كيف تراقب شركات التقنية بياناتك ؟ وكيف تستغلها؟
تتبع موقع هاتفك، الوصول إلى رسائلك الخاصة وبيع بياناتك إلى شركات الطرف الثالث، فقط جزء من أمور أخرى توافق عليها عندما تسجل في بعض مواقع أو برامج الشركات التقنية. ف كيف تراقب وتستغل شركات التقنية بياناتك؟
ليس فقط أننا نجهل الكثير عما تقوم به كبرى الشركات في بياناتنا وكيف تقوم بجمعها، ولكن تقوم الشركات بجمع الكثير من البيانات عن المستخدمين كل يوم، لدرجة أنهم لا يستطيعون تذكر جميع الطرق التي يراقبوننا بها. وهذا يطرح سؤال مهم: لماذا علينا أن نثق بهم؟!
محتويات المقال :
ماذا تعرف شركة غوغل عنك؟
غوغل لديها 7 منتجات وكل منهم لديه على الأقل 1 مليار مستخدم نشط شهرياً، ولا يمكنهم العمل من دون الوصول لبيانات المستخدم. استخدامك لمنتجات أكثر من غوغل، يعني جمع معلومات أكثر عنك من طرف غوغل. سواء كان «الجيميل – Gmail»، نظام الاندرويد، يوتيوب، وطبعاً محرك البحث غوغل، الشركة تجمع بيانات ضخمة عنك باستمرار، من موقعك للايميلات المرسلة والمواقع التي تزورها وأي شيء تبحث عنه، بالإضافة لأين تعمل من تراسل لأين تذهب ماذا يعجبك من أفلام وكتب ومواضيع أخرى كثيرة.
غوغل تتيح وصول مجاني لهذه المنتجات ولكن بالمقابل تُظهر لك إعلانات مستهدفة، التي حققت لها 31.1 مليار دولار من الإيرادات في الربع الأول من عام 2018 فقط. ممارسات غوغل في جمع البيانات تشمل أيضا فحص الايميل الخاص بك لاستخراج بيانات كلمات مفتاحية لاستخدامها في منتجات وخدمات اخرى وتحسين قدرات تعلم الألة والذكاء الاصطناعي الخاص بها.
«ديلان كران – Dylan Curran» مستشار في تكنولوجية المعلومات، قام بتحميل كل ما تملك فيسبوك عنه فحصل على ملف بحجم 600 ميغابايت. عندما قام بتحميل نفس نوع الملف ولكن من غوغل، فكان حجمه 5.5 غيغابايت، تقريبا 9 مرات أكبر.
بعض ممارسات الشركات في مراقبة المستخدمين
1. موقعك مراقب حتى لو لم تسمح بذلك.
العديد من التطبيقات تطلب الأذن لتتبع موقعك بدقة من خلال «نظام تحديد المواقع العالمي-GPS» في هاتفك، ويمكن للمستخدم أن يرفض. ولكن حتى لو رفضت الأذن، سيظل بأماكنهم معرفة أين أنت. فيسبوك على سبيل المثال، تجمع المعلومات التي لها صلة بموقعك بخلاف GPS هاتفك. ما يزال بإمكانها تتبع موقعك من خلال عنوان IP.
2. الشركات تمرر بياناتك لشركات أخرى متصلا معها أو ما تسمى affiliates.
موافقتك للشروط والأحكام لا يعني تقديم بياناتك لذلك التطبيق فقط، هناك العديد من مجموعات تبادل المعلومات. مثلاً، البيانات التي يجمعها تطبيق المواعدة الشهير تيندر يشاركها مع أعضاء مجموعة Match، التي تضم مواقع مواعدة أخرى مثل OkCupid, plenty of fish.
شركة أمازون تقول ربما نشارك بياناتك مع شركات الطرف الثالث. بعكس موقع ويكيبيديا الذي لا يشارك بياناتك.
3. التطبيق يتتبعك حتى لو كنت خارجه.
فيسبوك تقوم بتتبع ما تفعل حتى لو كنت لم تسجل الدخول والأكثر من ذلك حتى لو لم يكون لديك حساب بالموقع.
بحسب السياسة العامة للموقع، هو يعمل مع المعلنين، مطوري التطبيقات والناشرين، الذين يمكن أن يُرسل لهم المعلومات عن نشاطاتك خارج فيسبوك، عبر ما يسمى «أدوات عمل فيسبوك – Facebook business tools». بما في ذلك معلومات عن جهازك، المواقع التي تزورها، عمليات الشراء، والإعلانات التي تراها.
ماذا تخبرنا إعجاباتك على فيسبوك عن شخصيتك؟
وجد باحثون جامعيون أن الحاسوب يمكن أن يحدد شخصيتك أفضل من أقرب صديق لك وعائلتك، من خلال استخدام أعجاباتك على الفيسبوك للحكم على شخصيتك.
شملت الدراسة 86.220 متطوع والتي نُشرت في مجلة proceedings of the nation academy of sciences أبرزت كيف يمكن للذكاء الاصطناعي، استخدام البيانات لتوقع وبدقة صفات الشخص. الباحثون من جامعة كامبردج وستانفورد صنفوا النتائج بأنها “معلم هام” نحو المزيد من التفاعل بين الأنسان والحاسوب. أظهرت الدراسة من خلال تحليل 10 أعجابات فقط على فيسبوك استطاع الحاسوب توقع صفات الشخصية بدقة أكثر من زميل العمل. مع 70 أعجاب، استطاع معرفة الشخص أكثر من أصدقائه، ومع 150 سيكون لديه معرفة أكثر من أفراد العائلة. مع 300 أعجاب يستطيع تحديد شخصيتك أفضل من الزوج.
قدم المتطوعون في الدراسة نسخة أقصر من اختبار الشخصية الذي أكمله المتطوعون لأصدقائهم وعائلتهم. فمنح الباحثون فرصة لاختبار تقييم الحاسوب ضد الانسان مع علاقة وثيقة بموضوع البحث. وهذه الدراسة نُشرت في سنة 2015 فتخيل مدى التطور الحاصل في خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وخاصةً بعدما أضافت فيسبوك خاصية التعبير، مثل أحببته وأحزنني بالتالي معرفة شعورك في مختلف المواضيع وليس صفات شخصيتك فقط مما أدى لتخوف العديد من خبراء التقنية من هذه النقطة.
تكون شركات التواصل الاجتماعي صامتة بشكل غامض، عندما يتعلق الأمر بتفاصيل عن كيفية تحكمهم بماذا نرى ونقول عندما نكون متصلين على شبكاتهم. بينما يروجون بشكل علني جهودهم بمكافحة المحتوى الإرهابي، خطابات الكراهية والاحتيال، وترفض الشركات التصريح عما أذا كانت هذه الجهود تعود بنتيجة أو تزيد الأمور سوءاً، فيمكن استخدامها كحجج للتجسس على المستخدمين. حتى وقت قريب، أغلب المستخدمين أما غير مدركين أن بياناتهم تُستخدم من طرف الشركات أو غير مبالين بذلك.
للأسف، في هذه الأيام الخصوصية لم تعد ترى كحق، أنها الميزة التي لم تعد متوفرة لأغلب سكان العالم.
مصادر:
nbcnews
bbc
forbes
cnbc
مقالات أخرى:
هل حقا الديب ويب مكان للجريمة؟
الهندسة الاجتماعية، فن اختراق البشر
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :