...
Ad

توصل الباحثون إلى اكتشاف رائد، حيث ربطوا نوعًا معينًا من الدهون في الجسم بالبروتينات غير الطبيعية في الدماغ التي تعد من السمات المميزة لمرض ألزهايمر. مما يمكننا من التتنبؤ بألزهايمر قبل ظهوره ب 20 عامًا وقبل ظهور الأعراض المبكرة للخرف. وتسلط الدراسة، التي قدمت في الاجتماع السنوي للجمعية الإشعاعية لأمريكا الشمالية (RSNA)، الضوء على الدور الحاسم للدهون الحشوية (visceral fat) في تطور ألزهايمر.

وقام فريق من الباحثين بدراسة العلاقة بين العوامل المرتبطة بنمط الحياة القابلة للتعديل، مثل السمنة، وتوزيع الدهون في الجسم، والتمثيل الغذائي. الجوانب، وعلم أمراض مرض الزهايمر. وشملت الدراسة 80 شخصًا طبيعيًا من الناحية المعرفية في منتصف العمر.

لويحات الأميلويد وتشابكات تاو

لقد كان ألزهايمر، وهو اضطراب تنكس عصبي معقد ومدمر، موضوعًا للبحث المكثف والانبهار منذ فترة طويلة. لعقود من الزمن، ظل العلماء يعملون على كشف الخيوط المتشابكة لعلم الأمراض، سعياً إلى فهم الآليات الأساسية التي تؤدي إلى هذا المرض المنهك. أحد أهم الإنجازات في هذا المسعى كان اكتشاف البروتينات غير الطبيعية في الدماغ، المعروفة باسم لويحات الأميلويد وتشابكات تاو، وهي السمات المميزة لمرض ألزهايمر.

تُعَد لويحات الأميلويد وتشابكات تاو من الشذوذات المميزة التي توجد في أدمغة الأفراد المصابين بمرض ألزهايمر. لويحات الأميلويد عبارة عن كتل من بروتين يسمى بيتا أميلويد تتراكم بين الخلايا العصبية، مما يؤدي إلى تعطيل الاتصال وربما يؤدي إلى موت الخلايا.

ومن ناحية أخرى، فإن تشابكات تاو عبارة عن ألياف ملتوية من بروتين آخر يسمى تاو تتراكم داخل الخلايا العصبية، مما يتداخل مع وظيفتها الطبيعية ويساهم في تلف الخلايا العصبية. وفي حين لا تزال العلاقة السببية الدقيقة بين هذا الشذوذ ومرض ألزهايمر قيد التحقيق، إلا أنها تعتبر علامات رئيسية للمرض وأهدافًا محتملة للتدخلات العلاجية.

التتنبؤ بألزهايمر قبل ظهوره ب 20 عامًا

الدهون الحشوية

الدهون الحشوية هي نوع من الدهون التي تتراكم عميقًا داخل تجويف البطن، وتحيط بالأعضاء الحيوية مثل الكبد والبنكرياس والأمعاء. وعلى عكس الدهون تحت الجلد (subcutaneous fat)، التي تقع أسفل الجلد مباشرة، فإن الدهون الحشوية أكثر نشاطًا أيضيًا وترتبط ارتباطًا وثيقًا بمخاطر صحية مختلفة، بما في ذلك أمراض القلب والسكري من النوع الثاني والسكتة الدماغية وبعض أنواع السرطان.

ويمكن أن تؤدي الدهون الحشوية الزائدة إلى التهاب مزمن ومقاومة الأنسولين وارتفاع ضغط الدم، مما يزيد من احتمالية الإصابة بهذه الحالات. يمكن أن يساعد الحفاظ على وزن صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام واتباع نظام غذائي متوازن في تقليل الدهون الحشوية وتحسين الصحة العامة.

التتنبؤ بألزهايمر قبل ظهوره ب 20 عامًا

لقد تمكن العلماء من التتنبؤ بألزهايمر قبل ظهوره ب 20 عامًا من خلال فحص علم الأمراض الخاص بالمرض لدى الأفراد في وقت مبكر من الأربعينيات والخمسينيات من العمر. ومن خلال التركيز على هذه المراحل المبكرة، عندما تكون العمليات المرضية للمرض في بدايتها للتو، لدينا فرصة أكبر لتطبيق تعديلات نمط الحياة، مثل فقدان الوزن وتقليل الدهون الحشوية، لمنع أو تأخير ظهور المرض.

ووجدت الدراسة أن المستويات الأعلى من الدهون الحشوية كانت مرتبطة بقوة بزيادة تراكم لويحات الأميلويد وتشابكات تاو. وكان هذا الارتباط أكثر أهمية من ارتباطه بأنواع أخرى من الدهون، مثل الدهون تحت الجلد ودهون الفخذ. في الواقع، تمثل الدهون الحشوية 77% من تأثير ارتفاع مؤشر كتلة الجسم (BMI) على تراكم الأميلويد. وهذا يعني أن استهداف الدهون الحشوية يمكن أن يكون استراتيجية رئيسية في الحد من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر.

بالإضافة إلى ذلك، كشفت الدراسة أن مقاومة الأنسولين وانخفاض مستويات البروتين الدهني مرتفع الكثافة (HDL) كانت مرتبطة أيضًا بمستويات أعلى من الأميلويد في الدماغ. ومن المثير للاهتمام، أن مستويات البروتين الدهني مرتفع الكثافة الأعلى وجدت أنها تخفف جزئيًا من الآثار السلبية للدهون الحشوية على عمليات الأميلويد. يشير هذا إلى أن إدارة مخاطر مرض ألزهايمر ستحتاج إلى استهداف المشكلات الأيضية والدهنية ذات الصلة التي تنشأ غالبًا مع ارتفاع نسبة الدهون في الجسم.

التتنبؤ بألزهايمر قبل ظهوره ب 20 عامًا وتعديل نمط الحياة

واحدة من أهم الخطوات هي الحفاظ على وزن صحي من خلال الجمع بين ممارسة التمارين الرياضية بانتظام واتباع نظام غذائي متوازن. إن تقليل الدهون الحشوية من خلال فقدان الوزن يمكن أن يكون له تأثير عميق على صحة الدماغ. في الواقع، أظهرت الدراسات أنه حتى انخفاض وزن الجسم بنسبة 5-10٪ يمكن أن يؤدي إلى تحسينات كبيرة في مقاومة الأنسولين وتدفق الدم إلى الدماغ.

بالإضافة إلى إدارة الوزن، فإن دمج النشاط البدني في روتيننا اليومي يمكن أن يلعب أيضًا دورًا حاسمًا في الوقاية من مرض الزهايمر. ثبت أن التمارين الرياضية تعمل على تحسين الوظيفة الإدراكية، وتعزيز الحالة المزاجية، وحتى تقليل الالتهاب في الدماغ.

علاوة على ذلك، فإن اتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة وأحماض أوميجا 3 الدهنية يمكن أن يساعد في دعم صحة الدماغ. والأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من مضادات الأكسدة، مثل التوت والخضر الورقية، يمكن أن تساعد في تقليل الإجهاد التأكسدي والالتهابات في الدماغ.

ومن خلال التحكم في خيارات نمط حياتنا، يمكننا تقليل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر بشكل كبير. لم يفت الأوان للبدء في إجراء التغييرات، فكل خطوة صغيرة لها أهميتها. ومن خلال العمل معًا لرفع مستوى الوعي وتعزيز الحياة الصحية، يمكننا خلق مستقبل أكثر إشراقًا لأنفسنا ولأحبائنا. لذا، دعونا نتخذ الخطوة الأولى نحو الوقاية اليوم!

المصادر

Hidden fat predicts Alzheimer’s 20 years ahead of symptoms | science daily

Hidden Fat Predicts Alzheimer’s 20 Years Ahead of Symptoms | rsna

اضغط هنا لتقييم التقرير
[Average: 0]

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


طب صحة

User Avatar


عدد مقالات الكاتب : 546
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Seraphinite AcceleratorOptimized by Seraphinite Accelerator
Turns on site high speed to be attractive for people and search engines.