محتويات المقال :
رقم قياسي من الحرائق تشهده غابات الأمازون هذا العام!
رقم قياسي من الحرائق تشهده غابات الأمازون هذا العام، حسبما تشير بيانات وكالة الفضاء الجديدة بالبرازيل. وقال المعهد الوطني لأبحاث الفضاء “Inpe” أن بيانات الأقمار الصناعية الخاصة به أظهرت زيادة بنسبة 84 ٪ عن نفس الفترة من عام 2018. ويأتي ذلك بعد أسابيع من إقالة الرئيس جير بولسونارو رئيس البرازيل وسط خلافات حول بيانات إزالة الغابات في عهده.
تتزامن هذة التقارير مع ما حدث في مدينة ساو باولو التي أصبحت مظلمة في نهارها بسبب دخان حرائق الغابات، مع كون الحرائق كبيرة لدرجة أنه يمكن رؤيتها من الفضاء حسب ما نشرته وكالة الفضاء الأمريكية ناسا.
غابات الأمازون
أكبر الغابات المطيرة في العالم، والتي تعد مخزن الكربون الحيوي الذي يبطئ وتيرة الاحتباس الحراري. كما أنها موطن لحوالي ثلاثة ملايين نوع من النباتات والحيوانات، ومليون شخص من السكان الأصليين، وتمتد بطول 9 دول بأمريكا الجنوبية.
لكن ما مدى أهمية الغابات المطيرة في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري؟
تأخذ مليارات الأوراق في غابات الأمازون المطيرة غاز ثاني أكسيد الكربون- وهو الغاز الأساسي الذي يساهم في ظاهرة الاحتباس الحراري.
دور الرئيس بولسونارو في ظل هذة الأحداث.
جير بولسونارو، تولى رئاسة البرازيل في 1 يناير 2019، وهو سياسي برازيلي وقائد عسكري سابق والرئيس الثامن والثلاثون للبرازيل. ويعتبر شخصية مثيرة للجدل في البرازيل، ومعروف بآرائه السياسية اليمينية المتطرفة.
ألقى العاملون بالحفاظ على البيئة باللوم على السيد بولسونارو في محنة الأمازون، قائلين إنه شجع الحطابين والمزارعين على تطهير الأرض ، ويقول العلماء إن الغابات المطيرة عانت من خسائر بوتيرة متسارعة منذ توليه منصبه في يناير.
يقول أحد الباحثين بوكالة الفضاء بالبرازيل:
“غالبًا ما تحدث حرائق الغابات في موسم الجفاف في البرازيل ، ولكنها بدأت أيضًا عن عمد في الجهود المبذولة لإزالة الغابات بطريقة غير قانونية من أجل تربية الماشية.”
وقالت “Inpe” أنها اكتشفت أكثر من 74000 حريق بين يناير وأغسطس – وهو أعلى رقم منذ بدء التسجيل في عام 2013. وقالت إنها لاحظت أكثر من 9500 حرائق غابات منذ يوم الخميس فقط، معظمها في منطقة الأمازون. كان أسوأ عام أخير هو عام 2016، بحدوث أكثر من 68000 حريق في تلك الفترة.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية أن “Roraima”، وهي أكبر ولاية شمالية في البرازيل، مغطاة بدخان مظلم، وفي نفس الوقت أعلنت أمازوناس المجاورة حالة الطوارئ بسبب الحرائق. يخلق موسم الجفاف الظروف المواتية لاستخدام وانتشار الحريق ، ولكن بدء الحريق هو عمل البشر، إما عن قصد أو عن طريق الصدفة.
وقال ريكاردو ميلو، رئيس برنامج الأمازون العالمي للصندوق العالمي للطبيعة “WWF”:
“إن الحرائق كانت نتيجة لزيادة إزالة الغابات التي شوهدت في الأرقام الأخيرة”.
تأتي التقارير عن ارتفاع حرائق الغابات وسط انتقادات للسياسات البيئية للسيد بولسونارو. يقول العلماء إن منطقة الأمازون عانت من خسائر بوتيرة متسارعة منذ تولي الرئيس منصبه في يناير، مع سياسات تفضل تنمية المنطقة على المحافظة عليها.
أظهر بولسونارو ترددًا في الرد على الاتهامات الموجهة إليه، حيث اختلفت أسبابه بين قوله: “إنه كان موسم “queimada”، وهو عندما يستخدم المزارعون النار لإخلاء الأرض” ومرة أخرى قال فيها أن المنظمات غير الحكومية قد أشعلت النيران، انتقامًا لحكومته التي خفضت تمويلها لهم، لكنه لم يقدم أي دليل ولم يذكر أسماء لدعم قوله، قائلاً إنه “لا توجد سجلات مكتوبة حول الشكوك”.
خلال العقد الماضي، تمكنت الحكومات السابقة من الحد من إزالة الغابات من خلال الإجراءات التي اتخذتها الوكالات الفيدرالية وتطبيق نظام الغرامات.لكن بولسونارو ووزرائه انتقدوا العقوبات وأشرفوا على انخفاض مصادرة الأخشاب والإدانات بجرائم بيئية.
وفي الشهر الماضي، اتهم بولسونارو بالكذب بشأن حجم إزالة الغابات في الأمازون. جاء ذلك بعد أن نشرت Inpe البيانات التي أظهرت زيادة بنسبة 88 ٪ في حوادث إزالة الغابات هناك في يونيو مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي. فيما بعد أعلن بولسونارو أنه تمت إقالته وسط الخلاف.
ما أسوأ السيناريوهات المتوقعة في حال اختفاء غابات الأمازون أو مثيلاتها؟
أظهرت الأبحاث المتعلقة بهذا الحدث منذ عام 2014 الآثار المدمرة التي قد تترتب على التدمير الكامل للغابات المدارية على درجات الحرارة العالمية وأنماط الطقس والزراعة. تفعل الغابات الاستوائية المطيرة أكثر من مجرد امتصاص ثاني أكسيد الكربون وتجديد الأكسجين في الغلاف الجوي، إنها تؤثر على الطقس في بقية العالم كذلك.
وإذا اختفت غابات الأمازون المطيرة، فقد يبدأ الغرب الأوسط الأمريكي في الجفاف خلال موسم النمو، ومن الواضح أن هذة هي أكثر التحليلات شمولاً حتى الآن. تقول ديبورا لورانس، عالمة بيئية بجامعة فرجينيا:
“نحن نتحدث عن ظروف مختلفة تمام الاختلاف عن أي شيء مرت به البشرية”.
لذا فمن الواضح أننا أمام تهديد مباشر لوجودنا المادي على سطح الأرض، بوجود تناقص للمياه سنويًا بشكل حاد، وتفاقم مشكلة الاحتباس الحراري. وبيتوقع الباحثون فقدان 70% من غابات الأمازون بحلول نهاية القرن اذا استمرت الوتيرة بهذا الشكل، والذي من شأنه أن يغير شكل الحياة على سطح الأرض.
المصادر:
– cnn.com
– bbc.com
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :