يتخذ كل مجتمع الاجراءات والشكل المناسب لبدء عملية تعليم الفرد، وعادةً ما تبدأ تلك العملية من مرحلة ما قبل المدرسة حتى مرحلة التعليم المتقدم أو التعليم الجامعي، ويعكس هيكل النظام المدرسي في الغالب هيكل الحكومة نفسها. ولكن هل يصح اتباع النظام نفسه لعصور طويلة؟ أو هل يجوز استمراره رغم التقدم التكنولوجي أو في ظل انتشار الاوبئة؟ هل سيصمد أمام متطلبات العصر في الأجيال الجديدة؟ هل سيحتفظ بمزاياه وستؤخذ دوما في الاعتبار؟ ما هي أهم عيوب النظام المدرسي؟
محتويات المقال :
كان لنظام التعلم التقليدي العديد من الأولويات التي تؤهل الطلاب أو الافراد النواتج إلى مواجهة تحديات العالم الحديث، لكن بعد حدوث الوباء بالإضافة إلى التطور التكنولوجي، كانت هناك الحاجة إلى إعادة النظر في آليات النظام التعليمي وأدواته. مثلًا كان لزامًا علينا ممارسة التباعد الاجتماعي إثر حدوث الوباء، فقد لوحظ اتجاه الحكومات إلى استكمال الدراسة الكترونيًا، بدلًا من اتباع الشكل التقليدي في عملية التعلم. إذًا أصبح هناك تحول بشكل أو بآخر في اختيار الأشخاص لأسلوب التعلم المناسب للوضع الصحي العالمي القائم.
لطالما حاولت المؤسسات والحكومات تطوير وتحديث المناهج التعليمية، لكن الهيكل نفسه والنظام ما زال قديمًا جدًا، فهو مستمر منذ ما يقرب من قرن من الزمن. أساليب توزيع الطلاب، الأدوات التعليمية، أساليب الشرح المُتبعة، نفس النتيجة المتوقعة من كل الطلاب أيًا كانت إمكانتهم وقدراتهم، نفس سرعة الأداء مع كل الطلاب.
كان هذا النظام بالفعل أفضل أسلوب يمكن اتباعه في عملية التعلم، فقد كان مناسبًا للعصر من حيث المطالب والأهداف والإمكانات، فماذا عن القرن الواحد والعشرين؟ هل هي نفس الاحتياجات والأهداف السابقة؟ هل سيلبي النظام القديم مطالب هذا العصر؟ كل ذلك فضلاً عن الوعي الأوسع بالمهارات المتنوعة وأساليب التعلم، يحتاج إلى اتباع وفرض منهجًا مختلفًا للتعليم. فعندما يكون هناك نهج واحد يناسب الجميع، يجب أن يكون هناك نهج أكثر تخصيصًا للتعلم. لقد كنا جميعًا جزءًا من التعليم التقليدي في وقت سابق وانتقلنا إلى التعلم الإلكتروني. كان الاختلاف هائلاً في النتائج والتأثير.
ربما تكون إحدى أكبر المشكلات التي يواجهها الطلاب مع نظام التعلم التقليدي هي أنهم لا يحصلون على اهتمام فردي كافٍ. يمكن أن يضم الفصل الدراسي الواحد ما يصل إلى 40 إلى 100 طالب في المرة الواحدة. فالمعلمون ببساطة ليس لديهم الوقت للاهتمام بكل طالب بشكل فردي. يؤدي الافتقار إلى الاهتمام الفردي جنبًا إلى جنب مع النظام القديم إلى فشل نظام التعليم للطلاب الذين يحتاجون إلى مزيد من الاهتمام لفهم المفاهيم التي قد يفهمها الآخرون بسهولة.
وبالنظر إلى مشكلة النظام القديم، هناك نقص واضح في التنوع في سبل التعلم التقليدية في عدة سياقات. سواء كان ذلك في أسلوب الشرح وتقديم الدروس، أو في كيفية معاملة كل طالب بنفس الطريقة بغض النظر عن نقاط قوته وضعفه.
فأصبح هناك إدراك متزايد للحاجة إلى التعلم الشخصي. النقطة التي قد يوفرها التعلم الإلكتروني ،إذ يمكّن الطلاب من التعلم بناءًا على نقاط قوتهم واحتياجاتهم واهتماماتهم. كما يمكّن الطلاب من الحصول على صوت ووسائل تعليمية أكثر جوهرية في كيفية ومتى وأين يتعلمون. إنه يمنحهم الحرية والمرونة لضمان الإتقان في موضوع معين بناءاً على قدراتهم بدلاً من النظام الموحد القديم.
في حين أن هذا قد لا ينطبق في كل مكان، إلا أن أنظمة التعلم التقليدية تركز على الدراسة بطريقة تحد من التفكير الإبداعي أو المهارات العملية. يُجبر الطالب على تعلم المادة بغض النظر عن اهتمامه ومن المتوقع أن يتبع منهجًا أصم.
تتطلب الوظائف اليوم من المهنيين معالجة المشكلات من خلال التعاون مع بعضهم البعض للتوصل إلى حلول إبداعية. يقضي نظام التعليم التقليدي على ذلك من الطلاب قبل أن يصلوا إلى تلك الوظائف.
إذا وجدت نفسك في نظام فقيرأو سيئ حيث لا يوجد شيء يحفز عقلك وتضطر إلى العمل بلا هدف أو رؤية، فلن تستطيع الاحتفاظ بداخلك من ذلك النظام.
هذه مشكلة رئيسية في أنظمة التعليم التقليدية. ينصب تركيز طرق التعلم القديمة بشكل أكبر على ملء الطلاب بالمعلومات دون مساعدتهم بوضوح على فهم الغرض. يركز الطلاب بشكل أكبر على إكمال المنهج الدراسي فقط، والحصول على الدرجات الجيدة لاتباع تعليمات مُعلميهم، والانتقال إلى الفصل التالي. أفضل طالب هو من يحصل على أكبر عدد من العلامات والدرجات. يجب أن ينصب التركيز اليوم على تأثير التعليم على الأفراد والمجتمع بدلاً من عدد العلامات التي يحصلون عليها. إذا كان لدى الطالب الكثير من المعرفة النظرية ولكنه لا يفهم الفائدة العملية للتعليم، فسيجد صعوبة في النجاح في العالم المهني.
بالحديث عن المعرفة النظرية، نصل إلى مشكلة أخرى وهي خلو أنظمة التعليم من أي تعليم قائم على المهارات. تتطلب المهن في الوقت الحاضر تفكيرًا خارجيًا وابتكارًا وإبداعًا ومرونة. ولا يلبي نظام التعلم التقليدي المهارات العملية
فتخشى المدارس والكليات والجامعات من التغييرات الجذرية في كيفية تعاملهم مع المناهج الدراسية، مما يجعل المهنيين المحتملين بعيدًا عن مهاراتهم الحقيقية عندما يتعاملون مع تحديات الحياة الواقعية عبر مختلف المهن.
والسبب الهام لهبوط نظام التعليم التقليدي هو انخفاض مجموعات نتائج التعلم. لا يركز معظم الطلاب أبدًا على ما يجب عليهم تعلمه، وما هي فائدة قراءة مادة معينة. ما الهدف من دراسة تلك المعلومة ؟ فلا يركز على المبادئ الأساسية للبدء بطرح أسئلة حول ما سأتعلمه بعد قراءة أو تناول هذا الفصل. لماذا يجب أن أدرس فصلاً معينًا ؟ كيف ستفيدهم قطعة من المعرفة في حياتهم ؟ يخضع الطلاب للفصل فقط لأغراض الامتحان. ينصب تركيزهم على اجتياز المتحان كما ذكرنا من قبل.
جودة المعلم في النظام التعليمي التقليدي ليست ممتازة. يعتبر التدريس الخيار الأخير من قِبل الناس. حتى المعلمين الحاصلين على شهادات مهنية للتدريس غير قادرين على تقديم تعليم جيد. فقد تم تسويق التدريس وأصبح الهدف النهائي للتدريس هو كسب المزيد من المال أو الحصول على وظائف مريحة.
تعتبر أهم الأشياء التي يمكن للطلاب فهمها لمعلوماتهم ليست أبدًا مصدر قلق للمعلمين. قد يكون المعلم أفضل طالب في مادته. ربما حصل على أعلى الشهادات في مجال خبرته.لكن إذا لم يستطع إثارة اهتمام الطالب بهذا الموضوع من خلال قدرته التعليمية وخبراته. فهو ليس معلمًا جيدًا. يحتوى النظام التعليمي التقليدي على معلمين أقل خبرة. وأصبح المعلمون الذين هم أقل من المتوسط في حياتهم الأكاديمية، لكنهم غير حاصلين على درجة مهنية في التدريس كمعلمين.
العامل الأكثر أهمية الذي يجعل نظام التعليم التقليدي قديمًا هو الثورة الرقمية. غيرت الثورة الرقمية الطريقة التي تتم بها الأمور في كل شيء. فلقد أصبح العالم كله قرية صغيرة. أنت أصبحت لست ملزمًا بالتعلم فقط من المدارس. لديك مصادر مختلفة للتعلم. يمكنك أن تحيط نفسك بأشخاص متشابهين في التفكير. كما يمكنك زيارة العديد من المدونات ومشاهدة مقاطع الفيديو والتعلم من العدد اللانهائي من المصادر. حتى إثارة الشكوك وطرح الأسئلة باستمرار. تلك هي سيطرة الثورة الرقمية على التعليم والطلاب. فلا يقتصر تعلمك الآن على المصادر المحددة أو المعلم أو داخل الجدران الأربعة للفصل الدراسي.
عندما يتعلق الأمر بحماية بشرتنا من التأثيرات القاسية لأشعة الشمس، فإن استخدام واقي الشمس أمر…
اكتشف فريق من علماء الآثار 13 مومياء قديمة. وتتميز هذه المومياوات بألسنة وأظافر ذهبية،وتم العثور…
ركز العلماء على الخرسانة الرومانية القديمة كمصدر غير متوقع للإلهام في سعيهم لإنشاء منازل صالحة…
من المعروف أن الجاذبية الصغرى تغير العضلات والعظام وجهاز المناعة والإدراك، ولكن لا يُعرف سوى…
الويب 3.0، الذي يشار إليه غالبًا باسم "الويب اللامركزي"، هو الإصدار التالي للإنترنت. وهو يقوم…
لطالما فتنت المستعرات العظمى علماء الفلك بانفجاراتها القوية التي تضيء الكون. ولكن ما الذي يسبب…