علماء يكتشفون ما قد يحميك من ألزهايمر لكن سيصيبك بشيء آخر!

في دراسة تعاونية رائدة، توصل فريق من الخبراء في مرض الزهايمر والتصلب المتعدد (MS) إلى اكتشاف مفاجئ يمكن أن يمهد الطريق لعلاجات جديدة لمرض الزهايمر. بقيادة كل من ماثيو برير، وآن كروس، والدكتور جون تروتر، تكشف الدراسة أن مرض التصلب المتعدد يحمي من مرض الزهايمر. هذا الاكتشاف له آثار كبيرة على فهمنا لبيولوجيا مرض التصلب المتعدد وقدرته على توجيه الاستراتيجيات العلاجية لمرض الزهايمر. الدراسة، التي نشرت في مجلة (Annals of Neurology)، كانت مدفوعة بملاحظة كروس بأن مرضى التصلب المتعدد لم يصابوا بمرض الزهايمر، على الرغم من تعرضهم للخطر بسبب العمر أو التاريخ العائلي.

مرض الزهايمر

مرض الزهايمر هو اضطراب تنكس عصبي معقد ومدمر يؤثر على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم. ويتميز بتراكم لويحات الأميلويد، وهي كتل من البروتين تتراكم في الدماغ، مما يؤدي إلى التدهور المعرفي وفقدان الذاكرة. ولكن ما الذي يسبب هذا التراكم، ولماذا يصاب بعض الأشخاص بمرض الزهايمر بينما لا يصاب به آخرون؟

لفهم مرض الزهايمر، نحتاج إلى التعمق في أعمال الدماغ المعقدة. يتكون الدماغ من مليارات الخلايا العصبية، التي تتواصل مع بعضها البعض من خلال الإشارات الكهربائية والكيميائية. ومع تقدمنا ​​في العمر، يمكن أن تتضرر خلايا الدماغ لدينا، مما يؤدي إلى انهيار في التواصل وتشكيل لويحات الأميلويد.

في السنوات الأخيرة، أحرز الباحثون تقدمًا كبيرًا في فهم بيولوجيا مرض الزهايمر. وقد حددوا العديد من عوامل الخطر، بما في ذلك العمر والتاريخ العائلي والوراثة، والتي يمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض. ومع ذلك، على الرغم من هذا التقدم، فإن الآلية الدقيقة وراء مرض الزهايمر لا تزال غير واضحة.

التصلب المتعدد يحمي من مرض الزهايمر

توصلت دراسة حديثة إلى اكتشاف رائد وهو أن الأشخاص المصابون بمرض التصلب المتعدد أقل عرضة للإصابة بمرض الزهايمر. ووجد الباحثون أن مرضى التصلب المتعدد لديهم عدد أقل من لويحات الأميلويد بنسبة 50%، وهي السمة المميزة لمرض الزهايمر، مقارنة بالأفراد الذين لا يعانون من مرض التصلب المتعدد. وهذا الاكتشاف له آثار مهمة على البحث عن علاجات لمرض الزهايمر.

وقد توصل الباحثون إلى هذا الاستنتاج عن طريق اختبار دم جديد تمت الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية يسمى (PrecivityAD2)، وهو فعال للغاية في التنبؤ بوجود لويحات الأميلويد في الدماغ. ومن خلال اختبار 100 مريض بمرض التصلب المتعدد ومقارنة نتائجهم مع نتائج مجموعة مراقبة مكونة من 300 فرد لا يعانون من المرض، تمكن الباحثون من تأكيد ملاحظة الدكتور كروس بأن مرضى التصلب المتعدد أقل عرضة للإصابة بمرض الزهايمر.

يثير هذا الاكتشاف العديد من الأسئلة، ولكنه يوفر أيضًا طرقًا جديدة للبحث في بيولوجيا مرض التصلب المتعدد والزهايمر. وكما يشير الدكتور برير، فإذا تمكنا من تحديد أي جانب من جوانب مرض التصلب المتعدد يوفر الحماية ضد مرض الزهايمر وتطبيقه بطريقة خاضعة للرقابة، فقد يؤدي ذلك إلى توجيه الاستراتيجيات العلاجية لمرض الزهايمر.

كشف آلية الحماية

أحد التفسيرات المحتملة يكمن في استجابة الجهاز المناعي لمرض التصلب المتعدد. خلال نوبات المرض، يهاجم الجهاز المناعي الجهاز العصبي المركزي، بما في ذلك الدماغ. قد يقلل هذا النشاط المناعي أيضًا من تراكم لويحات الأميلويد، وهي السمة المميزة لمرض الزهايمر. وربما يكون الالتهاب الناجم عن الاستجابات المناعية لمرض التصلب المتعدد هو إزالة لويحات الأميلويد، مما يمنع تطور مرض الزهايمر.

هناك مجال آخر للبحث وهو دور الخلايا الدبقية الصغيرة النشطة (activated microglia)، والتي تعد جزءًا من الاستجابة المناعية للدماغ في مرض التصلب المتعدد. في النماذج الحيوانية، تبين أن هذه الخلايا الدبقية الصغيرة تقوم بإزالة الأميلويد من الدماغ. هل يمكن أن تكون هناك آلية مماثلة في البشر المصابين بمرض التصلب المتعدد؟

• ما هي أعراض التصلب المتعدد؟ وكيف يشخص؟ وما أنواعه؟
• عكس آثار عام من التدهور الإدراكي لمرضى الزهايمر في شهرين
• هل بات الخلاص من الألزهايمر ممكنًا؟
• طريقة جديدة لتخفيف الآلام دون الحاجة إلى أشباه الأفيونيات
• ما هو مرض ألزهايمر؟ وما هي أعراضه

تسخير قوة مرض التصلب المتعدد

تخيل المستقبل حيث يتم تحديد أحد مكونات بيولوجيا مرض التصلب المتعدد وتسخيره لإنشاء درع وقائي ضد مرض الزهايمر. يمكن أن يشمل ذلك تطوير علاج يحاكي الاستجابة المناعية التي تظهر لدى مرضى التصلب المتعدد، مما يقلل من تراكم لويحات الأميلويد في الدماغ ويبطئ التدهور المعرفي.

التأثير المحتمل لهذا الاكتشاف واسع. ويعد مرض الزهايمر عبئًا كبيرًا على الصحة العامة، مما يسبب ضغطًا عاطفيًا وماليًا كبيرًا على المرضى ومقدمي الرعاية وأنظمة الرعاية الصحية. ومن خلال استكشاف آليات الحماية من مرض الزهايمر لدى مرضى التصلب المتعدد، قد يكشف الباحثون عن طرق جديدة لمنع أو إبطاء تطور مرض الزهايمر. علاوة على ذلك، يسلط هذا الاكتشاف الضوء على أهمية التعاون متعدد التخصصات بين الخبراء في مختلف المجالات.

المصادر

Multiple sclerosis appears to protect against Alzheimer’s disease | science daily

Unexpected Low Rate of Amyloid-β Pathology in Multiple Sclerosis Patients | annals of neurology