هل اختبرت الشعور بالوقت بطرق مختلفة في حياتك من قبل؟ ربما تعرضت أو تعرف أحدًا تعرض لحادث سيارة وكان لديه ما يكفي من الوقت للتفكير ورد الفعل، أو كنت تمارس الرياضة وكان لديك لحظة من التركيز الشديد. تُعرف هذه الظاهرة بتجارب تمدد الزمن (Time expansion experiences)، وهي لغز محيّر. لقد كان الباحثون يدرسون تمدد الزمن ووجدوا أنه ليس مجرد نسج من خيالنا. حيث وجدوا أن حوالي 85% من الأشخاص اختبروا تمدد الزمن مرة واحدة على الأقل في حياتهم.
إن الأسباب الكامنة وراء تمدد الزمن لا تزال غير واضحة. يعتقد بعض العلماء أن توسع الوقت مرتبط بآلية “القتال أو الهروب”، بينما يعتقد البعض الآخر أنه تكيف تطوري. ومع ذلك، فإن هذه النظريات لا تتناسب تمامًا مع تجارب الأشخاص الذين اختبروا هذه الظاهرة.
محتويات المقال :
إننا جميعاً نعلم ماهية الشعور بالوقت بطرق مختلفة. على سبيل المثال، يبدو الوقت وكأنه يمر ببطء عندما نسافر إلى أماكن غير مألوفة. ويبدو أن الأسبوع الذي نقضيه في بلد أجنبي أطول كثيراً من الأسبوع الذي نقضيه في الوطن.
ويبدو أن الوقت يمر أيضاً ببطء عندما نشعر بالملل أو الألم. ويتسارع عندما نكون في حالة من الانغماس، كما يحدث عندما نعزف الموسيقى أو نلعب الشطرنج أو نرسم أو نرقص. وبشكل عام، يقول معظم الناس إن الوقت يبدو وكأنه يتسارع مع تقدمهم في السن.
يرتبط مفهوم الوقت ارتباطًا وثيقًا بقدرة دماغنا على معالجة المعلومات. حيث تشير الأبحاث إلى أنه كلما زادت المعلومات التي تعالجها عقولنا، يبدو أن الوقت يمر بشكل أبطأ. يمكن أن تعزى هذه الظاهرة إلى الطريقة التي تتعامل بها أدمغتنا مع المدخلات الحسية والأفكار والعواطف. فعندما نتعرض لبيئات جديدة، يتم ملء أدمغتنا بمحفزات جديدة، مما يؤدي إلى إدراك أبطأ للوقت. ومن ناحية أخرى، خلال فترات الملل، تميل عقولنا إلى الشرود، وتمتلئ بالأفكار العشوائية، مما يساهم أيضًا في الشعور بمرور الوقت.
يكمن العلم وراء ذلك في الطريقة التي تقوم بها أدمغتنا بتخصيص الاهتمام والموارد. عندما ننخرط في نشاط يتطلب التركيز، فإن أدمغتنا تخصص المزيد من الموارد العصبية لمعالجة المعلومات ذات الصلة. يؤدي هذا الحمل المعرفي المتزايد إلى شعور شخصي بتباطؤ الوقت. على العكس من ذلك، عندما لا يتم تحفيزنا عقليًا، يكون لدى أدمغتنا المزيد من “وقت الفراغ” لتكريسه للثرثرة الداخلية، مما يؤدي إلى تسريع إدراك الوقت.
يمكن رؤية هذه العلاقة بين معالجة المعلومات وإدراك الوقت في جوانب مختلفة من حياتنا اليومية. على سبيل المثال، الأطفال الذين يتعرضون باستمرار لتجارب جديدة، يميلون إلى أن يكون لديهم إحساس أبطأ بالوقت. ولكن، مع تقدمنا في السن وحياتنا تصبح أكثر روتينية، فإن أدمغتنا لديها معلومات أقل لمعالجتها، مما يؤدي إلى الشعور بتسارع الوقت.
تجارب تمدد الزمن هي ظاهرة يمكن أن تمتد فيها الثواني إلى دقائق. ويمكن أن يحدث ذلك في مواقف مختلفة، مثل الحوادث أو حالات الطوارئ أو الرياضة أو حتى خلال اللحظات الهادئة. ولكن الأمر المذهل هو أنه في كثير من الحالات، أبلغوا عن شعورهم بالهدوء والاسترخاء بشكل غريب، على الرغم من كونهم في موقف يهدد حياتهم.
على سبيل المثال، تجنبت امرأة حاجزًا معدنيًا سقط على سيارتها، ووصفت أن “التباطؤ في هذه اللحظة” سمح لها بتحديد كيفية الهروب من المعدن المتساقط علينا. وفي حالة أخرى، وصف أحد المشاركين تجربة تمدد الزمن التي حدثت أثناء لعب هوكي الجليد، حيث “حدثت اللحظة التي بدا أنها استمرت لمدة عشر دقائق تقريبًا في غضون ثماني ثوانٍ تقريبًا”.
ولا تقتصر هذه التجارب على حالات الطوارئ فحسب؛ حيث يمكن أن تحدث أيضًا خلال اللحظات الهادئة، مثل التأمل العميق أو الوحدة مع الطبيعة. وقد أفاد أحد الرجال أنه خلال تجربة تناول عقار إل إس دي، نظر إلى الساعة على هاتفه و”كانت أجزاء من مئات من الثانية تتحرك ببطء مثل تحرك الثواني عادة. لقد كان تمددًا شديدًا للوقت حقًا”.
لقد طرح العلماء عدة نظريات لتفسير ظاهرة تجارب تمدد الزمن. تشير إحدى النظريات إلى أن إطلاق هرمون النورادرينالين، وهو هرمون وناقل عصبي، في حالات الطوارئ قد يساهم في تمديد الزمن. ترتبط هذه النظرية بآلية “القتال أو الهروب”، حيث تؤدي استجابة الجسم للخطر إلى زيادة النورادرينالين، مما قد يؤدي إلى إبطاء الوقت. ومع ذلك، فإن هذه النظرية لا تفسر بشكل كامل حالة الهدوء والاسترخاء التي أبلغ عنها العديد من الأشخاص خلال تجارب التمدد الزمني.
تقترح نظرية أخرى أن تمدد الزمن هو تكيف تطوري، مما سمح لأسلافنا بالتفاعل بشكل أكثر كفاءة في المواقف التي تهدد الحياة. لا تفسر هذه النظرية سبب حدوث تجارب تمدد الزمن في المواقف غير الطارئة، مثل أثناء التأمل أو في المناطق الطبيعية المحيطة.
وتشير نظرية ثالثة إلى أنها ليست تجارب حقيقية، بل هي أوهام من الذكريات. حيث يؤدي الوعي الحاد للدماغ أثناء حالات الطوارئ إلى تشفير عدد أكبر من الذكريات. ومع ذلك، فإن العديد من الأشخاص الذين اختبروا تمدد الوقت مقتنعون بأنه كان لديهم وقت إضافي للتفكير والتصرف، وهو ما يتحدى هذه النظرية.
في نهاية المطاف، قد يكمن مفتاح فهم تجارب تمدد الوقت في حالات الوعي المتغيرة، والتي يمكن أن تعطل عملياتنا النفسية الطبيعية وتؤدي إلى تحول جذري في إدراكنا للوقت.
تقدم دراسة أجراها باحثون في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي أقدم مثال معروف في السجل الأحفوري…
تواجه الصين حاليًا زيادة في حالات الإصابة بفيروس رئوي بشري يسمى الفيروس البشري التالي لالتهاب…
ماذا لو طاردتك ذكريات غير مرغوب فيها لا يمكنك التخلص منها، وتغزو أفكارك وعواطفك في…
الطفيليات هي الضيوف غير المدعوين الذين يعيشون في أجسادنا، على بشرتنا، وفي فراشنا. غالبًا ما…
توصل فريق دولي من العلماء إلى أن عملية اختيار الشمبانزي للأدوات الحجرية في تكسير المكسرات…
ذبابة الفاكهة الشائعة (Drosophila melanogaster)، هي حشرة موجودة في كل مكان حول الفاكهة الناضجة. وغالبًا…