محتويات المقال :
سببت إعادة مجموعة من الباحثين لبرمجة الخلايا البشرية قبل حقنها في جنين القرد ضجة طبيعية يتوقع أن يحدثها أول كيميرا قرد وإنسان! ولكن لنفهم الأمر دون هلع، علينا بمعرفة القصة من بدايتها.
«الكيميرا- Chimera» وفقًا للأساطير اليونانية هو مخلوق هجين يتنفس النار يعيش في آسيا الصغرى، ويتألف من أجزاء أسد وعنزة وثعبان. تقول الأساطير أنه من نسل «تايفون- Typhon» أخطر عمالقة الأساطير اليونانية و«ايشدنا-Echidna» نصف امرأة بشرية ونصف حية عملاقة، وشقيق الوحوش «سيبريوس-Cerberus» كلب الجحيم ذو الثلاث رؤوس و«هايدرا- Hydra» الحية متعددة الرؤوس البشرية الشهيرة.
أصبح مصطلح «الكيميرا» وصف لأي حيوان أسطوري أو كائن هجين ذي أجزاء متباينة للغاية؛ لذا ليس من الغريب أن يطلق هذا الاسم على كائن يحمل خلايا قرد وإنسان في ذات الوقت!
«لقد كان البحث عن نموذج حيواني أفضل، لمحاكاة الأمراض البشرية بمثابة الكأس المقدسة والمسعى الرئيسي للبحوث الطبية الحيوية على مدى عقود. وقد يسمح اكتشاف أنواع مختلفة من الخلايا الجذعية متعددة القدرات، والتقدم في أبحاث التهجين مؤخرًا، بتوليد مخلوقات متداخلة من أنواع وثيقة الصلة أقرب مما توقع البعض؛ مثل تلك الموجودة بين البشر والرئيسيات الأخرى.
هذه الدراسة تقترح أن صنع الكيميرا بين الإنسان والرئيسيات الأخرى؛ وتحديدا نقل الخلايا الجذعية البشرية إلى مضيفات رئيسة (غير القرود) يمكن أن يتجاوز حدود الأبحاث الحالية للأمراض العصبية والنفسية على القردة، وهو ما من شأنه إثارة اعتبارات أخلاقية هامة تتعلق باستخدام القرود في الأبحاث العلمية.
وتعد الأسئلة المتعلقة بالقيمة العلمية والأخلاقية التي يثيرها احتمال إيجاد الكيميرا من القرود والبشر أكثر إلحاحًا في ضوء التطورات الحديثة في أبحاث خلايا PS ومحاولات توليد أنواع من هجينة بين البشر والحيوانات. وفي حين أن بعض الدول تحظر إدخال الخلايا الجذعية البشرية في أجنة الحيوانات قبل زراعتها في أرحام الحيوانات، إلا أن دول أخرى تسمح بمثل هذه التجارب بل وتشجعها. لذا، من المفيد النظر في تجارب (تكامل الكيسة الأريمية-blastocyst complementation) عن كثب في ضوء التطورات التي يمكن أن تجعل هذه الكائنات الهجينة ممكنة، والنظر في القضايا الأخلاقية والسياسية التي أثيرت حولها».
ويدعي أحدث تقرير نُشر في جريدة El País الإسبانية أن فريقًا من الباحثين برئاسة البروفيسور «خوان كارلوس إيزبيسا بيلمونتي- Juan Carlos Izpisúa Belmonte» من معهد «سالك-Salk» في الولايات المتحدة، أنهم أنتجوا عدد من القردة البشرية، وقد تم إجراء البحث في الصين -لتجنب القضايا القانونية- وفقًا للتقرير(3).
ينظر إلى الكيميرا علميًا على أنه وسيلة محتملة لمعالجة نقص الأعضاء البشرية المراد زرعها، وكذلك مشاكل رفض الأعضاء. ويعتقد العلماء أن الأعضاء المطابقة وراثيًا لمُستقبِل بشري بعينه قابلة للنمو يوما ما داخل الحيوانات. تعتمد الطريقة على أخذ خلايا من الإنسان البالغ وإعادة برمجتها لتصبح خلايا جذعية والتي يمكن أن تتطور إلى أي نوع من الخلايا في الجسم ثم يتم زرعها في جنين فصيلة أخرى.
سبق للبروفيسور بيلمونتي وعلماء آخرين إنتاج الكيميرا بشرية من أنواع أخرى كأجنة الخنازير وأجنة الأغنام المحتوية على خلايا بشرية، على الرغم من أن النسب ضئيلة جدا في الحالة الأخيرة، إذ يقدّر الباحثون أن خلية واحدة فقط من كل 10000 خلية في هذا الكائن كانت بشرية، ويتم استخدام أجسام الخنازير والأغنام لأن أعضائها ذات أحجام مناسبة للزرع في البشر.
ويقول بروفيسور أليخاندرو دي لوس أنجلوس من قسم الطب النفسي بجامعة ييل:
«من المحتمل أن يتم تطوير الكيميرا البشرية لاستكشاف كيفية تحسين نسبة الخلايا البشرية في مثل هذه الكائنات الهجينة، فتخليق القردة-البشرية يمكن أن يعلّمنا كيفية صنع الخنازير-البشرية على أمل الحصول على أعضاء صالحة للزراعة في البشر، كما يمكن أن يعلّمنا أنواع الخلايا الجذعية التي يجب علينا استخدامها أو الطرق الأخرى لتعزيز ما يسمى بـ (مستويات الكيمرة البشرية-human chimerism levels) داخل الخنازير».
[embedyt] https://www.youtube.com/watch?v=2uKlWhxAAUo[/embedyt]
كما أشارت أنه كما هو الحال مع الهجينات السابقة في الخنازير والأغنام، لم يُسمح بتطوير كيميرا القرد-البشري إلا لبضعة أسابيع – أي قبل أن تتشكل الأعضاء فعليًا.
وافق البروفيسور روبن لوفيل-بادج عالم الأحياء التطوري من معهد فرانسيس كريك في لندن:
«لا أعتقد أن الأمر يتعلق بالأخلاقيات، لأننا لا ننقل ما يكفي كي يكون لدي الكائن الهجين نظام عصبي أو يتطور بأي شكل من الأشكال فهو مجرد كرة خلايا».
لكن لوفيل أضاف أنه إذا سمح للكيميرا بالتطور أكثر، فقد يثير ذلك مخاوف:
«كيف يمكنك تقييد مساهمة الخلايا البشرية فقط على العضو الذي تريد صنعه، إذا كان البنكرياس أو القلب أو الكلى ، فهذا أمر جيد إذا تمكنت من القيام بذلك. [لكن] إذا سمحت لهذه الحيوانات بالوجود حتى نهاية فترة الحمل والميلاد وكان لديها نسبة كبيرة في الجهاز العصبي المركزي من الخلايا البشرية فمن الواضح أن هذا قد يصبح مصدر قلق».
«لذلك هناك بعض القضايا المتعلقة بحقوق الحيوان وقضايا أخلاقية آخرى من جعل حيوان ما أكثر إنسانية فإذا أصبح لأي حيوان مولود جوانب من مظهر الإنسان وجوههم أو أيديهم أ وبشرتهم ، فأظن أنه في حين أن ذلك المثير للاهتمام علمياً إلا أنه قد يزعج الناس قليلاً»!
اقترح دي لوس أنجلوس وزملاؤه أن الوراثة البشرية القردة يمكنها -من الناحية النظرية- توفير طرق جديدة لدراسة الأمراض العصبية والنفسية لدى البشر، وقال لصحيفة الجارديان:
«نظريا: بالنسبة للأمراض التي لا تكون فيها حيوانات التجارب من الرئيسيات جيدة بما فيه الكفاية ، فإن صنع كيميرا بين البشر والقرد يمكن أن يوفر نموذجًا أفضل لأمراض الدماغ، في حالة مرض الزهايمر مثلًآ؛ فقد فشلت أكثر من 150 تجربة في 20 عامًا ربما بسبب عدم وجود نموذج مرض جيد»(4).
المصادر:
عندما يتعلق الأمر بحماية بشرتنا من التأثيرات القاسية لأشعة الشمس، فإن استخدام واقي الشمس أمر…
اكتشف فريق من علماء الآثار 13 مومياء قديمة. وتتميز هذه المومياوات بألسنة وأظافر ذهبية،وتم العثور…
ركز العلماء على الخرسانة الرومانية القديمة كمصدر غير متوقع للإلهام في سعيهم لإنشاء منازل صالحة…
من المعروف أن الجاذبية الصغرى تغير العضلات والعظام وجهاز المناعة والإدراك، ولكن لا يُعرف سوى…
الويب 3.0، الذي يشار إليه غالبًا باسم "الويب اللامركزي"، هو الإصدار التالي للإنترنت. وهو يقوم…
لطالما فتنت المستعرات العظمى علماء الفلك بانفجاراتها القوية التي تضيء الكون. ولكن ما الذي يسبب…
View Comments