيت فابر، ثم انفتح الباب وولج إلى الداخل. اندهش فابر من وجود إطفائي في منزله، فالجميع يهابهم وتحديدًا أمثال فابر من المثقفين، ولكن ما لبث أن تحدث مونتاج وشرح له مشاعره والكتب التي بدأ في قراءتها وما تفعله فيه، فقرر فابر مساعدته وشرح له إمكانيات مقاومة ذلك النظام ومنحه سماعات أذن من اختراعه كي يبقى مع مونتاج طوال الوقت كبداية ويسمع ما يسمعه، وبالفعل، قرر مونتاج لبسها على الفور، ورحل من منزل فابر.

Related Post

تمرد مونتاج

عاد مونتاج لمنزله، فقابل ميلدريد وأصدقائها وحاول أن يتبادل أطراف الحديث معهن، ولكنه صُدم من طريقتهن ومن ضحالة فهمهن للأحداث من حولهن، وبالرغم من تحذيرات فابر في سماعة الأذن، إلا أنه تجاهلها وأخذ يتحدث معهن إلى أن بكت إحداهن وخرجت من المنزل متهمةً مونتاج بالقسوة لقراءته بعض المقاطع الشعرية لهن.

وفور دخوله لمقر العمل، إنطلق الفريق لحرق إحدى البيوت، وإنطلق معهم، ليكتشف فجأة أنهم يتجهون إلى بيته هو، فيفهم أن ميلدريد زوجته قد أبلغت عنه. دخل مونتاج بصحبة الإطفائيين ليحرق منزله غرفة تلو الأخرى. بدأ بيتي يسخر من مونتاج واشتد الحديث بينهما ليوجه مونتاج سلاحه تجاه الكابتن بيتي ويطلق النيران ويقتله على الفور.

هجم الكلب الإلكتروني على مونتاج فجرح قدمه، ولكن نجح مونتاج في القضاء عليه بسلاحه، وهرب.

رحلة الهروب

انطلق مونتاج بين شوارع المدينة إلى منزل البروفيسور فابر، شاعرًا بأن المدينة كلها تراقبه وتنطلق خلفه. وفور وصوله إلى فابر، غيّر ملابسه كي لا تتمكن الكلاب الإلكترونية من تعقبه، ونصحه فابر بعبور النهر والسير بجواره من الجهة الأخرى ليصل إلى جماعة من المثقفين الخارجين على القانون، لربما أنقذوه.

وبالفعل انطلق مونتاج بعيدًا، وسار بقدمه المجروحة قدر استطاعته عابرًا شوارع المدينة المراقبة بكثافة ليختبئ في الظلام ويغوص في مياه النهر مبتعدًا عن الكلاب الإلكترونية والكاميرات المراقبة والناس في الشوارع. وبصعوبة وصل إلى البر الآخر من النهر.

ظلام وأمل يرسمهم راي برادبري

دوى انفجار قنبلة نووية على المدينة

طالت رحلة مونتاج حتى كاد يفقد الأمل، فالظلام دامس ولا يعرف أين يسير، هو فقط يتبع الاتجاه الذي نصحه به البروفيسور فابر لا أكثر، إلى أن رأى الضوء. مجموعة من الأشخاص يجتمعون حول النيران، لاحظوا وجود مونتاج خلفهم بسهولة، فنادوه بينهم وبدأوا في التعارف، ليكتشف مونتاج أنهم جميعًا مثقفون وأساتذة في كبرى الجامعات، وتعجب من مشاهدتهم للتلفاز، ولكن سرعان ما تبددت دهشته واستبدلها بدهشة أكبر، إذ كانوا يشاهدون لحظات القبض عليه وقتله والتي كانت تذيعها السلطات على مسامع سكان المدينة كانتصار يومي عادي في وجه كل الخارجين على القانون وعلى قواعد المجتمع.

استنتج مونتاج أن شرطة المدينة قد قبضت على شخص بريء وقتلته بدلًا منه، وأذاعت الخبر كي لا تخسر ثقة سكان المدينة وكي تشعرهم بالاستقرار، فما فعله مونتاج في فريق الإطفاء لربما كان صدمة يصعب على سكان المدينة تحملها.

غرابة المقاومة ونهاية غير متوقعة

عاد مونتاج بانتباهه للمثقفين المجتمعين، فأخبره قائدهم أن كل منهم قد حفظ كتابًا، وينتظر لحظة الأمان كي يكتبه مجددًا من ذاكرته ليبقى للبشرية من بعده. وفجأة سمعت المجموعة صوت عال لمرور الطائرات من فوقهم يتبعه انفجار هائل تجاه المدينة. فإذا بها قنبلة ذرية تُلقى على المدينة وتنسفها بالكامل، بكل ما فيها من سكان وذكريات ونظام وبيوت وكلاب ورجال إطفاء. مات الجميع. وحينها فقط، أدرك مونتاج أنه هو وجماعة المثقفين الوحيدين الناجين من ذلك الإنفجار، وأنهم سكان المدينة الجدد فوق الأنقاض.

يمكنك قراءة المزيد من ملخصات الكتب من هنا

اضغط هنا لتقييم التقرير
[Average: 0]
Author: abdalla taha

أحب القراءة ومتابعة العلوم.

abdalla taha

أحب القراءة ومتابعة العلوم.

View Comments

Share
Published by
abdalla taha

Recent Posts

ابتكار واقي شمس بتقنية جديدة لتبريد الجلد

عندما يتعلق الأمر بحماية بشرتنا من التأثيرات القاسية لأشعة الشمس، فإن استخدام واقي الشمس أمر…

يوم واحد ago

العثور على مومياوات مصرية قديمة بألسنة وأظافر ذهبية

اكتشف فريق من علماء الآثار 13 مومياء قديمة. وتتميز هذه المومياوات بألسنة وأظافر ذهبية،وتم العثور…

يوم واحد ago

بناء منازل على المريخ باستخدام الدم البشري

ركز العلماء على الخرسانة الرومانية القديمة كمصدر غير متوقع للإلهام في سعيهم لإنشاء منازل صالحة…

يوم واحد ago

خلايا المخ تتطور بشكل أسرع في الفضاء وتظل بحالة جيدة!

من المعروف أن الجاذبية الصغرى تغير العضلات والعظام وجهاز المناعة والإدراك، ولكن لا يُعرف سوى…

يومين ago

ما هو الويب 3.0 وكيف سيحمي بيانات المستخدمين وخصوصيتهم؟

الويب 3.0، الذي يشار إليه غالبًا باسم "الويب اللامركزي"، هو الإصدار التالي للإنترنت. وهو يقوم…

يومين ago

كيف يمكن مشاهدة انفجار المستعر الأعظم قبل حدوثه؟

لطالما فتنت المستعرات العظمى علماء الفلك بانفجاراتها القوية التي تضيء الكون. ولكن ما الذي يسبب…

يومين ago