Categories: اقتصاد

كورونا تتسبب في ارتفاع معدلات الجوع حول العالم

أدت جائحة كورونا خلال عام 2020 والعام الحالي، إلي زيادات حادة وواسعة النطاق في انعدام الأمن الغذائي العالمي، وواجه عدد كبير من البلدان مستويات متزايدة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، مما أثر على الأسر في كل بلد تقريبًا. وأظهرت الاستطلاعات الهاتفية التي أجراها البنك الدولي في 48 دولة، أن عددًا كبيرًا من الناس يعانون من نقص السعرات الحرارية والتغذية الضعيفة، والتى من الممكن أن يكون لها أكبر الآثر على النمو المعرفي للأطفال.[1]

معدلات انعدام الأمن الغذائي حول العالم

في منتصف عام 2010، بدأ معدل الجوع في الارتفاع محطماً الآمال، ومما يثير القلق أن المعدل قد ارتفع في عام 2020 من حيث القيمة النسبية والمطلقة متجاوزًا النمو السكاني، وتشير التقديرات إلي أن حوالي 9,9% من الأشخاص عانوا من نقص التغذية عام 2020، مقارنة ب8,4% في عام 2019.

وأظهرت التقديرات أن أكثر من نصف الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية يعيشون في آسيا ويقدر عددهم بنحو 418 مليون شخص؛ كما أن أكثر من ثلث الأشخاص يتركزون في أفريقيا ويقدر عددهم حوالي  282 مليون شخص،  ونسبة أقل في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ويقدر عددهم بنحو60 مليون شخص.

وبالنسبة للقياسات الأخري فإن أكثر من 30% من سكان العالم، افتقروا إلى الوصول إلى الغذاء الكافي على مدار عام2020،  لكن أكبر ارتفاع في معدلات الجوع كان في أفريقيا، حيث يقدر معدل انتشار نقص التغذية  بنسبة 21% وهو أكثر من ضعف مثيله في أي منطقة أخرى.

آثار انعدام الأمن الغذائي على الأطفال والبالغين

في عام 2020، أشارت التقديرات إلى أن أكثر من 149 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من التقزم، أو أقصر من أن يتناسب طولهم مع أعمارهم، وأن أكثر من 45 مليون طفل يعانون من الهزال، وما يقرب من 39 مليون يعانون من زيادة الوزن. وعلى الصعيد العالمي فإن ما يقرب من ثلث النساء في سن الإنجاب يعانين من فقر الدم.

أزمة الغذاء الناجمة عن فيروس كورونا

في أجزاء كثيرة من العالم، تسبب الوباء في فترات ركود وحشية وعرّض الوصول إلى الغذاء للخطر.[2] وأشار التقرير العالمي لأزمات الغذاء لعام 2021إلي أن وباء كورونا قد زاد بشكل كبير من خطر الجوع الشديد في بعض مناطق العالم.[3]

 ومع ذلك، فإن معدل الجوع بدأ في الزيادة في العالم قبل حدوث الجائحة. ووفقًا للاتجاهات الحالية، تقدر حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم أن هدف “القضاء على الجوع بحلول عام 2030”  من أهداف التنمية المستدامة، سيفتقده ما يقرب من 660 مليون شخص.[4]

وتشير دراسة حديثة لمنظمة الأمم المتحدة إلى أن الجوع في المنطقة العربية مستمر في الارتفاع، مما يهدد جهود المنطقة لتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030، بما في ذلك هدف القضاء على الجوع، وأن أكثر من 51 مليون شخص في المنطقة يعانون من الجوع.  [5]

أزمة الغذاء وإهدر الطعام

تقدر منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أن حوالي 815 مليون شخص في العالم يعانون من نقص التغذية المزمن. وعلى الجانب الأخر فإن ما يقرب من ثلث الطعام حول العالم يتم إهداره، وحسب بعض التقديرات فإن حوالي 1,3 مليار طن من الطعام يهدر كل عام في جميع أنحاء العالم.

كل هذه النفايات لها تكاليف اقتصادية وبيئية واجتماعية ضخمة، فعلى سبيل المثال تعتمد الزراعة على العديد من الموارد كالطاقة والمياه، وإهدار الطعام يعني إهدار لتلك الموارد.[6]

الحلول المقترحة للحد من الجوع

بحلول عام 2030 فإن حوالي 660 مليون شخص قد لا يزالون يعانون من الجوع، وقد يرجع ذلك إلى الآثار الدائمة لوباء فيروس كورونا على الأمن الغذائي العالمي.[7]

Related Post

وتحذر الشبكة العالمية لأزمات الغذاء من أن الاتجاهات البيئية والاجتماعية والاقتصادية طويلة الأجل التي تتفاقم بسبب تزايد الصراع وانعدام الأمن تؤدي إلى عدم قدرة النظم الغذائية الزراعية على الصمود.

وبالتالي لمواجهة هذه التحديات فإنه لا بد من تكثيف الجهود لتعزيز أنظمة الأغذية الزراعية المرنة والمستدامة اجتماعيا وبيئيا واقتصاديا.[8]

ولا بد من اتخاذ إجراءات عاجلة لا سيما إجراءات لمعالجة الأسباب الرئيسية لانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية وأوجه عدم المساواة التي تؤثر على وصول الغذاء إلي الملايين.[9]

المراجع

(1)worldbank

 (2),(4) who

(3)fsinplatform

(5)unicef

)(6)ucdavis

(7),(9)fao

(8)weforum

Image source:worldbank

Author: Asmaa Wesam

حاصلة على الماجستير في الصحافة، مهتمة بقضايا الصحة والبيئة.

اضغط هنا لتقييم التقرير
[Average: 0]
Asmaa Wesam

حاصلة على الماجستير في الصحافة، مهتمة بقضايا الصحة والبيئة.

Share
Published by
Asmaa Wesam

Recent Posts

رحلة استشراف إلى مستقبل التطور البشري: هل يتحول البشر إلى كائنات هجينة بأدمغة أصغر وأيادٍ أطول وجماجم ملساء؟

استشراف علمي مثير يكشف شكلنا بعد مئات آلاف السنين لطالما شغل سؤال: "كيف سيبدو الإنسان…

يومين ago

إنجاز عربي عالمي: الأردني-الأمريكي عمر ياغي يفوز بنوبل الكيمياء 2025

عمر ياغي ونوبل الكيمياء.. من تحديات شُحّ المياه إلى ثورة الأطر المعدنية العضوية (MOFs) الحلم…

أسبوعين ago

ثورة في عالم الاتصالات الكمومية: كيف تمكن عالم مصري من “ترويض” مبدأ عدم اليقين وتصويره في الزمن الحقيقي؟

ضوء كمومي مضغوط فائق السرعة: اختراق علمي يفتح آفاقاً جديدة للاتصالات المشفرة بسرعات "البيتاهرتز" على…

أسبوعين ago

نفق كمومي في يدك: نوبل الفيزياء 2025 تفتح آفاق الحوسبة الكمومية

مُنحت جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2025 (Nobel Prize in Physics 2025) لثلاثة من أبرز…

أسبوعين ago

مملكة دلمون: حضارة البحرين القديمة ومحطة التجارة الكبرى في الشرق الأدنى

تُعد مملكة دلمون واحدة من أقدم الممالك الحضارية في تاريخ الشرق الأدنى القديم، والتي ازدهرت…

أسبوعين ago

جائزة نوبل 2025 في الطب تكرم رواد “التسامح المناعي المحيطي”

الفرامل الخفية لـ "جيش المناعة": اكتشاف الخلايا التائية التنظيمية يفتح آفاق علاج أمراض المناعة الذاتية…

أسبوعين ago