بالنسبة للشركات أو الملاك الذين يأجرون مباني كبيرة، يمكن أن تبدو صيانة المباني مهمة متعبة، أو مكلفة، أو ربما لا لزوم لها، خاصة عندما يبدو أن المبنى يؤدي وظيفته بسلاسة. لكن صيانة المباني بشكل صحيح ودوري أمر ضروري لعدد من الأسباب. تقل كفاءة المباني بطبيعتها بمرور الوقت بسبب الأسباب الطبيعية مثل المناخ، واستخدامات شاغلي المبنى اليومية، والإجهادات الميكانيكية، وغير ذلك. وعندما تُترك دون حل، يمكن لهذه المشكلات أن تقلل من تجربة المستخدم، وأن تخلق بيئات خطيرة وغير صحية، بل وتكبد تكاليف أعلى وأكثر مفاجئةً من تكاليف صيانة المباني الدورية الثابتة.
يتراوح نطاق صيانة المباني من أكثر التفاصيل الصغيرة إلى الوظائف الأكثر أهمية. فبعض الوظائف، مثل غسل النوافذ، تبدو غير مهمة ولكن يمكن أن يكون لها تأثير هائل على المظهر العام وسعادة العمال. كما تحتاج الى تكليف الشركات الأخرى المتخصصة بسبب الحاجة إلى معدات متخصصة وعمال إضافيين. وبعبارة أخرى، على الرغم من صغر المهمة، فإنها تتطلب عملاً واهتمامًا كبيرين.
وقد تكون صيانة أشياء أخرى ضرورية لصحة شاغليها. فحوصات سلامة الغاز، فحوصات المصاعد، وصيانة نظام الإطفاء، على سبيل المثال، تمنع حوادث الغاز والمصاعد ويمكن أن تنقذ الأرواح في حالة الطوارئ. وظائف أخرى، مثل اختبار المياه وفحوصات تكييف الهواء، من الممكن أن تعزز الصحة وتضمن الوفاء بالمعايير البيئية. وبالتالي، فإن صيانة المباني متنوعة في وظائفها وفي أسباب صيانتها.
لصيانة المباني وللوقاية من المشكلات، يمتلك أصحاب المباني عدة خيارات، نظرًا لضرورة وجود المعرفة اللازمة واستخدام المعدات المتخصصة. يمكنهم توظيف فنيين متخصصين بشكل فردي لنقاط الصيانة الكثيرة للمبنى كل على حدى، أو يمكنهم توظيف مدير للمنشأ للإشراف على وظائف المبنى أيضًا، كما هو الحال في المستشفيات والفنادق وغيرها.
بفضل المعدات المتخصصة والمساعدة الفنية، تتوسع إمكانيات صيانة المباني بشكل كبير. فمثلا إحدى الشركات، تسمى (Falcon Lifts)، متخصصة في المصاعد الميكانيكية التي توفر إمكانية الوصول إلى المساحات التي يصعب الوصول إليها، مما يسمح للفنيين للوصول الى المناطق التي يتعذر الوصول إليها. مع وجود أذرع طويلة ومرنة يمكن أن يصل ارتفاعها إلى 170 قدمًا أو 50 مترًا وتنحني بطرق مختلفة لا حصر لها، مما يضمن أن صيانة المباني تكون شاملة قدر الإمكان.
ومع ذلك، لا ينبغي دائمًا الاستعانة بشركات خارجية للصيانة، ولكن يمكن دمج الصيانة كجزء لا يتجزأ من إدارة المبنى، مما يوفر حلاً كاملاً طويل الأجل، كخيار دائم للاستخدام. بحيث يجب اختيار المصعد المناسب للمبنى، واعتباره جزءًا من المبنى بحيث يمكن استخدامه بسرعة وسهولة، كلما دعت الضرورة.
وبالتالي، فإن صيانة المباني مهمة للصحة والسلامة وخفض التكاليف وحتى الاستدامة، وبمساعدة الفنيين والمعدات الميكانيكية المتخصصة تكون الصيانة الشاملة ممكنة. في حين أن التكلفة والجهد يبدوان مرتفعين، فإن الصيانة الدورية تكون أقل تكلفة من الاستجابات السريعة لحالات الطوارئ المتعلقة بالصحة والسلامة عند حدوث مشاكل، كما أنها يمكن إدراجها في الميزانية بسهولة أكبر من التكاليف غير المتوقعة عندما يحدث خطأ ما. كل هذه الأسباب تظهر أن صيانة المباني هي أمر لا يحتاج إلى التفكير.
المصدر: مقالة Lilly Cao على موقع ArchDaily
اقرأ أيضًا: كيف ستطور تكنولوجيا نمذجة معلومات البناء (BIM) من تصميم وإنشاء المباني؟
عندما يتعلق الأمر بحماية بشرتنا من التأثيرات القاسية لأشعة الشمس، فإن استخدام واقي الشمس أمر…
اكتشف فريق من علماء الآثار 13 مومياء قديمة. وتتميز هذه المومياوات بألسنة وأظافر ذهبية،وتم العثور…
ركز العلماء على الخرسانة الرومانية القديمة كمصدر غير متوقع للإلهام في سعيهم لإنشاء منازل صالحة…
من المعروف أن الجاذبية الصغرى تغير العضلات والعظام وجهاز المناعة والإدراك، ولكن لا يُعرف سوى…
الويب 3.0، الذي يشار إليه غالبًا باسم "الويب اللامركزي"، هو الإصدار التالي للإنترنت. وهو يقوم…
لطالما فتنت المستعرات العظمى علماء الفلك بانفجاراتها القوية التي تضيء الكون. ولكن ما الذي يسبب…