محتويات المقال :
يمكن أن يكون اختيار الإضاءة المناسبة لأي فراغ قرارًا معقدًا. حيث يجب مراعاة الاعتبارات المتعلقة بالغرض من إستخدام الإضاءة وشكلها ووظيفتها. كما تلعب الجماليات أيضًا دورًا في تلك المعادلة. مع وجود العديد من الخيارات للإضاءة في السوق، فإن الأمر يتطلب معرفة وفهم المتخصصين لتحديد أفضل إضاءة تناسب فراغاتك. يمكن أن تشكل إضاءة معرض فني أو متحف معضلة وتأخذ مجهود كبير للإضاءة بشكل صحيح. لحسن الحظ، قامت إضاءات الليد (LED) بتبسيط جزء كبير من الإضاءة للعرض الفني.
الإضاءة الطبيعية مهمة جدًا لعرض الفن أو العمل عليه. أشعة الشمس لديها أعلى معامل إظهار اللون وهو قياس لقدرة مصدر الضوء على الكشف بدقة عن ألوان الأجسام المختلفة؛ كتمثيل حقيقي للألوان الفعلية في القطعة الفنية تحت الضوء. إذا تعذر الوصول إلى الإضاءة الطبيعية، فإن إضاءات الليد تكون أقرب ما يكون إلى إعادة إنتاج الضوء الطبيعي. حيث تحاكي إضاءات الليد خصائص ضوء الشمس، وعلى وجه التحديد معامل إظهار اللون ودرجة حرارة لون الضوء.
خلافا للاعتقاد الشائع، فإن أشعة الشمس ليست صفراء. مع درجات حرارة اللون تتراوح بين 5200 كلفن و 6400 كلفن يكون لون أشعة الشمس هو في الواقع يميل للأزرق. هذه هي أقرب درجات حرارة للإضاءة الاصطناعية التي يمكن أن تحاكي أشعة الشمس الطبيعية وهي أيضًا نطاق درجة حرارة اللون الموصى بها لإضاءة القطع الفنية.
بدأت المعارض الفنية وسلاسل البيع بالتجزئة بالتحويل من مصابيح الهالوجين والفلوريسنت إلى مصابيح الليد ذو المسار. بعض المخاوف الأولية للمعارض الفنية الصغيرة كانت التكاليف الأولية المرتبطة بالتحويل الى إضاءات الليد ذو المسار، فهي أغلى من مصابيح الهالوجين التقليدية، ومع ذلك، فقد انخفضت أسعار إضاءات الليد لتتقارب مع مصابيح الهالوجين أو مصابيح الفلورسنت. بالإضافة إلى ذلك، يجب مراعاة فوائد استخدام إضاءات الليد لعرض القطع الفنية، يشمل ذلك الحفاظ على الفن حيث تقل الحرارة لإضاءات الليد بنسبة 80 في المائة من مصابيح الهالوجين وإنخفاض قيمة فواتير الكهرباء.
تستهلك إضاءات الليد جزءًا صغيرًا من طاقة الإضاءة التقليدية للمعرض كما أصبح الإشعاع الحراري من بعض المصابيح يشكل مشكلة. فأحد الجوانب الأكثر فائدة لإختيار إضاءة الليد ذو المسار هو أنه يقلل الحرارة ويزيد من إظهار اللون الحقيقي. ويعد هذا الأمر مهمًا في أي مكان، ولكن في مساحة مثل معرض فني، فهي عناصر أساسية في العرض والحفظ. في الواقع، حتى في حالة الإضاءة الخافتة، تحتفظ مصابيح الليد بالطيف المناسب من الضوء بحيث يتم عرض الألوان الحقيقية بشكل صحيح.
غالبًا ما تكون الإضاءة الطبيعية (أشعة الشمس) هي الحل الأمثل للعرض الفني، لكن هذا ببساطة ليس خيارًا في معظم الفراغات. أفضل شيء تالي هو الاستوديو المضاء جيدًا، وهنا تكمن العوامل التقنية في التأثير عند اختيار إضاءة المعرض. تستخدم درجات حرارة اللون ومعاملات إظهار اللون في الاقتراب قدر الإمكان من عرض القطع الفنية بدقة. تقاس درجة حرارة الضوء الأبيض في أنقى درجاته عند 6500 كلفن. العديد من الفنانين يعملون في إضاءة أقرب إلى 5000 كلفن، وهو لون أقل برودة. كلما زادت درجة حرارة الألوان من مصدر الضوء، سواء كان لونًا يميل للأصفر (دافيء) أو يميل للأزرق (بارد)، كلما كانت ألوان اللوحة الأصلية مشوهة عند عرضها.
لذلك يكمن الهدف الأساسي من تصميم اللإضاءة هو الاقتراب من الأبيض النقي قدر الإمكان. لعدم التأثير على ألوان القطع الفنية الأصلية وعرضها كما هي في الطبيعية.
المصدر: مقالة David Hakimi على موقع ArchDaily
اقرأ أيضًا: كيف تؤثر الإضاءة على مزاجك؟
عمر ياغي ونوبل الكيمياء.. من تحديات شُحّ المياه إلى ثورة الأطر المعدنية العضوية (MOFs) الحلم…
ضوء كمومي مضغوط فائق السرعة: اختراق علمي يفتح آفاقاً جديدة للاتصالات المشفرة بسرعات "البيتاهرتز" على…
مُنحت جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2025 (Nobel Prize in Physics 2025) لثلاثة من أبرز…
تُعد مملكة دلمون واحدة من أقدم الممالك الحضارية في تاريخ الشرق الأدنى القديم، والتي ازدهرت…
الفرامل الخفية لـ "جيش المناعة": اكتشاف الخلايا التائية التنظيمية يفتح آفاق علاج أمراض المناعة الذاتية…
السواقي المنسية: مصر تُحيي تراث الألفي عام لتوليد الكهرباء النظيفة.. طاقة المستقبل بين جنبات الماضي…
View Comments