منذ أن تعلم الانسان القراءة والكتابة، رغب البشر في تدوين أفكارهم وعلومهم وفلسفتهم، فظهرت الكتب، ومع انتشار الكتب ظهرت الحاجة إلى إنشاء مكانًا ما يجمع كل تلك الكتب والعلوم والثقافات من جميع أنحاء العالم، فجاءت من هنا مكتبة الإسكندرية العريقة بأوائل القرن الثالث قبل الميلادي على يد بطليموس الثاني. [1]
تلك الفكرة ظهرت مرة أخرى إلى الحياة بعدها بأكثر من 22 قرنًا من الزمن بفضل «جيمي ويلز» و «لاري سانجر». [3] [2]
فما الذي فعلاهُ إذًا؟!
محتويات المقال :
لا يُخفى على أحد المساوئ العديدة للشبكة العنكبوتية “الإنترنت”، ولكن في نفس الوقت لا يستطيع أحد أن يُنكر المميزات المهولة التي أعطاها الإنترنت إلى العالم، وكيف أنه جعل العالم قريةً صغيرةً، وكان سببًا أساسيًا بالعديد من الإكتشافات وكل تلك الأشياء التي يعرفها الجميع ولكنها لا تهم قصتنا الحالية.
ما يهمنا هو ما فكر به بطل قصتنا الحالية “ويلز” عندما استغل أكبر ميزة لتلك الشبكة العنكبوتية لإنشاء أول موسوعة رقمية مجانية تجمع كل معارف العالم، وذلك عن طريق متطوعين يساهمون في إثراء محتوى الموسوعة بجميع اللغات. [3]
راودت فكرة إنشاء الموسوعة ببال “ويلز” عندما كان ما يزال يدرس كطالب جامعي بجامعة إنديانا، حيث وصفها داخل عقله كـ”جرثومة ويكيبيديا”، وقد تأثر كثيرًا بما قدمهُ المتطوعون الذين قاموا بإنشاء برمجيات/برامج حاسوبية حرة بشكل مجاني بمستوى احترافي يُضاهي تلك البرمجيات التي تُدفع لها الأموال. [3]
لم تكن ويكيبيديا هي البذرة الأولى التي وضعها “ويلز”، بل كانت موسوعة سُميت بـ “نوبيديا Nupedia” هي ما بدأ بها ويلز فكرته، فأسسها على متطوعين مؤهلين تأهيلاً على أعلى مستوي، فكانوا يقومون بعملية المراجعة بشكل مُعقد للغاية ليضمنوا دقة المعلومة التي ستُنشر. [3] [2]
ولكن على الرغم من جودة المتطوعون المتوفرون، ووجود رئيس تحرير متفرغ وهو “لاري سانجر” طالب دراسات عليا بالفلسفة وظّفه “ويلز”، لم يكن ذلك بالكافي لتكون عملية كتابة المقالات سريعة، بل كانت بطيئة للغاية فتم إنتاج 12 مقال فقط بالسنة الأولى. [3] [2]
ومن هنا جاءت فكرة إنشاء موقع إلكتروني للموسوعة سُمىّ بويكيبيديا Wikipedia كمُكمل او كتابع لنوبيديا Nupedia. ولكن وسط اعتراضات كثيرة من مجلس المتطوعين الاستشاري، أصبح لويكيبيديا كيانًا مستقلاً خارج نوبيديا، وذلك يوم الإثنين الموافق الـ 15 من شهر يناير لعام 2001، فكانت أول رسالة على الصفحة الرئيسية للموقع بحسب ويلز هي: “أهلاً بالعالم Hello World“.
حصل الموقع على مقالته رقم 1000 يوم الاثنين الموافق الـ 12 من فبراير لعام 2001، ووصل إلى المقالة رقم 10000 في حوالي الـ 7 من سبتمبر في نفس العام. [3]
في السنة الأولى من وجودها، تم إنشاء أكثر من 20000 مقالة للموسوعة بمعدل أكثر من 1500 مقالة في الشهر. وفي يوم الجمعة الموافق الـ 30 من أغسطس لعام 2002، وصل عدد المقالات إلى 40000 مقالة. [3]
أما اليوم، فالمقالات المكتوبة بالإنجليزية فقط تحتوي على أكثر من 6,326,591 مقالة، وتتجاوز ويكيبيديا مجتمعة لجميع اللغات الأخرى حجم ويكيبيديا بالإنجليزية، مما يعطي أكثر من 29 مليار كلمة في 55 مليون مقال في 309 لغة! [4]
ما تزال الموسوعة الرقمية الأشهر في تطورٍ مستمرٍ، وذلك رغم توفرها بشكل مجاني دون وجود أي إعلاناتٍ بداخل صفحها، بل تعتمد إعتمادًا كليًا على تبرعات المؤسسات والأفراد والمتطوعين الداعمين لمحتوى حر. [3] [2]
فإن كنت صغيرًا أم كبيرًا، تقوم بعمل بحثٍ مدرسيٍ او رسالة دكتوراة، فأظن أن موسوعة ويكيبيديا قد أفادتك بشئٍ ما يومًا ما.
فشكرًا لهم.
عندما يتعلق الأمر بحماية بشرتنا من التأثيرات القاسية لأشعة الشمس، فإن استخدام واقي الشمس أمر…
اكتشف فريق من علماء الآثار 13 مومياء قديمة. وتتميز هذه المومياوات بألسنة وأظافر ذهبية،وتم العثور…
ركز العلماء على الخرسانة الرومانية القديمة كمصدر غير متوقع للإلهام في سعيهم لإنشاء منازل صالحة…
من المعروف أن الجاذبية الصغرى تغير العضلات والعظام وجهاز المناعة والإدراك، ولكن لا يُعرف سوى…
الويب 3.0، الذي يشار إليه غالبًا باسم "الويب اللامركزي"، هو الإصدار التالي للإنترنت. وهو يقوم…
لطالما فتنت المستعرات العظمى علماء الفلك بانفجاراتها القوية التي تضيء الكون. ولكن ما الذي يسبب…