كان أول مولودين من الخالدين، الذين شكلوا نسيج الكون ذاته، المعروفين في الأساطير اليونانية هم الآلهة البدائية أو «البروتوغونيون-Protogenoi» («protos» التي تعني “الأول” ، و«genos» التي تعني “المولود”). كانوا، في الغالب، كائنات «عنصرية-elemental» بحتة حيث كان أورانوس هو السماء حرفيًا وجايا هي الأرض، وما إلى ذلك. تم وصف القليل منهم أو تصويره في شكل مجسم، ولكن هذه الأشكال كانت حتماً لا يمكن فصلها عن عنصرها الأصلي. في هذا المقال سنعرف ما قصة الجيل الأول من الآلهة اليونانية البدائية؟
محتويات المقال :
أسطورة الخلق اليونانية:
بداية الخلق
تمثل أساطير الخلق (المعنية بأصول الكون وطبيعته) محاولة لجعل العالم الطبيعي مفهومًا من منظور الإنسان. تم العثور على التفسير الأكثر قبولًا لهذه الأصول في الثيوغونيا لهيسودوس، والذي يفترض أن الخلق بدأ من «الفوضى-Chaos»، تجدر الإشارة هنا إلى أن الكلمة اليونانية «Chaos» ليس لها نفس المعنى الذي تحمله اليوم، إنها تعني ببساطة “مساحة فارغة أو فراغ مظلم”. من هذا الفراغ ظهرت «جايا- Gaia» (الأرض) وبعض الكائنات الإلهية الأولية الأخرى مثل «إيروس- Eros» (الحب)، «تارتاروس- Tartarus» (الهاوية)، و«إيريبوس-Erebus» (الظلام). دون أي تدخل من الذكور، أنجبت جايا «أورانوس- Uranus» (السماء) الذي شرع بعد ذلك في تخصيبها. من هذا الاتحاد ولد 12 جبابرة (بما في ذلك والد زيوس، كرونوس)، وثلاثة «صقاليب-Cyclopes» و«الـهيكاتونخيريس- Hecatonchires ».
تولي الجبابرة الحكم
كرونوس (الماكر والأصغر والأكثر فظاعة من أطفال جايا) خصي والده وأصبح حاكم الآلهة، مع زوجته وشقيقته «ريا- Rhea» والجبابرة الآخرين كمساعديه. في النهاية، أطاح ابنه زيوس به في معركة ملحمية تعرف باسم «حرب الجبابرة- Titanomachy»، أسفرت عن انتصار الأولمبيين ونفي كرونوس والجبابرة إلى أعماق تارتاروس.
من هم الآلهة البدائية؟
«أيثر- Aether»
الإله البدائي للضوء الذي يملأ المناطق العليا من الهواء. كان عنصره يكمن تحت قوس قبة السماء، لكنه مرتفع فوق أجواء عالم البشر. وفقًا «لهايجينوس- Hyginus»، كان مع «نكس- Nyx» (الليل) و«هميرا- Hemera» (النهار) وإيريبوس من مواليد الفوضى و«كاليجو-Caligo» (الظلام). ووفقًا لهيسودوس، كان أيثر ابن إريبوس وأخته نيكس، وأخ هميرا. في روايات أخرى كان أبناء أيثير وهميرا هم الأرض والسماء والبحر، ومن علاقته بالأرض نشأت جميع الرذائل التي تدمر الجنس البشري، وكذلك العمالقة والجبابرة.
توضح هذه الروايات أنه، في نشأة الكون اليونانية، كان الأثير يعتبر واحد من المواد الأولية التي تشكل الكون منها. في «الترانيم الأورفية- Orphic hymns» يظهر الأثير على أنه روح العالم، التي ينبثق منها كل الحياة، وهي الفكرة التي تبناها أيضًا بعض فلاسفة اليونان الأوائل. في أوقات لاحقة، كان يُنظر إلى إليه على أنه مساحة واسعة من السماء ومقر إقامة الآلهة، وزيوس باعتباره رب الأثير أو تجسد الأثير نفسه.
«أنانكي-ANANKE»
كانت «أنانكي-ANANKE» الإلهة البدائية للضرورة والإكراه والحتمية (protogenos). في الأسطورة الأورفية لنشأة الكون، نشأت ذاتية التكوين في فجر الخلق، وكانت كائن أفعواني غير مألوف تغطي أذرعه الممدودة عرض الكون.
سحقت أنانكي ورفيقها كرونوس (الوقت)، البيضة البدائية للخليقة وقسمتها إلى الأجزاء الأساسية المكونة من الأرض والسماء والبحر لتشكيل الكون المنظم. بعد عملية الخلق، قام أنانكي كرونوس بتطويق الكون لدفع دوران السماء والمرور الأبدي للوقت. لقد كانوا بعيدًا عن متناول الآلهة الأصغر سنا الذين قيل في بعض الأحيان إنهم يتحكمون في مصائرهم.
الفوضى
الفوضى (باليونانية: “الهاوية”) في علم الكونيات اليوناني المبكر، إما الفراغ البدائي للكون قبل ظهور الأشياء أو هاوية تارتاروس، العالم السفلي. كلا المفهومين يحدثان في الثيوغونيا لهيسودوس.
كرونوس
كرونوس كان الإله البدائي للزمن. في الأسطورة الأورفية لنشأة الكون، هو أول كائن ظهر في الخلق الذاتي. كان كائنًا غير مادي بثلاثة رؤوس مع ذيل أفعواني، يحيط بالخليقة بأكملها، متشابكًا مع قرينته أنانكي.
إريبوس
«إريبوس-Erebos» الإله البدائي للظلام. كان عنصره المظلم غارقًا في تجاويف الأرض، وطوق العالم الكئيب للعالم السفلي.
إيروس
إيروس هو الإله البدائي للتكاثر. كان يُعرف باسم «Phanes» أو « Protogonos »، مما يميزه عن إيروس الأصغر، ابن أفروديت. لقد كان من أوائل الكائنات التي ظهرت عند الخلق، وتسبب في تكاثر الكون.
جايا
«جايا-Gaia» هي الإله البدائي للأرض. نشأت أمنا الأرض في بداية الخلق لتشكل أساس الكون. كانت جايا واحدة من عدد قليل من الآلهة البدائية التي تم تصويرها في شكل مجسم، ولكن حتى على هذا النحو تم عرضها كامرأة ارتفعت جزئيًا من الأرض، لا يمكن فصلها عن شكلها الأصلي.
هميرا
هميرا هي إلهة النهار
هيدروس
«هيدروس-Hydros» هو الإله البدائي للماء. جنبا إلى جنب مع الأرض شكل الطين البدائي. عادة ما يتم ربطه بأوقيانوس.
نيسوي
«نيسوي-NESOI» الإلهة البدائية للجزر. شكل بوسيدون أشكالها الصخرية من الأرض وألقاها في البحر.
نكس
«نكس-Nyx»، في الأساطير اليونانية، الألهة البدائية لليل وأيضًا شخصية كونية عظيمة ، يخشاها حتى زيوس، ملك الآلهة، كما يقال في إلياذة هوميروس، الكتاب الرابع عشر.
أوقيانوس
«أوقيانوس-OCEANUS» الإله البدائي للمحيط. من تدفقه، نبتت كل نهر وربيع وسحابة حاملة للمطر. كان شكله المجسم هو صورة رجل ذو قرون مع ذيل سمكة ثعبانية بدلاً من الأرجل.
أوريا
«أوريا-OUREA» الإله البدائي للجبال. حيث ولدت أشكالهم الصخرية من جايا
بونتوس
«بونتوس-PONTUS» بروتوجينوس البحر. نشأ من جايافي بداية الخلق، عندما تم تعيين عناصر الكون في ترتيبها الصحيح
تارتاروس
تارتاروس هو إله بدائي للحفرة العظيمة التي تقع تحت جذور الأرض. لقد كان ضد السماء تمامًا كما كانت قبة السماء تتقوس عالياً فوق الأرض، تقوس تارتاروس تحتها. تم سجن العمالقة في أعماقه.
تيثس
«تيثس-TETHYS» الإلهة البدائية لتدفق المياه العذبة. لقد كانت جانبًا من جوانب الطبيعة الأم المغذية. من تيثيس وزوجها أوقيانوس كانت الأنهار والعيون والسحب تنساب مياهها.
ثالاسا
«ثالاسا-THALASSA» هي الإلهة البدائية للبحر أو سطح البحر. ولدت من الأثير (النور) وهيميرا (النهار). أدى الاختلاط بمياه بونتوس العميقة (البحر) إلى ظهور أسراب الأسماك.
أورانوس
أورانوس هو الإله البدائي للسماء
المصادر
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :