منذ إطلاق “ChatGPT” للجمهور قبل عامين، استخدمه الباحثون لصقل كتاباتهم الأكاديمية ومراجعة الأدبيات العلمية وكتابة التعليمات البرمجية لتحليل البيانات. ورغم أن البعض يعتقد أن بوت الدردشة يجعل العلماء أكثر إنتاجية، فإن آخرين يخشون أنه يسهل السرقة الفكرية (plagiarism)، ويدخل معلومات غير دقيقة في المقالات البحثية ويستهلك كميات كبيرة من الطاقة. فكيف قام ChatGPT بتغيير حياة العلماء؟
وقد أجرت شركة النشر وايلي استطلاع رأي شمل 1043 باحثًا في مارس وأبريل حول كيفية استخدامهم لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل “ChatGPT”. وقال 81٪ أنهم استخدموا “ChatGPT” إما شخصيًا أو مهنيًا، مما يجعلها الأداة الأكثر شعبية بين الأكاديميين. كما قال ثلاثة أرباعهم أنهم يعتقدون أنه في السنوات الخمس المقبلة، سيكون من المهم للباحثين تطوير مهارات الذكاء الاصطناعي للقيام بوظائفهم.
محتويات المقال :
أرقام “ChatGPT”
الحد الأدنى لعدد الأوراق العلمية المنشورة في عام 2023 والتي يُقدر أنها كُتبت بمساعدة نموذج لغوي كبير (LLM) هي 60.000. ويمثل هذا أكثر بقليل من 1% من جميع المقالات في قاعدة بيانات “Dimensions” للمنشورات الأكاديمية التي شملتها دراسة فريق البحث.
كما أن النسبة المئوية الدنيا لأوراق البحث المنشورة من قبل أعضاء مجتمع العلوم الطبية الحيوية في النصف الأول من عام 2024 تساوي 10%. وقد تم كتابة الخلاصة (abstract) بمساعدة نماذج اللغة الكبيرة. وقدرت دراسة أخرى النسبة المئوية بأنها 17.5% لمجتمع علوم الكمبيوتر في فبراير.
6.5-16.9% هي النسبة المئوية لمراجعات الأقران المقدمة إلى مجموعة مختارة من مؤتمرات الذكاء الاصطناعي الرائدة في عامي 2023 و2024 والتي يُقدر أنها تم إنشاؤها بشكل كبير بواسطة نماذج اللغة الكبيرة. وتقوم هذه المراجعات بتقييم أوراق البحث أو العروض التقديمية المقترحة للاجتماعات.
تغيير ChatGPT لحياة العلماء
إن كل هذه الأرقام، التي تم الحصول عليها من خلال تقييم الأنماط والكلمات الرئيسية في النص التي تميز نماذج اللغة الكبيرة، ربما تكون تقديرات متحفظة. ويُظهِر أحد الأبحاث أن أدوات الكشف تفشل في تحديد ما إذا كانت الورقة البحثية قد كُتبت بمساعدة الذكاء الاصطناعي.
وفي العامين الماضيين، وجد العلماء أن استخدام “ChatGPT” لصياغة خلاصات الأوراق البحثية، وكذلك طلبات المنح وخطابات الدعم للطلاب، يمنحهم قدرة أكبر على التركيز على المهام المعقدة. حيث أن الأشياء التي تستحق وقتهم هي الأسئلة الصعبة والفرضيات الإبداعية.
إن نماذج اللغة الكبيرة يمكن أن تكون مفيدة بشكل خاص للتغلب على الحواجز اللغوية. حيث أنها تجعل الكتابة ديمقراطية وتساعد الأشخاص الذين يتحدثون الإنجليزية كلغة ثانية.
وأظهر تحليل نُشر قبل مراجعة الأقران على خادم ما قبل الطباعة “SSRN” في نوفمبر أن جودة الكتابة في الأوراق البحثية التي كتبها مؤلفون لغتهم الأولى ليست الإنجليزية تحسنت بعد إصدار “ChatGPT” وكان ذلك بنسبة أكبر من الكتابة في الأوراق البحثية التي كتبها مؤلفون يجيدون اللغة الإنجليزية.
القيود والإمكانات
إن أحد المجالات التي لم يحقق فيها برنامج “ChatGPT” وأنظمة الذكاء الاصطناعي المماثلة نجاحًا كبيرًا حتى الآن هو إجراء مراجعات الأدبيات. فهي لا تساعد العلماء حقًا في أن يكونوا أكثر إنتاجية، حيث يحتاج الباحث إلى قراءة وفهم الأوراق البحثية ذات الصلة بمجاله بالكامل. وإذا لم تكن الورقة البحثية محورية لبحثك، فمن المحتمل أن تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لتلخيصها. ومع ذلك، فقد ثبت أن نماذج اللغة الكبيرة تهلوس وتختلق المعلومات. على سبيل المثال، قد يناقشون أرقامًا غير موجودة في ورقة بحثية.
الخصوصية هي مصدر قلق آخر برز للباحثين الذين يستخدمون نماذج اللغة الكبيرة. فعندما يقوم العلماء بإدخال بيانات أصلية لم تنشر بعد في إحدى أدوات الذكاء الاصطناعي هذه لكتابة ورقة بحثية، على سبيل المثال، هناك خطر من إمكانية استخدام المحتوى لتدريب إصدارات محدثة من هذه النماذج. ولتجنب هذه المخاطر، يختار بعض الباحثين استخدام نماذج محلية صغيرة بدلاً من “ChatGPT”. حيث تقوم بتشغيلها على جهاز الكمبيوتر الخاص بك، ولا تتم مشاركة أي شيء خارجيًا. كما أن هناك خطط اشتراك معينة لدى “ChatGPT” تضمن عدم استخدام بياناتك لتدريب النموذج.
عالم بالذكاء الاصناعي
أحد الأسئلة الرئيسية التي كان الباحثون يستكشفونها هو ما إذا كان “ChatGPT” يمكن أن يتطور من مجرد مساعد افتراضي إلى عالِم ذكاء اصطناعي. وتشير النتائج الأولية إلى أن هذا ممكن. يقود زو تطوير مختبر افتراضي حيث تلعب نماذج اللغة الكبيرة المختلفة دور العلماء في فريق متعدد التخصصات، مع قيام عالم بشري بإعطاء ملاحظات عالية المستوى.
ويعمل علماء الذكاء الاصطناعي هؤلاء معًا لصياغة مشاريع بحثية جديدة. في الشهر الماضي، شارك زو وفريقه نتائج أحد هذه المشاريع على خادم ما قبل الطباعة “bioRxiv”، في انتظار مراجعة الأقران. حيث صمم المختبر الافتراضي بنجاح أجسامًا نانوية قادرة على الارتباط بمتحورات “SARS-CoV-2″، الفيروس المسؤول عن جائحة كوفيد 19. وقام الباحثون البشريون بالتحقق من صحة هذه التصاميم تجريبياً وحددوا مرشحين واعدين لمزيد من الدراسة.
المصدر
ChatGPT turns two: how the AI chatbot has changed scientists’ lives | nature
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :