حدائق أثرية..حديقة سانت أوغستين في كولومبيا
تمتلك كولومبيا أكبر مجموعة من الآثار الدينية والمنحوتات الميغاليتة في أمريكا الجنوبية، ومن أشهرها حديقة سانت أوغستين الأثرية (San Agustín Parque Arqueologico)، التي تُعد وجهة هامة للزائرين والسياح والعلماء من جميع أنحاء العالم.
تقع حديقة San Agustín الأثرية في جبال Massif الكولومبية جنوب غرب جبال الأنديز، في أراضي بلديات San Agustín و Isons في مقاطعة Huila. تم إنشاء الحديقة وإعلانها معلماً وطنياً ومنتزهاً أثرياً عام 1993م. وتم إدراجها ضمن لائحة التراث العالمي عام 1995م.
وصف حديقة سان أوغستين الأثرية:
تحتوي الحديقة على أكثر من 500 تمثال صخري وهياكل جنائزية من العصر ما قبل الكولومبي (الفترة التي سبقت رحلات كريستوفر كولومبوس عام 1492م)، بالإضافة إلى مدافن كبيرة متصلة ببعضها البعض من خلال مصاطب وممرات وطرق ترابية. هذه المقابر الحجرية هي لقادة وأفراد النخبة من المجتمعات القبلية التي تطورت في المنطقة منذ حوالي 1000 ق.م.
عمارة المقابر ذات هندسة جنائزية متقنة للمرات الحجرية والأعمدة والتوابيت والتماثيل الكبيرة التي تجسد شخصيات بشرية وآلهة وحيوانات أسطورية، بأساليبٍ تتراوح من المجردة إلى الواقعية، يبلغ عددها أكثر من 500 تمثال، تختلف في الارتفاع حيث يبلغ أكثرها ارتفاعاً 4 أمتار وتزن عدة أطنان، وهي محفورة في كتلٍ من حجر التوف البركاني والصخور البركانية. تقوم مقام الحراس الكهنوتيين بحماية الغرف الجنائزية والتوابيت المتراصة ومواقع الدفن. فقد كانت هذه المنطقة أرضٌ مقدسة ومكانٌ للحج وعبادة الأجداد.
عليه تشهد هذه التحف الفنية على إبداع وخيال ثقافة شمال الأنديز التي ازدهرت من القرن الأول إلى القرن الثامن الميلادي.
أقسام حديقة سانت أوغستين الأثرية
تشمل حديقة سانت أوغستين على ثلاثة عقارات منفصلة، يبلغ مجموع مساحتها 116 هكتاراً وهي كالتالي:
- San Agustín متمثلةً بمواقع: Mesita A, Mesita B, Mesita C, La Estación, Alto de Lavapatas و مواقع Fuente de Lavapatas.
- Alto de los Ídolos (مرتفعات تماثيل الآلهة)، تقع على الضفة اليمنى لنهر Megdalena
- Alto de los Piedras (مرتفعات الأحجار)
يعتقد علماء الآثار بأنهم اكتشفوا 10% فقط من التماثيل والآثار، وهناك نظريات بأن أهراماتٍ ضخمة كالمايا وغيرها من الهياكل لا تزال مدفونة في المنطقة.
يعتقد بأن المواقع في San Agustín قد تم هجرها حوالي عام 1350م. وتم إعادة اكتشافها خلال القرن الثامن عشر والتاسع عشر. أدى هذا إلى أعمال شغب ونهب للعديد من المقابر أثناء البحث عن الكنوز الجنائزية التي اتضح أنها قليلة للغاية.
أدت ظروف التعرية والزلازل والتدخل البشري إلى إزاحة الالواح الحجرية ومحتويات العديد من المقابر لكن هذا لم يدمر العمارة الجنائزية الأصلية. فلقد ساهمت إجراءات الصيانة في الحفاظ على سلامتها المادية. لكن لا تزال هناك تحديات في الحفاظ على سلامة المنطقة في ضوء ضغوط التوسع الزراعي ونمو المجتمعات المحلية.
المصادر:
إعداد: رنا قنواتي
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :