محتويات المقال :
كشف تفاصيل شريحة نيورولينك العصبية
كشفت شركة نيورولينك «Neuralink» المتخصصة في علوم الأعصاب والتقنية الطبية التابعة لرائد الأعمال إيلون ماسك النقاب عن شريحة تعمل على مزامنة الدماغ البشري مع الذكاء الاصطناعي.
أوضح إيلون ماسك من خلال عرض توضيحي إمكانية استخدام هذه الشريحة في علاج العديد من الأمراض كالشلل والاكتئاب وفقدان الذاكرة وأجريت التجربة الأولية على خنزير يدعى «جيرترود-Gertrude» زُرعت في دماغه الشريحة لمدة شهرين وأظهرت التجربة نتائج واعدة من شأنها أن تفتح آفاقًا جديدة في مجال الطب والذكاء الاصطناعي وغيرها من المجالات العلمية. سنتعرف في هذا المقال أكثر عن شريحة نيورولينك العصبية وكيفية عملها وعن تفاصيل مؤتمر نيورولينك.
ما هي الشرائح العصبية المزروعة «Neural Implants»؟
تُعرف الشريحة العصبية المزروعة بأنها جهاز يوضع داخل الجسم الانسان عن طريق الجراحة أو الحقن ويتفاعل مع الخلايا العصبية التي تتواصل فيما بينها كهربيًا عن طريق نبضات كهربائية في أنماط معينة. في العادة تحتوي الشريحة العصبية على قطب كهربائي يتم إدخاله في الجسم، ويتلامس مع الأنسجة التي تحتوي على الخلايا العصبية، ويتفاعل مع تلك الخلايا العصبية بطريقة ما.
باستخدام هذه الأجهزة، يمكن تسجيل النشاط العصبي الأصلي، مما يسمح للباحثين بمراقبة الأنماط التي تتواصل من خلالها الدوائر العصبية السليمة. يمكن أن ترسل الشرائح العصبية أيضًا نبضات كهربائية إلى الخلايا العصبية بحث تُجبرها على التواصل بطريقة مختلفة. بعبارةٍ أخرى، تُتيح هذه الشرائح إمكانية التحكم في الجهاز العصبي في عملية تُعرف باسم التعديل العصبي، أو الإلكترونيات الحيوية.
تُعد هذه الشرائح أدوات طبية قوية للغاية، إذ تُمكننا من مساعدة أي شيء يقوم به الجهاز العصبي أو معالجته من خلال التدخل النشط كهربائيًا ولتوضح لك الصورة أكثر، ضع في اعتبارك وظائف الجهاز العصبي فعلى سبيل المثال لا الحصر، يتحكمُ الجهاز العصبي في التفكير، والرؤية، والسمع، والشعور، والتحرك، والتبول. كما أنه يتحكم في العديد من العمليات اللا إرادية مثل وظائف الأعضاء والجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية والجهاز المناعي.
كيف كانت شريحة نيورولينك العصبية؟ وكيف أصبحت؟
طرأت بعض التغيرات على شكل شريحة نيورولينك العصبية، ففي الصيف الماضي كانت عبارة عن جهاز صغير يوضع خلف الأذن، أما الشكل الحالي للشريحة فهو دائري بحجم قطعةٍ معدنيةٍ صغيرة بقطر 23 ملليمتر وبطول 8 ملليمتر، وتحوي 1000 قطب كهربي.
تُزرع هذه الشريحة في الدماغ وتحديدًا في منطقة القشرة المخية بواسطة روبوت طبي متخصص لتفادي أي أخطاء قد تحدث أثناء عملية زرع الشريحة، وبناءً على تصريح إيلون ماسك فإن هذه العملية تستغرق زمنًا بسيط، فيمكنك إجرائها في الصباح، وبعد الظهر تخرج سليًما من المستشفى. هذه الشريحة مزودة ببطارية تعمل طوال اليوم وتُشحن لاسلكيًا عن طريق ظاهرة الحث الكهرومغناطيسي، وتعمل على تبادل البيانات بسرعات عالية تصل إلى عدة ميجابتس في الثانية الواحدة.
الروبوت الطبي المتخصص بزرع الشريحة في الدماغ
ماذا حدث أثناء عرض أغسطس 2020؟
اُستخدمت ثلاثة خنازير في العرض الذي قدمه “إيلون ماسك” بمقر شركة نيورولينك. في البداية، لم يرغب الخنزير جيرترود الذي زُرعت في دماغه الشريحة منذ شهرين بالخروج إلى حظيرتها لكي يستطيع فريق العمل بدء العرض التوضيحي للتجربة، الأمر الذي ترك “إيلون ماسك” في حالة محرجة أمام مئات الالاف من المشاهدين للبث المباشر للعرض، ولكنها رضخت في نهاية الأمر لفريق العمل وعُرض نشاطها الدماغي على الشاشة فعندما كان الخنزير يقوم بعملية الشم يرتفع نشاطها الدماغي وتظهر الإشارات الكهربائية على شاشة العرض، ثم تمكن الحاضرون من رؤية وسماع “إشارات في الوقت الفعلي” من الخنزير والتي تم تكوينها لاكتشاف “ارتفاعات” النشاط العصبي في أنفها.
عرض “إيلون ماسك” أيضًا مقطع فيديو لأحد الخنازير على جهاز المشي حيث حاولت الشركة التنبؤ بموضع أطراف الخنزير من خلال استشعار نشاط دماغه، وهو ما زعم أنه فعله بشكل مثالي تقريبًا. السؤال هنا لماذا بالتحديد استخدمت الخنازير في هذه التجربة؟ والجواب كما قاله أحد أعضاء فريق العمل أن السبب في ذلك يعود إلى التشابه الكبير في التركيب التشريحي للجمجمة بين الإنسان والخنزير من حيث السماكة وبالإضافة إلى سهولة ترويضه والتعامل معه، وأيضًا بسبب سهولة تحفيز الخلايا الموجودة في أنف الخنزير.
الإشارات العصبية التي عرضت من دماغ الخنزير جريتورد
ما الذي يمكن أن تحققه شريحة نيورولينك؟
ذكر “إيلون ماسك” في عرضه التوضيحي بأن الشريحة ستكون قادرة على علاج العديد من الأمراض التي ترتبط بالدماغ مثل القلق والشلل والاكتئاب والسكتات الدماغية والعمى والصمم والإصابات المخيّة والإدمان وفقدان الذاكرة. وبالمجمل، نتحدث هنا عن دماغ حاسوبي يعمل بتقنية “إنترنت الأشياء” يمكن التحكم بها وإرسال البيانات منها وإليها لاسلكيًا عن طريق الأجهزة الحاسوبية أو أجهزة الهاتف الذكي. بل إن “ماسك” تطرق إلى هذا الموضوع في المؤتمر عندما سأله أحد الحاضرين عن إمكانية طلب سيارة “تيسلا” ذاتية القيادة عن طريق شريحة نيورولينك العصبية المزروعة في الدماغ، ليؤكد له إمكانية حدوث ذلك مستقبلًا.
مخاوف وتحديات تحيط بشريحة نيورولينك
هناك العديد من المخاوف المتعلقة باستخدام هذه الشرائح على البشر، فقد يتسبب النقل الهائل للبيانات بين هذه الشريحة والأجهزة المتصلة بها لاسلكيًا بتوليد حرارة، وبالتالي الإضرار بالأنسجة الدماغية. من جهة أخرى بما أن هذه الشريحة ستكون متصلة بالإنترنت فهناك إمكانية لاختراقها وتعديل البيانات المرسلة إليها، وبالتالي حدوث ما لا يُحمد عقباه، حينها سيتحكم بك الآخرين.
أجاب أحد أعضاء الفريق عن سؤال بخصوص الإجراءات المتبعة لتأمين وحماية شريحة نيورولينك من الاختراق حيث ذكر أن موضوع الأمان هو من أولى أولويات شركة نيورولينك، إذ يعملون على رفع إجراءات الأمان منذ بداية تصنيع أجزاء الشريحة حتى برمجتها وتجهيزها، وذُكر أيضًا قيامهم بتشفير البيانات المتبادلة مع الدماغ البشري بشكل دقيق حتى لا تكون عُرضة للاختراق. إضافة لذلك، بمجرد الحصول على هذا النوع من بيانات موجات الدماغ، فإن السؤال المهم هو كيفية فك تشفيرها وتفسيرها إذ يعتبر فك التشفير العصبي أمرًا بالغ الأهمية، ويقضي العلماء في مراكز الأبحاث العديد من ساعات العمل محاولين فك شفرات الدماغ باستخدام مناهج إحصائية وتقنيات التعلم العميق للآلة.
المصادر
مؤتمر شركة نيورلينك
spectrum.IEEE 1
spectrum.IEEE 2
The New York Times
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :