الكولوسيوم المدرج الروماني، المعروف أيضا باسم مدرج فلافيان، بدأ بناءه في عام 72 ميلادي من قبل الإمبراطور فيسباسيان. تم الانتهاء من قبل ابنه تيتوس، في 80 ميلادي، مع تحسينات لاحقة من قبل دوميتيان. بني وفقا لتصميم عملي، حيث تتيح مداخله المقوسة البالغ عددها 80 مدخلا سهولة الوصول إلى 55000 متفرج، مرتبين وفقا للمكانة الاجتماعية. يتميز الكولوسيوم بضخامته، حيث يبلغ طوله 188 مترا وعرضه 156 قدما خارج المدرج مباشرة يوجد قوس قسنطينة (أركو دي كوستانتينو)، وهو نصب تذكاري يبلغ ارتفاعه 25 مترًا تم بناؤه عام 315 ميلاديًا بمناسبة انتصار قسطنطين على ماكسينتيوس في بونس ميلفيوس. أمر فيسبسيان ببناء الكولوسيوم على موقع قصر نيرو، لينأى بنفسه عن الطاغية المكروه. كان هدفه هو كسب شعبية من خلال تنظيم معارك قاتلة من المصارعين ومعارك الحيوانات البرية للعرض العام. كانت المذبحة على نطاق واسع ففي الألعاب الافتتاحية في عام 80 بعد الميلاد، قتل أكثر من 9000 من الحيوانات البرية. أما المصارعون الرومان كانوا عادة عبيدا، أسرى حرب أو مجرمين مدانين. معظمهم من الرجال، و كان هناك عدد قليل من المصارعات. حضر هذه المعارك الفقراء، والأغنياء، وكثيرا ما كان الإمبراطور نفسه. كان يتم تنظيم مسابقة واحدة تلو الأخرى على مدار اليوم واحد، وإذا أصبحت الأرض مغمورة بالدماء، فيتم تغطيتها بطبقة جديدة من الرمال لتستمر المسابقات. المبنى جزءا من برنامج بناء واسع بدأه الإمبراطور فيسباسيان من أجل إعادة روما إلى مجدها السابق قبل الاضطرابات التي اندلعت في الحرب الأهلية الأخيرة. فإن المباني الجديدة كمعبد السلام، ومحمية كلوديوس والكولوسيوم كان الهدف منها ان تظهر للعالم أن روما الجديدة لا تزال إلى حد كبير مركز العالم القديم. 1
كان الكولوسيوم بناء فريد من نوعه حيث كان يتميز بارتفاعه الشاهق وساحتة البيضوية التي تبلغ مساحتها 87.5 متر مربع، ومظلة مسقوفة من القماش واستيعابة لعدد كبير من المتفرجين. كان المسرح مذهلا حتى من الخارج مع أروقة مفتوحة ضخمة في كل طابق من الطوابق الثلاثة الأولى التي تعرض أقواسا مليئة بالتماثيل. كان الطابق الأول يحمل أعمدة دوريك، والثاني أيوني والمستوى الثالث كورنثي. وكان الطابق العلوي أعمدة كورنثية ونوافذ مستطيلة صغيرة. كان هناك ما لا يقل عن ثمانين مدخلا، تم ترقيم ستة وسبعين منها وبيعت التذاكر لكل منها. تم استخدام مدخلين للمصارعين، أحدهما كان يعرف باسم بورتا ليبتينا (إلهة الموت الرومانية) وكان الباب الذي تم من خلاله نقل الموتى من الساحة. الباب الآخر كان بورتا سانيفيفاريا الذي ترك من خلاله المنتصرون والذين سمح لهم بالبقاء على قيد الحياة. تم تخصيص البابين الأخيرين للإمبراطور فقط. كان يحيط بالساحة شرفة رخامية عريضة (منبر) محمية بجدار بداخلها المقاعد المرموقة من الجانب الدائري حيث كان الإمبراطور وشخصيات أخرى يشاهدون الأحداث. وراء هذا المجال، تم تقسيم المقاعد الرخامية إلى مناطق: تلك المخصصة للمواطنين الأكثر ثراء والمواطنين من الطبقة الوسطى والعبيد والأجانب وأخيرا المقاعد الخشبية وغرفة الجلوس في الطبقة العليا المخصصة للنساء والفقراء. تم الوصول إلى المستويات المختلفة من المقاعد عبر سلالم عريضة مع ترقيم كل مقعد ومقعد. في عام 404 م، مع تغير الزمن والأذواق، تم إلغاء ألعاب الكولوسيوم في النهاية من قبل الإمبراطور هونوريوس، على الرغم من أن المجرمين المدانين لا يزالون يصارعون لمحاربة الحيوانات البرية لقرن آخر. 2
المصادر:
1 :https://www.rome.info/colosseum/
2 : https://www.ancient.eu/Colosseum/
عندما يتعلق الأمر بحماية بشرتنا من التأثيرات القاسية لأشعة الشمس، فإن استخدام واقي الشمس أمر…
اكتشف فريق من علماء الآثار 13 مومياء قديمة. وتتميز هذه المومياوات بألسنة وأظافر ذهبية،وتم العثور…
ركز العلماء على الخرسانة الرومانية القديمة كمصدر غير متوقع للإلهام في سعيهم لإنشاء منازل صالحة…
من المعروف أن الجاذبية الصغرى تغير العضلات والعظام وجهاز المناعة والإدراك، ولكن لا يُعرف سوى…
الويب 3.0، الذي يشار إليه غالبًا باسم "الويب اللامركزي"، هو الإصدار التالي للإنترنت. وهو يقوم…
لطالما فتنت المستعرات العظمى علماء الفلك بانفجاراتها القوية التي تضيء الكون. ولكن ما الذي يسبب…