ما هي تجربة المارشميلو ؟
ما هي تجربة المارشميلو؟
تعد «تجربة المارشميلو – The marshmallow test» التي قام بها البروفيسور «Walter Mischel» من جامعة ستانفورد، إحدى أشهر التجارب في مجال أبحاث علم الإجتماع، وهي تقوم على فكرة «الإشباع المؤخر – delayed gratification» حيث تقترح الدراسة وجود علاقة بين سلوك الطفل بعمر صغير ونجاحه في الحياة العملية لاحقًا.
محتويات المقال :
تقوم التجربة على فكرة وضع قطعة من المارشميلو أمام طفل، ومن ثم الطلب منه عدم أكل هذه القطعة لمدة 15 دقيقة، وبعدها سيحصل على قطعة أخرى بلإضافة لتلك الموجودة أمامه.
قامت هذه التجربة على افتراض وجود علاقة بين قدرة تحمل الطفل لهذا النوع من الإغراءات، والنجاح اللاحق في الحياة العملية ودرجة التحصيل العلمي، وقد خلصت الدراسة الى أن الأطفال الذين انتظروا المدة المدروسة، حصلوا على نتائج دراسية أفضل من أقرانهم، بلإضافة الى علاقات اجتماعية وحياة صحية أفضل.
على الرغم من النتائج المرضية التي حققتها هذه الدراسة، إلا أنه قد ظهر بعض المشككين الذين اقترحوا إعادتها، وكان السبب الأساسي في رغبتهم هذه هو قلة عدد العينات التي أجريت عليها الدراسة، حيث تم اختبار حوالي تسعين طفلًا فقط، بلإضافة إلى عدم وجود تنوع في الظروف التي نشأ فيها الأطفال حيث كان جميعهم مسجلون في حضانة جامعة ستانفورد.
قام «Tyler Watt – تايلور وات» من جامعة نيويورك وعلماء من جامعة كاليفورنيا بإعادة التجربة ولكن هذه المرة بظروف مختلفة، حيث احتوت تجربتهم على حوالي 900 طفل، وركزوا على وجود اختلاف بينهم من ناحية العرق، ثقافة الأهل، والدخل.
وقد كانت النتائج كما توقعوا تماما، حيث وجدت الدراسة أن سلوك الطفل في التجربة له علاقة وطيدة بمستوى الدخل ونوع البيئة التي ينشأ فيها الطفل، وهذا يتناقض مع نتائج الدراسة السابقة التي قام بها والتر ميشيل.
تعد نتائج الدراسة الجديدة نتائج منطقية إذا ما أخذنا بعين الإعتبار نوعية العينات التي يتم دراستها، فعلى سبيل المثال، الأطفال ذوي الدخل المحدود يعتبرون وجود قطعة المارشميلو أمامهم فرصة يجب أن ينتهزوها بسبب وضعهم المعيشي السيء، فالوعود بالنسبة لهم تمثل مستقبل بعيد، أما المارشميلو التي أمامهم فهي حقيقة موجودة أمامهم يمكن أن يستغلوا فرصة أكلها.
طريقة التفكير هذه تتناقض مع أقرانهم الذين نشؤو في بيئات ذات وضع اقتصادي جيد، فحتى لو لم يحصلوا على قطعة المارشميلو الأخرى في حال انتظروا، يمكن أن يطلبوا من أهلهم الحصول على علبة كاملة لاحقًا.
تصف الباحثة الإجتماعية «رانيتا راي – Ranita Ray» من جامعة نيفادا في كتابها «The Making of a Teenage Service Class» سلوك المراهقين ذوي الدخل المحدود، حيث وجدت أنه على الرغم من الوضع الإقتصادي السيء الذي يعاني منه هؤلاء الأشخاص، إلا أنهم ينفقون معظم أموالهم على الشهوات البسيطة مثل الوجبات السريعة أو التجميل وتصفيف الشعر وشراء الثياب.
تعزى نتائج هذه الدراسات الى السلوك الذي يتربى عليه الشخص بسبب الوضع الإقتصادي السيء الذي ينشأ به، فالأهل ذوي الدخل المحدود يدللون أبنائهم عن طريق شراء أمور بسيطة كالحلوى، فهذه الأشياء الصغيرة تخفف من سوء الأوضاع المعيشية التي تمر بها هذه الفئات. بينما تقوم منهجية التربية عند العائلات التي تحصل على دخل جيد على تعويد الأطفال الإنتظار للحصول على مكافآت أكبر وهذا يخلص الى الدراسات المذكورة هنا.
المصادر:
Vox
The Atlantic
في عالم الكم، لم تعد قواعد الفيزياء الكلاسيكية قابلة للتطبيق. واحدة من أكثر الحالات الرائعة…
أظهرت دراسة جديدة أن المرضى يجدون الذكاء الاصطناعي أكثر تعاطفاً وتفهماً من الأطباء النفسيين وخبراء…
باتت التجارب الرقمية أكثر عمقًا وانغماسًا مع دمج الحواس البشرية في البيئات الافتراضية. ويأتي نظام…
في اكتشاف رائد، كشف باحثون من جامعة أتينيو دي مانيلا عن أدلة على وجود شكل…
درس العلماء الأسماك الغضروفية الحديثة، مثل أسماك القرش وأسماك الزلاجات. وقارنوها بنظيراتها عديمة الفك، مثل…
تحول دماغ شاب إلى زجاج منذ ما يقرب من 2000 عام، وهي ظاهرة يعتقد العلماء…
View Comments