حياة

روسيا تؤكد تسريب الإشعاعات النووية خلال انفجار مميت

روسيا تؤكد تسريب الإشعاعات النووية خلال انفجار مميت!

روسيا تؤكد تسريب الإشعاعات النووية خلال انفجار وقع في ميدان اختبار الأسلحة الروسية اشتمل على مواد مشعة، حيث ارتفع عدد القتلى المعترف به في الانفجار وتزداد صعوبة إخفاء علامات الإشعاعات الزاحفة.

قالت شركة روساتوم Rosatom للطاقة النووية الروسية، إن خمسة موظفين لقوا حتفهم بالإضافة إلى اثنين من العسكريين الذين تم تأكيد وفاتهم سابقًا نتيجة لاختبار شمل مصادر وقود نظيرية على وحدة الدفع السائل.

وقال البيان “إن ذكرى زملائنا المشرقة ستعيش إلى الأبد في قلوبنا”.

لم يلق البيان سوى القليل من الضوء على الإنفجار الذي وقع في نطاق اختبارات البحر الأبيض. لم يتم ذكر أي استخدام لوحدة الدفع على الرغم من أن الرئيس فلاديمير بوتين Vladimir V. Putin كان يتباهى سابقًا بأن روسيا طورت محركًا نوويًا للصواريخ بعيدة المدى. ولم يكن هناك أي تفسير لسبب إبلاغ سلطات في مدينة قريبة عن ارتفاع مستويات الإشعاع لفترة وجيزة.

في حين أن الحكومة لم تقدم أي تفسير كامل لما حدث، فقد أشار بيان روساتوم إلى حدوث تغيير سريع خلال اختبار فئة جديدة من الأسلحة ذات المحركات النووية التي تحدث عنها السيد بوتين لأول مرة علنًا العام الماضي.

جاء البيان على الأقل كأول اعتراف رسمي من مصدر حكومي مركزي مفاده أن المواد المشعة كانت موجودة في الحادث. لم تقدم أي تفاصيل عن المواد المستخدمة والتي من المحتمل أن يتم إطلاقها في البيئة. ويقول البيان عينه أن الوفيات كانت “نتيجة لحادث وقع في ميدان اختبار في منطقة أرخانجيلسك Arkhangelsk.”

واستشهدت وكالة أنباء حكومية تاس Tass بمسؤول في روساتوم لم يكشف عن اسمه حيث يقدم تفاصيل إضافية ويشرح التأخير في الإعلان عن حالات الوفاة الإضافية.

وقع الاختبار على منصة في البحر، حسبما ذكرت وكالة الأنباء، وألقى الانفجار عدة أشخاص في الماء. كما نقلت تاس عن المسؤول قوله

“استمر البحث للعثور على ناجين. وبعد هذا فقط تم الإعلان عن وفاة خمسة موظفين”.

أفادت وسائل الإعلام الروسية أنه كان هناك طلب زائد على الصيدليات التي تحتوي على اليود، حيث يعتقد أنه يساعد على التخلص من التسممات الإشعاعية. وبحسب ما ورد عن المصدر فقد نفدت الصيدليات من المادة في أرخانجيلسك Arkhangelsk.

كما نشر الموقع الإخباري Baza شريط فيديو يقال أنه أظهر سيارات إسعاف تنقل المصابين إلى مستشفى في موسكو. وتم غلق أبواب السيارة بأغطية بلاستيكية لمنع أي تلوث قد يصدر من أجساد المرضى كما ارتدى السائقون بذلات واقية بيضاء.

كما أعلنت الهيئة البحرية الروسية (إدارة موانئ المنطقة القطبية الشمالية الغربية) في وقت سابق أن النقل البحري سيُمنع لمدة شهر في خليج دفينا Dvina Bay الواقع في منطقة على البحر الأبيض بالقرب من النطاق العسكري الذي وقع فيه الانفجار.

ذكرت وسائل الإعلام الروسية أن سفينة متخصصة في جمع وتخزين النفايات النووية السائلة من برنامج كاسحة الجليد التي تعمل بالطاقة النووية في البلاد قد أبحرت إلى المنطقة.

وقع الانفجار في موقع لاختبار الأسلحة البحرية بالقرب من قرية نينوسكا Rosatom والذي استخدم لاختبارات الصواريخ. ولم يوضح بيان الشركة النووية ما إذا كان الانفجار أو التعرض للإشعاع قد قتلا موظفيها.

Related Post

كان بوتين قد ناقش أحد الأسلحة الجديدة وهي صاروخ يدعى Burevestnik أو Petrel، وقد تم تسميته باسم الطيور البحرية البعيدة. وسيكون له نطاق غير محدود بفضل وحدة الدفع النووي. وقال السيد بوتين إن الجهاز قد تم اختباره بالفعل.

وقال السيد بوتين في خطاب عام 2018

“إن الأسلحة المتقدمة لروسيا تستند إلى أحدث الإنجازات الفريدة لعلمائنا ومصممينا ومهندسينا. مثال وحدة طاقة نووية صغيرة الحجم يمكن تثبيتها في صاروخ.”

قال الجيش الروسي إن الحريق وقع عندما انفجر محرك صاروخي يعمل بالوقود السائل، لكن مستويات الإشعاع ظلت عند مستويات طبيعية مما يتناقض مع تقارير السلطات البلدية في مدينة سيفيرودفينسك Severodvinsk القريبة.

نشرت حكومة المدينة بيانًا على الإنترنت قائلة بأنه تم تسجيل ارتفاعًا قصير المدى للإشعاع دون تحديد السبب.

وكانت وكالة تاس للأنباء قد ذكرت في وقت سابق أن وزارة الدفاع تقدم معلومات مختلفة حيث أفادت أنه لم يتم إطلاق أية مواد سامة في الغلاف الجوي كما أن مستوى الإشعاع طبيعي!

قامت كل من روسيا والولايات المتحدة بتطوير أسلحة جديدة مع انهيار معاهدات نزع السلاح في حقبة الحرب الباردة. في 2 أغسطس انسحبت الولايات المتحدة رسميًا من معاهدة حجر الزاوية keystone treaty، وهي معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى، بعد اتهامها لروسيا بالاستخفاف بالشروط.

في إعلان عن تطور الأسلحة الجديدة لروسيا، أظهر السيد بوتين رسوم متحركة كاريكاتورية توضح صاروخًا يطير بلطف حول محيطات العالم ويضرب الولايات المتحدة بعد أن طار بالقرب من أنتاركتيكا Antarctica.

لقد تخلت الولايات المتحدة عن أبحاث معترف بها علنًا حول استخدام الطاقة النووية لتشغيل الطيران في الستينيات.

المصدر:

The New York Times

 

لا تنس تقييم المقال 🙂

اضغط هنا لتقييم التقرير
[Average: 0]
Naaima BEN KADOUR

View Comments

Share
Published by
Naaima BEN KADOUR

Recent Posts

لغز “أطلانطس اليابان”: هل “هرم يوناجوني” الغارق يعيد كتابة تاريخ الحضارات الإنسانية؟

هرم يوناجوني": الحقيقة الكاملة للغز الياباني الذي يتحدى الأهرامات منذ اكتشافه صدفة عام 1986، تحوّل…

أسبوع واحد ago

جيمس واتسون.. رحيل العبقري الجدلي الذي غيّر وجه البيولوجيا للأبد

وداعاً "أيقونة الحمض النووي": جيمس واتسون ببالغ الحزن والتقدير، أعلن العالم عن رحيل أحد أبرز…

أسبوع واحد ago

“عاشق العلم بروح التصوف”.. رحيل الدكتور أحمد شوقي وإرث “كراسات علمية” الخالد

ببالغ الحزن والأسى، ودعت الأوساط الأكاديمية والعلمية في مصر والعالم العربي قامة من قامات الوراثة…

أسبوع واحد ago

نظرية “إعادة التدوير الحيوي” تكتسح “داروين” وتُعيد تعريف الحياة

الحياة منظومة تتجدد ذاتياً لا آلة عشوائية! في إنجاز تاريخي هزّ أركان علم الأحياء التطوري،…

أسبوعين ago

مملكة أورارتو القديمة: موقعها، تاريخها وأهم آثارها

تعد مملكة أورارتو واحدة من أبرز الحضارات الحديدية في الشرق القديم، إذ نشأت في القرن…

أسبوعين ago

المتحف المصري الكبير رمز لاستمرارية البصمة الجينومية للحضارة المصرية

لطالما مثلت مصر، بموقعها الاستراتيجي عند ملتقى قارات إفريقيا وآسيا وأوروبا، نقطة محورية للتفاعل البشري…

أسبوعين ago