محتويات المقال :
في آواخر القرن التاسع عشر، اُخترع كرسي الإعدام الكهربائي على يد موظفي شركة العالم الشهير توماس ألفا إديسون في مدينة ويست أورنج الأمريكية. اعتبر كاتبي السيرة الذاتية لتوماس أديسون هذا الاختراع وصمة عارٍ في تاريخه حتى أن كثيرًا منهم ينأون عن تدوين هذا الإختراع في فهارس كتبهم. كان توماس إديسون يطمح إلى إلغاء عقوبة الإعدام تمامًا في الولايات المتحدة ، لكن في الوقت ذاته كان يعتقد أن الصعق بالكهرباء سيكون أسرع وأقل إيلامًا من الشنق و وافقه الرأي حكام مدينة نيويورك آنذاك. وفي سنة 1889، وجّه القضاء الأميركي تهمة القتل العمد إلى المتهم «ويليام كيملر–William Kemmler»، فخلال تلك الفترة أقدم كيملر على قتل زوجته حيث هشّم جسدها باستخدام فأس عندما كان تحت تأثير الكحول وعند بزوغ فجر السادس من شهر أغسطس سنة 1889 سِيق كيملر من زنزانته إلى غرفة الإعدام حيث كان بانتظاره كرسي مصنوع من خشب البلوط مزودْ بجهاز صعق كهربي ونطق بكلماته الأخيرة ” أيها السادة ، أتمنى لكم التوفيق جميعًا أعتقد أنني ذاهب إلى مكان جيد. افترى عليّ الصحفيون كثيرًا وهذا كل ما لدي لأقوله.” ثم رُبط رأسُ كيملر بأقطاب كهربائية وصُعق بحوالي 1000 فولت لمدة سبعة عشر ثانية حتى قرر طبيبان أن كيملر قد فارق الحياة وتم إيقاف التيار الكهربي. وفجاءةً صرخ أحدهم، “يا إلهي ، إنه لايزال حيًا!” فقد كان كيملر يتنفس وقلبه ينبض. وقام السّجان مرة أخرى بتشغيل جهاز الصعق ورفع جهد الجهاز إلى 2000 فولت وبعد أربع دقائق توفى كيملر واستغرق جسده عدة ساعات ليبرد. ووصفته الصحف بأنه “البائس الفقير”. كانت هذه القصة المأسوية لأول تجربة إعدام بالكرسي الكهربي ولكن ماهي ملابسات اختراع هذا الجهاز وكيف يعمل؟
يُطلق مصطلح «حرب التيارات–the current war» على الصراع الذي نشأ بين عالمي الكهرباء الشهيرين نيكولا تسلا وتوماس إديسون. ففي عام 1882 أنشأ توماس إديسون أول محطة لتوليد الكهرباء في العالم في مدينة نيويورك ليضيء منطقة منهاتن بتياره المستمر، ولكن كانت هناك مشكلة تكمن في طبيعة التيار المستمر حيث لا يمكن رفعه أو خفضه باستخدام المحولات وبالتالي نقله إلى أماكن بعيدة خلافًا للتيار المتردد الذي اكتشفه نيكولا تسلا وهذا أدى إلى التأثير على صناعات إديسون واستثماراته. يذكر بعض المؤرخين أن توماس إديسون أيّد فكرة استخدام التيار المتردد في عملية الإعدام، وذلك حتى يُثبت للناس خطورة التيار المتردد وبالتالي يعزفون عن اقتناء الأجهزة التي تعمل بالتيار المتردد.
في البداية يُشدّ وثاق الشخص المحكوم عليه بالإعدام على الكرسي باستخدام أدوات ربط حتى لا يتحرك أثناء صعقه. ثم تُغطى عينيه وذلك حسب طلبه أو لا. وبعد ذلك يوضع أحد الأقطاب الكهربائية لجهاز الصعق على رأسه بينما يوضع القطب الآخر في المناطق السفلية للمحكوم عليه بالإعدام وعادةً على رجله. وبذلك يتوفر مسار مناسب للتيار الكهربي من أعلى رأسه حتى أخمص قدمه و يتم التحكم بكمية التيار الكهربائي بواسطة شخص مدرب على ذلك وأيضًا يتحكم بتشغيل أو إيقاف جهاز الصعق. ولكن بعض عمليات الإعدام لم تسر حسب المخطط لها ففي عام 1982 ظل جسد «فرانك كابولا–Frank J. Coppola» يشتعل نارًا لما يُقارب 55 ثانيةً وأثناء إعدامه سمع الشهود أصوات أزيز لحمه وهو يُقلى عندما اشتعلت النيران في رأس كابولا وساقيه، وامتلأت غرفة الإعدام بسرعة بالدخان وأصبح من الصعب للغاية مشاهدة كوبولا وهو يتلوى ألمًا بمهشدٍ يشبه مشاهد التعذيب في العصور الوسطى. الجدير بالذكر أن عقوبة الإعدام بالكرسي الكهربائي لازلت قائمة في بعض ولايات أمريكا كولاية تينيسي وفيرجينيا وألاباما وأركنساس.
المصادر
عندما يتعلق الأمر بحماية بشرتنا من التأثيرات القاسية لأشعة الشمس، فإن استخدام واقي الشمس أمر…
اكتشف فريق من علماء الآثار 13 مومياء قديمة. وتتميز هذه المومياوات بألسنة وأظافر ذهبية،وتم العثور…
ركز العلماء على الخرسانة الرومانية القديمة كمصدر غير متوقع للإلهام في سعيهم لإنشاء منازل صالحة…
من المعروف أن الجاذبية الصغرى تغير العضلات والعظام وجهاز المناعة والإدراك، ولكن لا يُعرف سوى…
الويب 3.0، الذي يشار إليه غالبًا باسم "الويب اللامركزي"، هو الإصدار التالي للإنترنت. وهو يقوم…
لطالما فتنت المستعرات العظمى علماء الفلك بانفجاراتها القوية التي تضيء الكون. ولكن ما الذي يسبب…