من رجلٍ يجر شاحنة تزن طنين تقريبًا وهو سائرًا على يديه مقلوبًا، إلى آخر كسر 122 ثمرة جوز هند في دقيقة واحدة بقبضة يده،[1] إلى عجوزًا يبلغ الـ 82 ربيعًا أطال أظافره لـ 66 عامًا حتى بلغت أكثر من 900 سنتيمترًا،[2] أو تلك السيدة البريطانية صاحبة الرقم القياسي كأول سيدة بلحية كاملة! [3]
كل تلك الأرقام لم نكن لنعرفها لولا وجود موسوعة سُميت بـ «موسوعة جينيس للأرقام القياسية»، فكيف بدأت إذًا؟!
محتويات المقال :
في أوائل عام 1950، وفي حفلة صيد بإحدى مقاطعات إيرلندا، تجادل السير “هيو بيفر” المدير التنفيذي لشركة “جينيس للجعة” مع مضيفي الحفلة حول أسرع طائر يتم اصطياده من بين كل الطيور، وكانت المشكلة هي عدم وجود أي مرجع به معلومة موثوق بها حول هذا الأمر لتسوية الجدال بينهم، ومن هنا شرع “بيفر” في إيجاد حل لتلك المشكلة. [5] [4]
ولأنه رجل أعمال بالمقام الأول، لم يُنشئ “بيفر” الموسوعة شخصيًا، بل كلف أحد موظفيه ويُدعى “كريستوفر شاتواي” بإيجاد من يُنشأ له تلك الموسوعة. وبالفعل رشح “شاتواي” التوأمان “نوريس وروس ماكويرتر” حيث كانا محبان لتجميع الحقائق والأرقام، بالإضافة لعملهما في مجال الصحافة الرياضية. [5] [4]
ومن هنا بدأت عملية تأليف الكتاب، فبعد مرحلة بحث أولية، بدأ التوأمان في تجميع الأرقام القياسية والحقائق بالكتاب. ولم يكن هذا الأمر بالهين، بل استغرقهم تأليف الكتاب حوالي 13 أسبوع بمعدل 90 ساعة عمل لكل أسبوع، وبعطلات نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية. [5] [4]
ولم يعلم التوأمان حينها أن هذه الموسوعة ستصبح من أكثر الكتب مبيعًا على الإطلاق، وواحدة من العلامات التجارية الأكثر شهرة بل وموثوقية في كل العالم. فبحلول عام 1955، نُشرت أول نسخة من الموسوعة، فطُبعت 50 ألف نسخة منها، وببداية عيد الميلاد “الكريسماس” لم تتبقى نسخة واحدة منها. [5] [4]
ومن النسخة الأولى تقريبًا، وحتى النسخ التي نُشرت بمنتصف القرن الماضي، ركز الناشرين على تجميع الأرقام القياسية المرتبطة بالطبيعة والطيور خاصةً بالموسوعة. ثم بعد ذلك، انتقل الناشرين إلى التركيز على الإنجازات الفردية للبشر. [7] [6]
فعلى سبيل المثال، تجد الأمريكي “روبرت وادلو” صاحب الرقم القياسي لأطول رجل بالعالم، حيث وصل طوله إلى 272 سنتيميترًا. وبعمر الـ 9، كان يحمل أباه -الذي كان طوله 180 سنتيمترًا ووزنه 77 كيلو جرامًا- ويصعد به سلم المنزل.
ولكنه توفى وهو في سنٍ صغيرٍ عن عمر ناهز الـ 22 عامًا، ودُفن في نعشٍ بلغَ طوله 3 أمتار ونصف. [8]
واستمرت الموسوعة في مجاراة التطور، فتغيرت أحجام وتنسيقات كتب الموسوعة، فتحولت إلى مجلد كبير ملئ بالصور الملونة، فأصبحت أكثر جاذبيةً للأطفال، بل ولنا نحن الكبار أيضًا، فبين أشياء نريد أن نعرفها مثل، أكبر بيتزا إيطالية تم صُنعها بمساحة 1262 مترًا مربعًا أي كمساحة حمام سباحة! [9]
وبين أشياء لا نريد أن نعرفها مثل، شخصًا ألمانيًا يُدعى ” فرانز هيوبر” ابتلع 28 سيفًا مرةً واحدةً! [10]
وبين هذا وذاك، استمرت الموسوعة كأفضل الكتب مبيعًا رغم اختلاف العصور، والثقافة، ودخول التكنولوجيا، إلا أنها لا تفشل أبدًا في مفاجأتنا وإشباع فضولنا.
في عالم الكم، لم تعد قواعد الفيزياء الكلاسيكية قابلة للتطبيق. واحدة من أكثر الحالات الرائعة…
أظهرت دراسة جديدة أن المرضى يجدون الذكاء الاصطناعي أكثر تعاطفاً وتفهماً من الأطباء النفسيين وخبراء…
باتت التجارب الرقمية أكثر عمقًا وانغماسًا مع دمج الحواس البشرية في البيئات الافتراضية. ويأتي نظام…
في اكتشاف رائد، كشف باحثون من جامعة أتينيو دي مانيلا عن أدلة على وجود شكل…
درس العلماء الأسماك الغضروفية الحديثة، مثل أسماك القرش وأسماك الزلاجات. وقارنوها بنظيراتها عديمة الفك، مثل…
تحول دماغ شاب إلى زجاج منذ ما يقرب من 2000 عام، وهي ظاهرة يعتقد العلماء…