“ إن من يستسلم للأقدار يشجعها على التمادي في طغيانها” نجيب محفوظ، بداية ونهاية
رواية بداية ونهاية عبارة عن ملحمة كاملة تضم عذابات النفس البشرية، أحداث الرواية تبدأ خلال فترة الحرب العالمية الثانية حين كانت الفروق بين طبقات المجتمع المصري كبيرة جِدًّا، تدور أحداث الرواية حول أسرة بسيطة من الطبقة المتوسطة مكونة من الأب والذي كان يعمل موظفًا صغيرًا في وزارة المعارف والأم وبنت وتدعى نفيسة وثلاثة أبناء (حسن، حسين، حسنين) تصف الرواية الصراع بين تلك الأسرة والظروف الاجتماعية الرهيبة التي واجهتهم بعد موت الأب المفاجئ وانعدام دخل الأسرة بسبب البيروقراطية المصرية المعتادة التي تسببت في تأخر صرف معاش الأب لشهور عديدة وصعوبة المعيشة.
أدركت الأم حجم المشكلة الكبيرة التي تواجهها الأسرة وخاصة أن الأخ الأكبر (حسن) لم يكن ليتحمل مسؤولية إعالة الأسرة بعد والده، بدأت الأم بمواجهة الأبناء بما ينتظرهم من صعاب وحثهم على التعاون من أجل الحفاظ على الأسرة، وصلت بهم صعوبة العيش للتخلي عن معظم أساسيات الحياة وبيع أثاث المنزل والانتقال من مسكنهم المريح إلى مسكن آخر أقل في التكلفة، واضطرت نفيسة للعمل في الخياطة تنتقل من بيت لبيت كي تحصل في نهاية اليوم على مبلغ زهيد يساعد في نفقات الأسرة.
ومع تغير أحوال الأسرة بشكل مفاجئ بدأ كل فرد من الأسرة التأقلم مع الوضع الراهن، اتجه حسن إلى طريق البلطجة والمخدرات بإرادته واستسلمت نفيسة ليأسها وضعفها وسلكت طريق خاطئة. أكمل حسين المدرسة وحصل على البكالوريا واضطر إلى التخلي عن حقه في التعليم العالي حتى يساعد أسرته ويتيح الفرصة لأخيه الأصغر حسنين لإكمال تعليمه وحصل على وظيفة بمرتب زهيد في طنطا، أما حسنين أكمل دراسته والتحق بالكلية الحربية بمساعدة حسن الذي وفر له مصاريف الكلية من أمواله مشكوكة المصدر.
تخرج حسنين من الكلية وبدأت أحوال الأسرة تتحسن ويجود الزمان ببضع لحظات من السعادة لتلك الأسرة البائسة، قرر حسنين الفرار من الماضي وانتقل بإسرته من الحي إلى بيت جديد في مكان بعيد عن الحارة والتخلص من خطيبته إبنة فريد أفندي الذي كان المعين الوحيد لهم بعد وفاة الوالد ظنًا منه أنه يستحق أخرى أكثر ثقافة وثراء، وبدأ في السخط على سلوك حسن ووضعه المثير للشك والريبة وفكر أنه يمثل خطر على صورته ومكانته الحالية وهدده كي يترك طريقه المشين وأن يحصل على عمل شريف ولكن حسن رفض فتمنى حسنين أن يتخلص من أخيه إلى الأبد.
تنتهي الأحداث باكتشاف حسنين سلوك نفيسة المخل بعدما استدعاه الضابط في القسم لاستلامها بعد القبض عليها في بيت مشبوه خرج معاها من القسم وهو يفكر كيف يتخلص منها ولكن نفيسه لم تترك له الفرصة للتفكير فأقرت له عن رغبتها في الانتحار حتى لا يقتلها ويفقد مستقبله وكذلك لأنها لم تعد تتحمل حياتها فسمح لها بإلقاء نفسها في النيل بعد ما أوصلها بسيارة أجرة وهو يظن أن بانتحارها يتخلص من عبء قتلها انتقامًا للشرف والحفاظ على الوظيفة والمكانة الاجتماعية، ولكن مع انتحارها اصطدم بحقيقته المرة واكتشف أنه هو الأولى بالانتحار لقسوته في حكمه على إخوته لأنه بدونهم ما كان في مكانته تلك، وأدرك أنه لم يعد له قيمة في تلك الحياة التي أرادها وقرر معاقبة نفسة بالانتحار وألقى بنفسه هو الآخر في النيل.
مصدر الصورة : The guardian
للمزيد من (ملخصات الكتب)
عندما يتعلق الأمر بحماية بشرتنا من التأثيرات القاسية لأشعة الشمس، فإن استخدام واقي الشمس أمر…
اكتشف فريق من علماء الآثار 13 مومياء قديمة. وتتميز هذه المومياوات بألسنة وأظافر ذهبية،وتم العثور…
ركز العلماء على الخرسانة الرومانية القديمة كمصدر غير متوقع للإلهام في سعيهم لإنشاء منازل صالحة…
من المعروف أن الجاذبية الصغرى تغير العضلات والعظام وجهاز المناعة والإدراك، ولكن لا يُعرف سوى…
الويب 3.0، الذي يشار إليه غالبًا باسم "الويب اللامركزي"، هو الإصدار التالي للإنترنت. وهو يقوم…
لطالما فتنت المستعرات العظمى علماء الفلك بانفجاراتها القوية التي تضيء الكون. ولكن ما الذي يسبب…
View Comments