يتساءل العديد من الأشخاص عن معجون الأسنان الأنسب لأسنانهم. إن معجون الأسنان لا يقل أهمية عن فرشاة الأسنان، واختيارهم بشكل سليم يساعد في عملية تنظيف الأسنان بطريقة صحية. وقد تعددت أهداف استخدام معجون الأسنان وتباينت بين التنظيف وإزالة الرائحة الكريهة، إلى التبييض والتجميل. كما تقوم بدور مهم في العناية بصحة اللثة والوقاية من أمراض الفم المختلفة. ولكن بسبب تعدد أسماء الشركات التي تنتج معاجين الأسنان والتنافس فيما بينها، فإن العديد منّا يقع فريسة للدعاية والإعلانات بدلًا من شراء المعجون الأنسب للأسنان. لذلك يجب عليك الانتباه إلى مكونات معجون الأسنان لتحقيق الغاية من استخدامه.
محتويات المقال :
يعتقد البعض أن معجون الأسنان هو ابتكارٌ حديث، ولكن الفكرة وجدت من قديم الزمان في 3000 إلى 5000 ق.م. استخدم المصريون القدماء مزيج من رماد حوافر الثيران بالإضافة إلى نبات المر، وقشر البيض والصخور الاسفنجية، لتنظيف الأسنان وتلميعها. واستخدم الفرس مزيج من القواقع والمحار، بالإضافة إلى الجبس والعسل وبعض الأعشاب لتنظيف الأسنان منذ 1000ق.م. أما الرومان فقد أضافوا النكهات إلى تلك المعاجين للتغلب على النفس كريه الرائحة، ولكنّها كانت نكهات تتراوح بين الفحم ولحاء الأشجار. أضاف الصينيون لتلك النكهات النعناع والجنسنغ، لتمتاز خلطتهم بالرائحة الزكية الجذابة.
رغم قدرة تلك الخلطات على تنظيف الأسنان، إلا أنها كانت مدمرة لطبقة المينا. إذ تسببت في تآكل الأسنان بشكل سريع لما تحتويه من حبيبات شديدة الخشونة على سطح الأسنان. كما كانت نكهتها غير مستساغة، مما أدى إلى استخدامها بشكل محدود، إضافة إلى التكلفة العالية التي قصرت استخدامها على المقتدرين ماديًّا. وهذا ما سعى العلم لتغييره، وتوالت المحاولات لإنتاج معجون يقوم بالتنظيف والوقاية من الأمراض، بالإضافة إلى نكهة مستساغة وتحسين رائحة الفم. ولكن لم تكن تلك المعادلة بالسهلة، فقد واجه العلماء عدة صعوبات للوصول إلى ما يعرف اليوم بمعجون الأسنان. فقد طور العلماء شيئًا فشيئًا العناصر المضافة بداية من بودرة تنظيف الأسنان، مرورًا بعجنها مع الجلسرين، وصولًا إلى طفرة إضافة الفلورايد. ومما لا شك فيه أن العلم لا زال يطور من العناصر المضافة لمعاجين الأسنان حتى يومنا الحالي.
يتكون معجون الأسنان من مادة كاشطة لتنظيف طبقة البلاك وبقايا الطعام. مضاف إليها نكهات وروائح ليتم تقبلها أثُناء الاستخدام. تختلف العناصر وفقًا لقدرتها على تنظيف الأسنان، ومدة التصاقها وبقائها على سطح السن، ليدوم تأثيرها أطول مدة ممكنة. كما يتم إضافة الفلورايد لتقوية سطح الأسنان، وكذلك لاحتوائه على خاصية «تثبيط التسوس-«cariostatic effect. إضافة إلى بعض العناصر التي تعمل على إبطاء عملية تكوين طبقة البلاك. و«مركبات مضادة للالتهاب اللثة-Antigingivitis agents» كالـ (التريكلوزان-Triclosan، وكلوريد الستانوس Chloride Stannous، وكلوريد الفلورايد-Chloride Fluoride، وسترات الزنك-Zinc Citrate، وفلوريد الزنك-Zinc Fluoride). ولكن من الجدير أن نعرف أن استخدام مادة الترايكلوزان بشكل مستمر قد يسبب التسمم. لذلك فإن تخزينه واستخدامه أصبح تحت الملاحظة.
أحد أهم العناصر المضافة إلى معجون الأسنان هي المواد المضادة للرائحة الكريهة والتي تعمل على التفاعل مع الكبريت المتطاير التي تنتجه البكتيريا. ويعتبر الزنك من المواد القادرة على التفاعل مع تلك المواد وتحويلها إلى مواد غير متطايرة. مما يؤدي إلى تحسين الرائحة الكريهة للفم. ويتم إضافة مثبطات للجير والتي تعمل على منع تصلب طبقة البلاك وتحولها إلى جير.
ولغرض تجميلي يضاف عناصر مبيّضة، لإزالة التصبغات الخارجية الناتجة عن تناول الأطعمة الملونة وشرب المنبهات. وتختلف تلك العناصر باختلاف طبيعة عملها، فإما أن تعمل بطريقة كيميائية، أو ميكانيكية، أو عن طريق التلاعب الضوئي. ويعتبر الفوسفات من العناصر التي تساعد على إزالة التصبغات الخارجية، كما أن لديه القدرة على تثبيط تكون الجير. وتستطيع المبيضات الكيميائية أن تكسر روابط التصبغات الأولية، وتزيح كذلك البروتينات الحبيبية التي تعمل على تغيير لون الأسنان الطبيعي.
كما يعتبر بيروكسيد الهيدروجين من أشهر العناصر التي تساعد على التبييض للأسنان. سواءً أكانت تصبغات خارجية، أو بمساعدة الطبيب لإزالة التصبغات الداخلية. ولكن حتى الآن هناك جدل حول فعالية تبييض الأسنان عن طريق استخدام المعجون فقط. وللإضافة إلى التبييض الكيميائي، يتم مزج بعض الحبيبات مختلفة في الشكل ومقدار الخشونة الذي يساعد في كشط التصبغات الخارجية. ومؤخرًا تمت إضافة الكوفارين الأزرق والذي يعمل على الالتصاق بسطح السن للتلاعب البصري في لون الأسنان لتصبح أكثر بياضًا.
يفضل كذلك تواجد عناصر مضادة لحساسية الأسنان مع معجون الأسنان عامة، ومع المعاجين المستخدمة للتبييض خاصة. ويعد ملح البوتاسيوم أحد أشهر الأمثلة على تلك المواد التي تساعد على سد الثقوب التي تسبب حساسية الأسنان. ومؤخرًا تمت إضافة مادة الزجاج الحيوي التي تعمل على منع حساسية الأسنان.
تعد أشهر المشاكل الناتجة عن استخدام معجون الأسنان بطريقة خاطئة هي حالة التسمم بالفلورايد. ويحدث ذلك عادة عند ابتلاع كمية كبيرة من معجون الأسنان بشكل متعمد. وتقدر تلك الجرعة السامة بـ 5 مجم \ كجم، لذلك تتعمد الشركات تحديد كمية الفلورايد خاصة في المعجون الخاص بالأطفال. مع الحرص ومتابعة الأطفال أثناء عملية تنظيف الأسنان، ومنعهم من تناوله إن حدث ذلك. إذ يتعرض الطفل إلى الغثيان والقيئ، و الإسهال عند بلعه لكميات كبيرة من المعجون. وفي تلك الحالة ينصح بالتوجه إلى الطبيب لإسعاف الطفل من تلك الحالة.
عادة ما يتم التعامل مع تلك الحالات عن طريق إعطائها كأس من الحليب لاحتوائه على الكالسيوم، ولكن هذا يناسب الحالات البسيطة. أما عند ابتلاع كمية كبيرة فقد يلجأ الطبيب إلى عملية غسل المعدة بمحلول مركز من الكالسيوم للتخلص من الكميات الكبيرة من الفلورايد. ولأن الوقاية خير من العلاج، فإن التوعية المبكرة للأطفال، مع مراقبتهم قد تكون منقذة للحياة.
المصادر:
(PDF) An Introduction to Toothpaste – Its Purpose, History and Ingredients (researchgate.net)
عندما يتعلق الأمر بحماية بشرتنا من التأثيرات القاسية لأشعة الشمس، فإن استخدام واقي الشمس أمر…
اكتشف فريق من علماء الآثار 13 مومياء قديمة. وتتميز هذه المومياوات بألسنة وأظافر ذهبية،وتم العثور…
ركز العلماء على الخرسانة الرومانية القديمة كمصدر غير متوقع للإلهام في سعيهم لإنشاء منازل صالحة…
من المعروف أن الجاذبية الصغرى تغير العضلات والعظام وجهاز المناعة والإدراك، ولكن لا يُعرف سوى…
الويب 3.0، الذي يشار إليه غالبًا باسم "الويب اللامركزي"، هو الإصدار التالي للإنترنت. وهو يقوم…
لطالما فتنت المستعرات العظمى علماء الفلك بانفجاراتها القوية التي تضيء الكون. ولكن ما الذي يسبب…