مغالطة المصادرة على المطلوب Begging the quistion
مغالطة المصادرة على المطلوب هو افتراض صحة القضية المراد البرهنة عليها، ووضعها بشكل صريح أو ضمني في إحدى مقدمات الاستدلال. أي أنه محاولة لإثبات صحة اقتراح مع اعتبار هذا الاقتراح أمراً صحيحا في نفس الوقت.
وتتم على النحو الآتي:
(س) صحيحة، والدليل على هذه الدعوى هي أن (س) صحيحة
من المفترض أننا عندما نختلف حول شيء ما فإننا نلجأ إلى شيء آخر لا نختلف حوله، لنصل من خلاله إلى النتيجة، ولكن في هذه الحالة فنحن نلجأ إلى أشبه بنتيجة متنكرة في شكل مقدمات، لنستدل بها على صحتها!
أمثلة:
– مادمت لاأكذب، فأنا إذن أقول الحقيقة.
— تستلزم العدالة أجوراً مرتفعة، وذلك لأن من الصواب أن يكون الناس أقدر على الكسب الوفير (القصد منها: أن العدالة تتطلب زيادة الأجور لأن العدالة تتطلب زيادة الأجور!).
قد يبدو أن المصادرة على المطلوب هي مغالطة واضحة سهلة الانكشاف، وليست بحاجة إلى دراسة وتحليل، غير أن الأمر ليس دائماً ببساطة الأمثلة السابقة. مثال:
نلاحظ من هذا المثال هو أن النتيجة (لا بيع لبلد أجنبي ) هي نفس معنى المقدمة مع إعادة الصياغة (لا تصدير).
هنا لم تقدم لنا الحجة أسباباً عقلية تجعل القتل الرحيم مبرراً أخلاقياً، وتترك السؤال لدى المتلقي مفتوحاً: حسن، لماذا إذن نعتقد أن القتل الرحيم جائز؟
إن الحجة السابقة تجعل النتيجة متضمنة سلفاً في المقدمات، وتصادر منذ البداية بأن الإجهاض قتل غير مبرر دون أن تبين لنا السبب.
ما علاقة الاستدلال الدائري بمغالطة المصادرة على المطلوب؟
إن الاستدلال الدائري ليس مغالطاً في صميمه ولكنه يغدو كذلك عندما يعتمد فيه صدق الدعوى المقدمة على دليل يعتمد بدوره على الدعوى ذاتها التي يُفترض أن يُبرهن عليها. وبذلك يدور البرهان في دائرة مغلقة وتعتمد كل قضية منه على الأخرى.
يمكن تجريد الصورة المنطقية لهذا الدور كالتالي:
أ صادقة لأن ب صادقة
ب صادقة لأن أ صادقة
نحن إذن بإزاء شكل من أشكال المصادرة على المطلوب، يعتمد فيه صدق الدعوى المقدمة على دليل يعتمد بدوره على الدعوى ذاتها التي يُفترض أن يبرهن عليها. وبذلك يدور البرهان في دائرة مغلقة وتعتمد كل قضية فيه على الأخرى.
مثال:
– نحن نعرف عن صفات الرب من الكتاب المقدس، ونحن نثق بالكتاب المقدس لأنه منزّل من الرب.
– (أ): هذه اللآلي السبع سنقسمها على ثلاثتنا بحيث يأخذ كل واحد منكما اثنتين وأنا سآخذ ثلاثة.
(ب): لماذا تأخذ أنت الثلاثة؟
(أ): لأنني أنا الرئيس.
(ب): وما الذي نصبك رئيساً علينا
(أ): لأن لدى كل منكما لؤلؤتين وأنا لدي ثلاث.
المصدر:
لمعرفة المزيد عن المغالطات المنطقية تابع مقالنا: مغالطة المنحدر الزلق
لطالما مثلت مصر، بموقعها الاستراتيجي عند ملتقى قارات إفريقيا وآسيا وأوروبا، نقطة محورية للتفاعل البشري…
على مشارف هضبة الجيزة التاريخية، حيث تقف الأهرامات شامخةً كشاهد على عبقرية الماضي، وُلدت أيقونة…
لطالما كان أصل الإنسان ورحلاته الأولى حول العالم من أكثر الألغاز إثارةً للجدل والبحث في علم…
في عالمنا المزدحم بالأخبار والأحداث، قد ننسى أحيانًا أن أعظم الأسرار والمفاجآت تأتي من أعماق…
مؤتمر "وكلاء من أجل العلم": رائدو الذكاء الاصطناعي يتولون تأليف ومراجعة الأوراق البحثية لم يعد…
شهدت العقود الثلاثة الماضية تطورات جذرية في قدرة البشرية على قراءة وفهم الشفرة الجينية والبيولوجية…
View Comments
❤️❤️