يفضل بعض الأفراد اتباع حمية نباتية سعيًا لنمط حياة صحي أو لاعتقادهم كونه اختيارًا أكثر إنسانية، إلا أن البعض الآخر مضطرٌ لتجنب اللحوم الحمراء بشكل كامل بسبب حساسية تجاهها، ربما أصيبوا بها بسبب لدغة حشرة.
ربط بعضُ باحثي كلية الطب بين حساسية اللحوم الحمراء -وهي حساسية تنتشر عن طريق لدغات القراد- وتراكم الترسبات الدهنية في شرايين القلب. قد يزيد هذا التراكم من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. يمكن أن تتسبب لدغة «اليغموش الأمريكي-lone star tick» في إصابة الأشخاص بحساسية تجاه اللحوم الحمراء. حيث أشارت الدراسة إلى ارتباط الحساسية تجاه اللحوم بزيادة تراكم اللويحات، كما وضح اختبار الدم.
يؤكد الباحثون أن نتائجهم أولية لكنهم يقولون إن هناك ما يبرر إجراء مزيد من البحوث. صرحت قائدة الدراسة كولين ماكنمارا، أن هذا الاكتشاف الجديد يثير الاحتمال المثير للاهتمام بأن حساسية اللحوم الحمراء غير المصحوبة بأعراض قد تكون عاملاً غير معروف لأمراض القلب. وتؤكد النتائج الأولية على الحاجة إلى مزيد من الدراسات السريرية على عدد أكبر من السكان ومن مناطق جغرافية متنوعة. وبفحص 118 مريض، توصل الباحثون إلى أن الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه اللحوم لديهم تراكم في اللويحات في الشرايين بنسبة 30% أكثر من أولئك غير المصابين بالحساسية. علاوة على ذلك، كانت اللويحات تتسم بنسبة أعلى من عدم الاستقرارية، مما يرجح حدوث النوبات القلبية.
مع هذه الحساسية، يصبح المصابون حساسين لـ «ألفا غال-alpha-gal»، وهو نوع من السكر الموجود في اللحوم الحمراء. قد يصاب الأشخاص الذين يعانون من أعراض الحساسية بالشرى (طفح جلدي) أو اضطراب المعدة أو صعوبة التنفس أو ظهور أعراض أخرى بعد ثلاث إلى ثماني ساعات من تناول لحوم الثدييات (لا تسبب الدواجن والأسماك أي رد فعل عند تناولها). يمكن لأشخاص آخرين أن يكونوا حساسين تجاه ألفا-غال بدون أن تظهر عليهم الأعراض. في الواقع، يُعتقد أن عدد هذه المجموعة أكبر بكثير. سُجلت الحساسية تجاه ألفا-غال لأول مرة عام 2009 م. منذ ذلك الحين، تزايدت أعداد حالات الحساسية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، والذي يتزامن مع زيادة أعداد القراد.
تقترح الدراسة الجديدة إمكانية تطوير فحص دم لكشف الأشخاص المصابين بالحساسية. وهذا سيقدم الفائدة حتى لأولئك الذين لا يعانون من أعراض الحساسية. لكن في الوقت الحالي، يوصى باجتناب اللحوم الحمراء فقط لمن يعانون من أعراض الحساسية. يمثل هذا العمل تعاونًا كبيرًا بين خبراء الحساسية وأمراض القلب في جامعة فرجينيا. نشر الباحثون النتائج التي توصلوا إليها في مجلة تهتم بأمراض الأوعية الدموية تابعة لـ «جمعية القلب الأمريكية-American Heart Association». تألف فريق البحث من ويلسون وآن نجوين وألكسندر شويلر وكومينز وأنجيلا تايلور وبلاتس ميلز وماكنمارا. تم دعم عملهم من قبل المعاهد الوطنية للصحة.
المصادر: UVA Health, Very Well Health, MyoClinic
إقرأ أيضًا: إلى أي مدى تقلل تكنولوجيا النانو من أعراض السيلياك؟
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :