محتويات المقال :
سيناريو تحوّل كاليفورنيا إلى بحرٍ عظيم خلال ٤٥ يومًا، سيتكرر مرةً أخرى!
وقعت عاصفة هائلة في القرن 19 في كاليفورنيا من خلال المحيط الهادئ، امتدت عبر جزء كبير وسط ولاية كاليفورنيا، ويبدو أن ذلك الفيضان سيتكرر مرة أخرى!
فلمدة 43 يومًا، من أواخر 1861 وحتى أواخر 1862، أمطرت السماء بغزارة وبدون توقف تقريبًا في وسط كاليفورنيا، وتحولت الأنهار التي تجرى في جبال (سييرا نيفادا) إلى سيولٍ كبيرةٍ اجتاحت مدن بأكملها.
سبب العاصفة
حدثت تلك العاصفة بسبب نهرٍ جوي، وهو تركيز كبير من بخار الماء من الممكن أن يتسبب في عواصف مدمرة.
تحمل تلك الأنهار الجوية قنوات مركزة من بخار الماء من المناطق الاستوائية حتى المكان الذي تنزل به العاصفة، والمثال الشهير على ذلك هو “Pineapple Express” ، حين يحمل التيار النفاث بخارًا من المياه القريبة من هاواي وصولًا إلى ساحل المحيط الهادئ الأمريكي، حيث يتسبب في عواصف شديدة.
إن تلك الأنهار الجوية القوية، قادرة على حمل أكثر من 10 أضعاف متوسط كمية المياه التي تمر عبر مصب نهر المسيسيبي، مما يفسر تلك الكمية الهائلة من الأمطار، والتي كانت تكفي لإغراق مساحات شاسعة من الولاية في عامٍ واحدٍ فقط.
وقالت لوسي جونز – Lucy Jones من هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (NPR) عام 2013، أن هذه العواصف لديها إمكانيات الأعاصير القوية أو حتى أكثر شدة منها، وذلك لأنها تستمر لأسابيع.
بداية الأحداث
بدأت القصة في 10 يناير 1862، وهو اليوم الموافق لانتخاب حاكم ولاية كاليفورنيا الجديد ليلاند ستانفورد– Leland Stanford، اقتحم فيضان هائل السدود المحيطة بـ(ساكرامنتو) عاصمة كاليفورنيا، مغطيًا المدينة بمسافة 10 أقدام (3 أمتار) بالمياه المملوءة بالحطام.
هرعت الحكومة لنقل الحاكم على عجالة خلال عملية التنصيب، ولشدة الأمر فقد اضطروا لنقله بالقارب من قصر الحاكم إلى مقر الولاية، وحتى حينما عاد إلى القصر، كان عليه التسلق بصعوبة إلى نافذةٍ من الطابق الثاني للدخول.
وفي 22 يناير، تم نقل الهيئة التشريعية في كاليفورنيا إلى سان فرانسيسكو، حيث بقيت لمدة ستة أشهر حتى جفت العاصمة.
كانت الفيضانات شديدة لدرجة أن وادي وسط كاليفورنيا البالغ طوله 300 ميل وعرضه 20 ميلاً قد تحول إلى بحرٍ ضخم.
مما قيل في الكارثة
أثناء وقوع ذلك، كان عالم النبات ويليام هنري بروير – William Henry Brewer في المنطقة أثناء الفيضان، وقد وصف الدمار الذي لحق بالمكان بخطاباتٍ أرسلها إلى شقيقه، والتي نُشرت في كتابه كاليفورنيا صعودًا وهبوطًا 1860-1864.ومما قاله في تلك الخطابات:
طمرت آلاف المزارع بالكامل تحت الماء، وقد عانت الماشية من الجوع والغرق، أما بالنسبة للطرق في وسط الولاية فهي غير سالكة بالمرة؛ لذلك يتم قطع جميع الرسائل. حتى أن التلغراف لا يعمل بشكلٍ جيدٍ أيضًا.
وفي وادي (سكرامنتو)، دُفنت جميع قمم الأعمدة تحت الماء. وكان الوادي بأكمله عبارة عن بحيرةٍ عظيمةٍ تحيطها الجبال من جانب، وتلال الساحل على الجانب الآخر. وقد أبحرت البواخر بسرعة عبر تلك المزارع حاملين الأموال وما إلى ذلك، إلى التلال.
لقد طمر كل منزلٍ ومزرعةٍ تقريبًا في هذه المنطقة، ولم تر أمريكا من قبل مثل هذا الخراب بسبب الفيضانات كما حدث، ونادراً ما رأى العالم القديم ما يشبه ذلك.
تم تدمير منزل واحد من بين كل ثمانية منازل في مياه الفيضان، كما قُدِّر التدمير الحاصل إلى ما يصل لربع الممتلكات الخاضعة للضريبة في كاليفورنيا، والتي أفلست على إثرها الولاية.
أهلك الفيضان اقتصاد كاليفورنيا المزدهر، وغرق ما يقدر بنحو 200 ألف من الماشية، وهو ما يمثل ربع جميع الماشية في الولاية تقريبًا. وحولت الكارثة بطبيعة الحال اقتصاد كاليفورنيا كله نحو الزراعة.
كيف سيحدث هذا مرة أخرى؟
كل ما حدث لم يكن سيئًا كفاية، بل الأسوأ أنه من الممكن حدوثه ذلك مرةً أخرى!
فقد أظهرت الدراسات الجيولوجية أن فيضانًا كبيرًا يحدث في كاليفورنيا كل 100 إلى 200 عام، وقد طورت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إسقاطًا يدعى (ARkStorm) لتقييم كيف يمكن أن تتعامل الولاية مع كارثة مثل تلك مرة أخرى.
وهذا الإسقاط عبارة عن مزيج من آخر عاصفتين كبيرتين حدثتا في عامي 1969 و 1986. ويمثل سيناريو (ARkStorm) ما يمكن أن يحدث إذا حدثت العاصفتان واحدة وراء الأخرى.
وقالت جونز عام 2011:
لدينا أدلة جيولوجية من رواسب الفيضانات، بأن العواصف الأكبر من عاصفة عام 1861، تحدث مرة واحدة كل 300 سنة، لذا فلدينا حتى الآن ستة عواصف حدثت خلال 1800 سنة في السجل الجيولوجي.
المصدر: Science Alert
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :