تُعد الكتابة ثورة في تاريخ الإنسان، حيث مثّل اختراع الكتابة نقطة محورية في تاريخنا، فعندنا كتبنا وثّقنا الأحداث التاريخية، وقُمنا بالعمليات الحسابية، وغُصنا في بحار العلوم، وحملنا ما تعلمناه إلى الأجيال القادمة، ولا يجوز الحديث عن بداية الكتابة إلا بالحديث عن الهيروغليفية في مصر القديمة.
محتويات المقال :
وفقًا لإحدى الأساطير المصرية: في البدء، خلق تحوت (إله الحكمة والمعرفة) نفسه على هيئة طائر أبو منجل، ثم وضع البيضة الكونية التي كانت تحمل بداخلها الكون كله.
وفي قصة أخرى: خُلق تحوت من شفتي إله الشمس رع في بداية الزمان، وتختلف الأساطير، إلا أن الثابت الوحيد هو أن تحوت خُلق بمعرفة كبيرة وعلم واسع، ثم وهب تحوت الكتابة للمصريين القدماء، والكلمات هي ما تحمل معرفة تحوت المقدسة، لأنه بمقدور الكلمات أن تؤجج الحروب وأن ترسي السلام، وأن تدمّر وتعمّر، وتُحيي وتُميت.
كان السومريون هم أول من استخدم الحروف في الكتابة، وهي الطريقة المستخدمة في يومنا هذا، إلا أن المصريين القدماء استخدموا طريقة أخرى، فبدلًا من الأحرف استخدموا الرسومات والرموز التعبيرية، قد يكون أقرب شيء لهذا في يومنا هو الرسوم التعبيرية المستخدمة في المحادثات النصية (emojis)، فبدلًا من أن نقول مثلًا “أنا أحب المدرسة”، قد نضع قلبًا بجوار مبنى يمثّل المدرسة للتعبير عن الحب لهذا المكان، وهذه كانت طريقة الكتابة الهيروغليفية.
مرّت الكتابة في مصر القديمة بأربعة مراحل أساسية:
1- الهيروغليفية
2- الهيراطيقية
3- الديموطيقية
4- القبطية
والآن لنأخذ لمحة عن كل مرحلة منهم:
1- الهيروغليفية
كما ذكرنا مسبقًا، فقد استخدم المصريون الرموز التعبيرية في اللغة الهيروغليفية، وكانت الرموز من وحي بيئتهم كالحيوانات والأدوات المختلفة، كما لم يكن للكتابة الهيروغليفية اتجاهًا محددًا في الكتابة، فكانت تُكتب من اليمين إلى اليسار، أو من اليسار إلى اليمين، أو من الأعلى إلى الأسفل، أو من الأسفل إلى الأعلى، ولكن اتجاه الكتابة كان يُعرف من وجوه الشخصيات المرسومة، حيث كانت وجوه الحيوانات والشخصيات معاكسة لاتجاه الكتابة، فإذا كانت الكتابة من اليمين إلى اليسار، تُرسم الأوجه ناظرة نحو اليمين.
2- الهيراطيقية
ظهرت الهيراطيقية بعد الهيروغليفية، حيث أصبحت الهيروغليفية تُستخدم في المعابد. وكانت الهيراطيقية تُستخدم من أجل كتابة النصوص الدينية في بادئ الأمر، إلا أنها تطورت لتشمل الحسابات وإدارة الأعمال والوثائق القانونية، بل وحتى النصوص والتعاويذ التي كانت تستخدم في السحر.
3- الديموطيقية
ظهرت الكتابة الديموطيقية من دلتا النيل، وانتشرت نحو جنوب مصر في عام 700 ق.م، واستمرت الديموطيقية لمدة ألف عام من تاريخ مصر القديمة، حيث صمدت خلال الفترة البطلمية وحتى الفترة الرومانية، حيث استُبدلت بالكتابة القبطية.
4- القبطية
كانت القبطية هي كتابة الأقباط، مسيحيو مصر القدامى، وهي كتابة استُخدمت فيها الحروف اليونانية لحفظ النصوص والوثائق المهمة بالنسبة للمصريين في ذلك الوقت، مثل العهد الجديد المسيحي، وكانت الكتابة القبطية هي المفتاح الذي ساعدنا في فهم الهيروغليفية عند فك رموز حجر رشيد.
لم نكن لنفهم رموز الكتابة الهيروغليفية لولا فك رموز حجر رشيد، فقد كان الحجر يحتوي على ثلاثة أجزاء مكتوبة بثلاث كتابات مختلفة من ضمنها الكتابة الهيروغليفية والكتابة القبطية، وكانت الأجزاء الثلاثة تُعبّر عن نفس النص، وعن طريق فهم الكتابة القبطية، استطعنا فهم الكتابة الهيروغليفية.
عندما يتعلق الأمر بحماية بشرتنا من التأثيرات القاسية لأشعة الشمس، فإن استخدام واقي الشمس أمر…
اكتشف فريق من علماء الآثار 13 مومياء قديمة. وتتميز هذه المومياوات بألسنة وأظافر ذهبية،وتم العثور…
ركز العلماء على الخرسانة الرومانية القديمة كمصدر غير متوقع للإلهام في سعيهم لإنشاء منازل صالحة…
من المعروف أن الجاذبية الصغرى تغير العضلات والعظام وجهاز المناعة والإدراك، ولكن لا يُعرف سوى…
الويب 3.0، الذي يشار إليه غالبًا باسم "الويب اللامركزي"، هو الإصدار التالي للإنترنت. وهو يقوم…
لطالما فتنت المستعرات العظمى علماء الفلك بانفجاراتها القوية التي تضيء الكون. ولكن ما الذي يسبب…