الأنثروبولوجيا أو علم الإنسان علم برزت أهميته خلال القرن الماضي بشدة، وهو فرع من العلوم الاجتماعية التي تبلورت من قرون ولكنها لم تصبح علمًا ممنهجًا إلا في القرن الماضي
محتويات المقال :
الأنثروبولوجيا هي الدراسة المنهجية لحياة البشر، وتعني حرفيًا “علم الإنسانية”. فهي مشتق من كلمتين من الإغريقية وهما anthrops أنثروبوس وتعني الانسان، و logos وتعني الدراسة العلمية. وبهذا تكونان كلمة انثروبولوجيا أو علم الإنسان.
وتدرس الأنثروبولوجيا البشرية بهدف الوصول لفهم لأصولنا التطورية، وتميز البشر كنوع، والتنوع الكبير في أشكال الوجود الاجتماعي للبشر حول العالم، وتطور الأنواع البشرية عبر التاريخ. أي ينصب تركيزها على فهم التنوع البشري وفهم تطورنا كنوع على الأرض.
يرجع بعض المؤرخين أصول دراسة علم الانسان إلى الإغريق، حيث قام المؤرخ هيرودوتس بكتابة أفكار أصبحت لاحقًا جوهرية في علم الإنسان. فقام بوصف عادات وشعوب مختلفة عن الإغريق، ولكنه صنف اليونان كبلد مهيمن وبقية الحضارات أدنى مستوى منها، وهو ما عمل به العديد من الأنثروبولوجيين الأوروبيين لاحقًا بوضعهم أوروبا بالدرجة الأولى.
كما قام العلامة ابن خلدون بإضافات عديدة من ضمن أفكاره في علم الاجتماع ونشوء الدول وانهيارها، ما أسهم في تبلور علم الانسان لاحقًا. خلال العصور الوسطى تساءل بعض المفكرين عن أصول الانسان ولكن تم التعامل مع هذه الشؤون كأفكار دينية بحتة.
في بداية القرن الخامس عشر السابق لحقبة التنوير بدأت الاستكشافات العالمية وبدأ الأوروبيون باكتشاف حضارات غريبة عنهم مع اكتشاف قارة أميركا، وكتب الرحالة الذين وصلوا لهذه البلدان ملاحظات بسيطة ولكنها غير دقيقة ومشتتة وغير واضحة، ولكنها مهدت الطريق لنشوء علم لدراسة الانسان.
وفي عصر التنوير شهدت الأنثروبولوجيا تقدمًا ملحوظًا، حيث بنى المفكرون حينها أفكارهم على المنهج العلمي والمنطقي والعقلاني لا على التفكير الديني أو الغيبي. فكتب جان جاك روسو على سبيل المثال عن الصفات الأخلاقية لبعض الجماعات “البدائية” وعن عدم المساواة بين البشر، ولكن ما زالت هذه الكتابات نظرية بحتة وتفتقر إلى الاحتكاك المباشر والتجربة.
مع تزايد الاحتكاك مع الثقافات غير الأوروبية، وصعود الإمبريالية (السيطرة السياسية والاقتصادية على البلدان الأجنبية) في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر بدأ الأوروبيون بملاحظة سلوك الشعوب الأخرى واختلافهم ثقافيًا ولكن هذه المرة مع احتكاك مباشر مع الشعوب، فحصلوا على فيض هائل من المعلومات عن هذه الشعوب بسبب استعمارهم لها، الأمر الذي ساعد بتشكيل انثروبولوجيا مهنية.
وفي نهاية القرن التاسع عشر أصبحت الانثروبولوجيا علمًا معروفًا لدراسة البشر والإنسانية وبدأت بتشكيل تفرعات عنها.
تعد من الفروع الأساسية لعلم الإنسان، وتدرس الأركيولوجيا البشرية من خلال تحليل الآثار الباقية عن الحضارات القديمة، بالإضافة لتحليل العظام والبقايا البشرية لمعرفة تطور البشر.
يبدأ النطاق الزمني للدراسات الأركيولوجية بدراسة أسلاف البشر منذ ملايين السنين ويمتد حتى التاريخ المعاصر.
وتسعى لفهم كيفية تكيف البشر مع ظروفهم المحيطة والبيئات المختلفة. الذي قد يسبب لهم المرض أو الموت المبكر وما الذي يساعدهم على التكيف. بالإضافة لفهم كيف تطور البشر من أسلاف أخرى، فيدرس العلماء البشر بالإضافة للرئيسيات الأخرى مثل القرود، والحفريات والمستحاثات. ويركزون على فهم عمل علم الأحياء والثقافة معًا لتشكيل الحياة الإنسانية التي نعرفها الآن.
يستكشف علماء الأنثروبولوجيا الثقافية والاجتماعية كيف يعيش الناس ويفهمون العالم المحيط بهم. ويحاولون فهم ما يعتقده الناس أنه مهم والقواعد التي يضعونها والعادات والتقاليد حول العالم وتطورها وتغيرها عبر الزمن. مثل عادات الدفن وطقوس الزواج والاحتفالات الدينية والمناسبات الثقافية والعادات المختلفة للمجتمعات البشرية.
يدرس علماء الأنثروبولوجيا اللغوية الطرق التي يتواصل بها الناس حول العالم. ويهتمون بكيفية ارتباط اللغة برؤية البشر لعالمهم، ودراسة اللغة وتطورها بمرور الزمن. وكيف يستخدم البشر اللغة في حياتهم للتواصل والتعبير وإنشاء العلاقات، فاللغة هي المفتاح الرئيسي للتواصل الاجتماعي وأول درب لفهم المجتمعات البشرية.
يعتقد الوظيفيون أن المؤسسات الاجتماعية كالمدرسة والأقران والأسرة، تعمل جميعها بشكل متكامل لتوفير بيئة مستقرة ليعيش الناس فيها. يدرس الوظيفيون كيفية عمل هذه المؤسسات الاجتماعية عن طريق طرح أسئلة مثل: ما هو الغرض من هذه المؤسسة؟ كيف يتم تشغيلها؟ كيف يتم اتخاذ القرارات فيها؟
قد تبدو الثقافات مختلفة لمن يراقبها، ولكن برأي الوظيفيين المجتمعات البشرية مجتمعات طبيعية لأنها تتكون من مؤسسات اجتماعية مختلفة تعمل لتأمين احتياجات الناس.
ترى البنيوية، وقد طورها العالم الفرنسي ليفي شتراوس، أن المجتمعات هي عبارة عن أنساق اجتماعية تشكل أنماطًا ثقافية. أي أنماط متكررة في عادات الدينية والثقافية والفن.
ترى المادية الثقافية التي طورها مارفن هاريس في ستينات القرن الماضي، أن البنية التحتية للمجتمع مثل التكنولوجيا والإنتاج الاقتصادي والمؤسسات الاجتماعية تؤثر في بنية المجتمع (أي العلاقات والتنظيم الاجتماعي)، وبينتها الفوقية أي الأفكار والمعتقدات والقيم.
في النهاية تنبع أهمية دراسة الانثروبولوجيا لفهم التنوع البشري وختلاف العادات والتقاليد، كلما عرفنا أكثر كلما أدركنا أن البشر برغم اختلافهم الشديد عن بعضهم يتشابهون بأمور عديدة، وهذا ما علينا تذكره عند استهجان العادات الغريبة أو الجديدة علينا، أن التشابه بين البشر باختلاف أعراقهم أكبر من اختلافاتهم.
عندما يتعلق الأمر بحماية بشرتنا من التأثيرات القاسية لأشعة الشمس، فإن استخدام واقي الشمس أمر…
اكتشف فريق من علماء الآثار 13 مومياء قديمة. وتتميز هذه المومياوات بألسنة وأظافر ذهبية،وتم العثور…
ركز العلماء على الخرسانة الرومانية القديمة كمصدر غير متوقع للإلهام في سعيهم لإنشاء منازل صالحة…
من المعروف أن الجاذبية الصغرى تغير العضلات والعظام وجهاز المناعة والإدراك، ولكن لا يُعرف سوى…
الويب 3.0، الذي يشار إليه غالبًا باسم "الويب اللامركزي"، هو الإصدار التالي للإنترنت. وهو يقوم…
لطالما فتنت المستعرات العظمى علماء الفلك بانفجاراتها القوية التي تضيء الكون. ولكن ما الذي يسبب…
View Comments