Ad

تعتبر وسائل منع الحمل الطارئة، شبكة أمان مهمة للأشخاص الذين يرغبون في منع الحمل بعد ممارسة الجنس دون وقاية أو فشل وسائل منع الحمل التقليدية. على الرغم من أهميتها، إلا أن المفاهيم الخاطئة والخرافات المحيطة بوسائل منع الحمل الطارئة منتشرة على نطاق واسع. يمكن الوصول إلى وسائل منع الحمل الطارئة في الصيدليات أو العيادات أو المستشفيات في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، فإن توافر وسائل منع الحمل الطارئة وإمكانية الوصول إليها تختلف حسب المنطقة والبلد.

الجنس غير المخطط له

إن ممارسة الجنس غير المخطط له هي حقيقة يواجهها الكثير منا في مرحلة ما من حياتنا. سواء كان الواقي الذكري مكسورًا، أو نسى شخص ما تناول حبوبه في ذلك اليوم، أو لحظة شغف، فمن الضروري أن نفهم أنه يمكن أن تسوء الأمور. وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن ما يقرب من 50٪ من جميع حالات الحمل في الولايات المتحدة تكون غير مخطط لها، وهو ما يترجم إلى حوالي 2.8 مليون حالة حمل غير مقصود كل عام. يسلط هذا العدد المذهل الضوء على الحاجة إلى وسائل فعالة لمنع الحمل.

ولكن لماذا تحدث حالات الحمل غير المخطط لها في المقام الأول؟ أحد الأسباب الرئيسية هو فشل وسائل منع الحمل التقليدية. على سبيل المثال، تبلغ نسبة فشل الواقي الذكري 15%، بينما تبلغ نسبة فشل حبوب منع الحمل الهرمونية 9%. علاوة على ذلك، فإن الخطأ البشري يمكن أن يساهم أيضًا في حالات الحمل غير المخطط لها.

بالإضافة إلى ذلك، يعد الاعتداء الجنسي حقيقة قاسية تؤثر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم. وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تتعرض واحدة من كل ثلاث نساء للعنف الجسدي أو الجنسي في حياتها. ويمكن أن تكون وسائل منع الحمل الطارئة أداة حيوية في هذه المواقف، حيث توفر وسيلة لمنع الحمل واستعادة السيطرة على الجسم.

وسائل منع الحمل الطارئة

نبذة تاريخية عن وسائل منع الحمل الطارئة

لقد كان مفهوم وسائل منع الحمل الطارئة (Emergency Contraception) موجودًا منذ قرون، حيث حاولت الحضارات القديمة منع الحمل باستخدام طرق مختلفة. ومع ذلك، لم تبدأ وسائل منع الحمل الطارئة الحديثة كما نعرفها اليوم في التبلور إلا في القرن العشرين.

يعود أحد أقدم أشكال وسائل منع الحمل الطارئة المسجلة إلى الصين القديمة، حيث كانت النساء يشربن خليطًا مصنوعًا من الزئبق ومواد أخرى لمنع الحمل بعد ممارسة الجنس دون حماية. وبالمثل، في اليونان القديمة، كانت النساء يستخدمن خليطًا من زيت الزيتون وراتنج الأرز لمنع الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة.

في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، عندما بدأ مفهوم وسائل منع الحمل الهرمونية الطارئة في التبلور. اكتشف الباحثون أن الجرعات العالية من هرمون الاستروجين يمكن أن تؤخر الإباضة، وتمنع الحمل بشكل فعال. أدى ذلك إلى تطوير أول حبوب منع حمل طارئة، المعروفة، والتي تتكون من تناول جرعات عالية من هرمون الاستروجين والبروجستيرون خلال 72 ساعة من ممارسة الجنس دون حماية.

في التسعينيات، كان تطوير الليفونورجيستريل (Levonorgestrel)، وهو هرمون اصطناعي، بمثابة علامة بارزة في وسائل منع الحمل في حالات الطوارئ. وأدى ذلك إلى إنشاء حبة الصباح التالي (Plan B)، وهي أول حبوب لمنع الحمل في حالات الطواريء. منذ ذلك الحين، تم تطوير أشكال أخرى من وسائل منع الحمل الطارئة، مثل أسيتات الوليبرستال (Ulipristal acetate) واللولب الرحمي النحاسي (the copper coil)، مما يوفر المزيد من الخيارات للأشخاص الذين يسعون إلى منع الحمل.

العلم وراء وسائل منع الحمل في حالات الطوارئ

عندما يتعلق الأمر بوسائل منع الحمل الطارئة، فمن الضروري فهم العلم وراء كيفية عملها. لدى كل من الحبوب واللولب آليات مختلفة لمنع الحمل، لكنها تشترك في هدف مشترك يتمثل في تأخير الإباضة أو منع الإخصاب.

تعمل حبوب منع الحمل في حالات الطواريء، مثل الليفونورجيستريل وأسيتات الوليبريستال، على تأخير الإباضة. الليفونورجيستريل هو هرمون اصطناعي يمنع تدفق هرمون الملوتن (الهرمون المنشط للجسم الأصفر) (luteinizing hormone)، وهو رسول كيميائي يحفز الإباضة. ومن خلال القيام بذلك، فإن إطلاق البويضة إما يتأخر أو يتوقف، مما يمنع الحمل. من ناحية أخرى، فإن أسيتات الوليبرستال هو دواء غير هرموني يمنع آثار هرمون البروجسترون، وهو هرمون آخر يشارك في الدورة الشهرية. وهو يفعل ذلك عن طريق الارتباط بمستقبلات هرمون البروجسترون في الجسم، والتي بدورها تثبط أو تؤخر الإباضة.

الآن، دعونا نتحدث عن اللولب الرحمي النحاسي. هذه الطريقة غير الهرمونية لمنع الحمل الطارئ تطلق النحاس في الرحم، مما يمنع الحيوانات المنوية من البقاء على قيد الحياة وتخصيب البويضة. حتى لو بقيت الحيوانات المنوية على قيد الحياة، فإن وجود اللولب يمكن أن يمنعها من الانغراس في بطانة الرحم عن طريق ترقيقها.

ما مدى فعالية وسائل منع الحمل الطارئة؟

لنبدأ بالطريقة الأكثر فعالية وهي اللولب الرحمي. عند إدخاله خلال خمسة أيام من ممارسة الجنس دون حماية، يكون اللولب فعالاً بنسبة تزيد عن 99% في منع الحمل. وذلك لأن النحاس الذي يطلقه اللولب يخلق بيئة معادية للحيوانات المنوية، مما يجعل من المستحيل عليها البقاء على قيد الحياة وتخصيب البويضة.

من ناحية أخرى، تتمتع حبوب منع الحمل الطارئة بمستويات مختلفة من الفعالية اعتمادًا على وقت تناولها. الليفونورجيستريل، المعروف فعال بنسبة 95٪ عند تناوله خلال 24 ساعة من ممارسة الجنس دون حماية. ومع ذلك، تنخفض فعاليته إلى 58% عند تناوله خلال 49 إلى 72 ساعة. تظل أسيتات الوليبرستال فعالة بنسبة 98-99٪ عند تناولها خلال خمسة أيام من ممارسة الجنس دون حماية، لكن فعاليتها لا تنخفض بمرور الوقت.

من الضروري أن تتذكري أنه من غير المحتمل أن تكون حبوب منع الحمل الطارئة فعالة إذا تم تناولها بعد الإباضة. قد يكون من الصعب التنبؤ بالإباضة، لذلك يوصى غالبًا باستخدام وسائل منع الحمل الطارئة بغض النظر عن فترة الدورة.

هناك عوامل أخرى يمكن أن تؤثر على فعالية وسائل منع الحمل الطارئة، مثل مؤشر كتلة الجسم (BMI). تشير الأبحاث إلى أن تصنيف مؤشر كتلة الجسم على أنه زيادة وزن أو سمنة قد يجعل حبوب منع الحمل الطارئة، وخاصة الليفونورجيستريل، أقل فعالية. ومع ذلك، لا يزال يوصى باستخدامها.

أخيرًا، من المهم ملاحظة أن القيء خلال ساعتين إلى ثلاث ساعات من تناول حبوب منع الحمل الطارئة قد يقلل من فعاليتها، مما يتطلب تكرار الجرعة لتكون فعالة.

السلامة والآثار الجانبية

واحدة من أهم المخاوف هي سلامة هذه الوسائل. والخبر السار هو أنها آمنة بشكل عام لمعظم الناس. ومع ذلك، هناك بعض الاستثناءات والاعتبارات التي يجب أن تكوني على علم بها. على سبيل المثال، قد لا يكون أسيتات الوليبرستال مناسبًا للأفراد الذين يتناولون أدوية معينة، مثل أدوية الربو الستيرويدية. وبالمثل، لا يُنصح باستخدام اللولب للنساء اللاتي يعانين من التهابات غير معالجة، أو تشوهات في عنق الرحم أو الرحم، أو نزيف مهبلي غير مبرر.

فيما يتعلق بالآثار الجانبية، يمكن أن تسبب حبوب منع الحمل الطارئة واللولب بعض المشكلات. قد تؤدي الحبوب إلى الصداع أو الغثيان أو القيء أو الدوخة أو التعب أو ألم الثدي أو آلام البطن. من ناحية أخرى، يمكن أن يسبب اللولب آلامًا تشبه آلام الدورة الشهرية في الأيام التي تلي إدخاله، بالإضافة إلى النزيف بين الدورات الشهرية أو دورات شهرية أطول وأثقل إذا تم الاحتفاظ به كوسيلة طويلة الأمد لمنع الحمل.

من الضروري أن نتذكر أن هذه الآثار الجانبية عادة ما تكون خفيفة ومؤقتة. علاوة على ذلك، فإن فوائد وسائل منع الحمل الطارئة تفوق مخاطرها بكثير. ومن خلال فهم الحقائق، يمكن للأفراد اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن صحتهم الإنجابية.

المصدر

Emergency Contraception: Here’s What To Know About How It Prevents Pregnancy / iflscience

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


طب صحة

User Avatar


عدد مقالات الكاتب : 278
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *