كيف لغدد الأفاعي السمية المُخلقة معمليًّا إفراز سم حقيقي؟!
تقتل الأفاعي السامة – أو تصيب اصابات بالغة – أكثر من نصف مليون شخص كل عام. ومع ذلك، لا يعرف الباحثون الا القليل عن الكيمياء الحيوية وراء السم، مما يعقد الجهود لتطوير العلاجات.
وفي ضوء الخلايا الجذعية، تمتلك تلك الخلايا القدرة على التمايز إلى أنواع متعددة اعتمادًا على البيئة المحيطة بها. والعلاج بالخلايا الجذعية يعتبر نهج حديث ومبتكر في الطب التجديدي والذي يجلب ثورة في مستقبل جميع العلاجات الطبية حيث يساعد في تجديد الخلايا التالفة في الجسم.
كما بدأ العلماء استخدامها لخلق عضيات صغيرة تشبه بشكل كبير الموجودة بأجسام الكائنات الحية المحاكية لها. حيث ابتكروا أعضاء صغيرة – أو عضيات – من الخلايا الجذعية البشرية والخاصة بالفئران البالغين لسنوات. واستخدمها العلماء حتى الآن لخلق العضيات مثل كبد صغير، أو أمعاء، وحتى الأدمغة بدائية، لكنها لم تجرب مع خلايا الزواحف من قبل.
محتويات المقال :
وهنا نجح الباحثون في زراعة أعضاء مصغرة من خلايا جذعية ثعبانية في المختبر تعمل تمامًا مثل الغدة السمية للأفعى؛ حتى أنها تنتج نفس طبيعة السم الحقيقي.
يقول بعض العلماء من نفس التخصص عن الدراسة:
“إنها طفرة كبيرة، يفتح هذا العمل إمكانيات دراسة البيولوجيا الخلوية لخلايا إفراز السم على مستوى جيد جدًا، وهو ما لم يكن ممكنًا في الماضي. كما أن التقدم يمكن أن يساعد الباحثين على دراسة سم الثعابين النادرة التي يصعب الاحتفاظ بها في الأسر، مما يمهد الطريق لعلاجات جديدة لمجموعة متنوعة من السموم.”
بداية، قام هانز كليفر – عالم الأحياء الجزيئية من معهد وواحد من أهم علماء الكائنات العضوية في العالم – وزملاؤه بإزالة الخلايا الجذعية من غدد السم لتسعة أنواع من الأفاعي – بما في ذلك الكوبرا المرجانية وأفعى الألماس – ووضعوها في وسط به مجموعة من الهرمونات والبروتينات تحتوي عوامل النمو.
ولدهشة الفريق، استجابت الخلايا الجذعية للأفعى لنفس عوامل النمو التي تعمل على خلايا الإنسان والفأر. وهذا يشير إلى أن بعض جوانب هذه الخلايا الجذعية نشأت منذ مئات الملايين من السنين عن سلف مشترك بين الثدييات والزواحف.
بحلول نهاية الأسبوع، كانت خلايا الثعابين قد نمت لتصبح كتل صغيرة من الأنسجة، يبلغ عرضها نصف ملليمتر تقريبا بحيث ترى بالعين المجردة. وعندما أزال العلماء عوامل النمو، بدأت الخلايا تتحول إلى خلايا طلائية epithelial cells والتي تنتج السم في غدد الثعابين الحقيقية. كما وجد تشابه كبير بين جينات تلك العضيات والجينات الموجودة في الغدد الحقيقية للسموم.
كما تم اختبار السم الصناعي على الفئران لمعرفة مدى فعاليته بالنسبة للسم الحقيقي، فعطل وظائف خلايا عضلة الفأر وخلايا الفئران العصبية بطريقة مشابهة للسم الحقيقي تماما بطريقة مدهشة. وهكذا وباستخدام الخلايا الجذعية عرفنا كيف لغدد الأفاعي السمية المُخلقة معمليًّا إفراز سم حقيقي؟!
والآن بعد أن ابتكر كليفرز وزملاؤه طريقة لدراسة تعقيد الغدد السامة والسموم دون الحاجة للتعامل مع الثعابين الحية والخطيرة، يخطط العلماء لانشاء بنك حيوي يجمع العديد من تلك العضيات المجمدة من الزواحف السامة في جميع أنحاء العالم والذي يمكن أن يساعد الباحثين في العثور على علاجات أوسع.
يعتقد العلماء أن سم الأفعى قد يحمل المفتاح لعلاج العديد من الأمراض والأعراض من الألم وارتفاع ضغط الدم وحتى السرطان.
عندما يتعلق الأمر بحماية بشرتنا من التأثيرات القاسية لأشعة الشمس، فإن استخدام واقي الشمس أمر…
اكتشف فريق من علماء الآثار 13 مومياء قديمة. وتتميز هذه المومياوات بألسنة وأظافر ذهبية،وتم العثور…
ركز العلماء على الخرسانة الرومانية القديمة كمصدر غير متوقع للإلهام في سعيهم لإنشاء منازل صالحة…
من المعروف أن الجاذبية الصغرى تغير العضلات والعظام وجهاز المناعة والإدراك، ولكن لا يُعرف سوى…
الويب 3.0، الذي يشار إليه غالبًا باسم "الويب اللامركزي"، هو الإصدار التالي للإنترنت. وهو يقوم…
لطالما فتنت المستعرات العظمى علماء الفلك بانفجاراتها القوية التي تضيء الكون. ولكن ما الذي يسبب…