Categories: غير مصنف

تطوير طريقة لإعادة الخلايا السرطانية إلى حالتها الطبيعية!

في دراسة رائدة نشرت في دورية “Advance Science”، حقق مجموعة من الباحثين تقدمًا كبيرًا في علاج السرطان. حيث قاموا بتطوير تقنية جديدة يمكنها إعادة الخلايا السرطانية لطبيعتها، دون قتلها. لا يقدم هذا النهج طريقة جديدة لعلاج السرطان فحسب، بل يتجنب أيضًا الآثار الجانبية الناتجة عن العلاجات الأخرى وخطر مقاومة العلاج.

لقد تم اقتراح علاج عودة الخلايا السرطانية إلى حالتها المتمايزة وغير الخبيثة منذ فترة من الزمن كنهج علاجي جديد محتمل. غالبًا ما تكون الخلايا السرطانية “غير متمايزة”، مما يعني أنها تفقد الخصائص المتخصصة للخلايا الطبيعية.

ومن خلال عملية إعادة تحفيز التعبير عن الجينات المرتبطة بالتمايز، والتي عادة ما تكون متحولة أو “متوقفة” في الخلايا السرطانية، قد يكون من الممكن إعادة تنشيطها واستعادة وظيفتها الطبيعية أو حتى تحقيق “التمايز المتبادل”، حيث يتم تمييز الخلايا السرطانية إلى أنواع مختلفة تمامًا من الخلايا (على سبيل المثال، إعادة توجيه خلايا سرطان الثدي لتصبح خلايا كبدية أكثر تخصصًا).

خصائص سرطانية

في العادة، تتبع خلايانا مجموعة صارمة من القواعد، حيث تنمو وتنقسم وتموت بطريقة منظمة. ومع ذلك، عندما تصبح الخلية سرطانية، فإنها تبدأ في تجاهل هذه القواعد، وتنقسم بشكل لا يمكن السيطرة عليه وتغزو الأنسجة المحيطة بها.

إحدى الخصائص الرئيسية للخلايا السرطانية هي قدرتها على تجنب موت الخلايا المبرمج. وهذا يسمح لهم بمواصلة التكاثر حتى عندما يجب أن يموتوا. تتمتع الخلايا السرطانية أيضًا بالقدرة على التحكم في محيطها، مما يخلق بيئة تساعد على نموها وبقائها.

علاوة على ذلك، يمكن للخلايا السرطانية تغيير تركيبها الجيني، وهي عملية تعرف باسم التعديل اللاجيني. وهذا يمكّنهم من تشغيل الجينات التي تعزز نمو الورم وإيقاف الجينات التي تثبطه. ونتيجة لذلك، يمكن أن تصبح الخلايا السرطانية قابلة للتكيف بدرجة كبيرة ومقاومة للعلاج.

التمايز الخلوي

التمايز الخلوي هو العملية التي تتحول من خلالها الخلية الأقل تخصصًا إلى نوع أكثر تخصصًا من الخلايا. ويحدث هذا أثناء نمو الكائنات متعددة الخلايا، حيث تنقسم خلية البويضة المخصبة (الزيجوت) وتتخذ الخلايا الناتجة عنها هويات محددة لتكوين أنسجة وأعضاء متنوعة.

إن الآلية الأساسية التي تحرك تمايز الخلايا هي التعبير الجيني التفاضلي. فرغم أن جميع الخلايا في الكائن الحي (باستثناءات قليلة مثل خلايا الدم الحمراء) تحتوي على نفس الحمض النووي، فإنها لا تعبر عن جميع جيناتها في نفس الوقت. بل إن مجموعات معينة من الجينات يتم تشغيلها أو إيقافها في خلايا مختلفة، مما يؤدي إلى إنتاج مجموعات مميزة من البروتينات. وتحدد هذه البروتينات بنية الخلية ووظيفتها وسلوكها.

إن عملية تمايز الخلايا تخضع لتنظيم صارم من خلال شبكة معقدة من مسارات الإشارات وعوامل النسخ. وتستجيب هذه العوامل لإشارات داخلية وخارجية مختلفة، مثل عوامل النمو والهرمونات والتفاعلات بين الخلايا، لتنشيط أو قمع التعبير عن جينات معينة. ويضمن هذا التحكم المعقد تمايز الخلايا إلى الأنواع الصحيحة في الوقت والمكان المناسبين أثناء النمو.

تحديد المنظمين الرئيسيين لتمايز الخلايا

واحدة من أكبر العقبات التي تحول دون إعادة خلايا السرطان لحالتها الطبيعية هي تحديد الجينات أو البروتينات المحددة التي تتحكم في عملية التمايز. فكر في الأمر مثل العثور على مفتاح مخفي يفتح الباب أمام الحياة الطبيعية للخلايا السرطانية. إن هؤلاء “المنظمين الرئيسيين” هم القطعة المفقودة التي يمكن أن تقلب المقياس من السرطان الخبيث إلى الحميد.

وفي دراستهم الأخيرة، قام الفريق بوضع الخطوط العريضة لتكنولوجيا جديدة يمكنها تحويل خلايا سرطان القولون إلى خلايا طبيعية فعالة.

لقد ركز الباحثون على حقيقة مفادها أنه أثناء عملية تكوين الأورام (عملية تحول الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية)، تعكس الخلايا بشكل أساسي عملية التمايز الطبيعية. وقد قادتهم هذه الملاحظة إلى ابتكار تقنية تبني “توأمًا رقميًا” لشبكة الجينات المشاركة في مسار التمايز الطبيعي للخلية. ومن خلال محاكاة هذه الشبكة، يمكنهم تحديد “المفاتيح الجزيئية الرئيسية” التي تحفز التمايز الطبيعي بشكل منهجي.

وعندما تم تطبيق هذه المفاتيح على خلايا سرطان القولون، عادت الخلايا إلى حالتها الطبيعية. ثم تم تأكيد هذه النتائج من خلال التجارب الجزيئية والخلوية التي أجريت على الحيوانات.

Related Post

مستقبل إعادة الخلايا السرطانية لطبيعتها

يفتح هذا النهج الجديد آفاقًا جديدة في أساليب علاج السرطان. حيث سنكون قادرين على استهداف خلايا سرطانية معينة وإعادتها إلى حالتها الطبيعية، دون الإضرار بالخلايا السليمة في هذه العملية. الاحتمالات لا حصر لها، وإمكانية إحداث ثورة في الطريقة التي نعالج بها السرطان هائلة.

إن الآثار المترتبة على هذا الاكتشاف بعيدة المدى، ويمكن أن تؤدي إلى انخفاض كبير في الوفيات والمعاناة المرتبطة بالسرطان. ويمكن أيضًا أن يمهد الطريق لعلاجات أكثر تخصيصًا واستهدافًا، ومصممة خصيصًا لتلبية احتياجات المرضى الفردية. وقد نكون قادرين على عكس تحويل الخلايا السرطانية، وخلق مستقبل حيث لا يعد هذا المرض المدمر يشكل تهديدًا للبشرية.

المصادر

Researchers Develop Groundbreaking Technology To Revert Cancer Cells Into Normal Cells | iflscience

Control of Cellular Differentiation Trajectories for Cancer Reversion | advanced science

اضغط هنا لتقييم التقرير
[Average: 0]
أخبار علمية

Share
Published by
أخبار علمية

Recent Posts

ماذا وجد تلسكوب جيمس ويب خلال 3 سنوات من إطلاقه؟

لقد أحدث تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST)، الذي تم إطلاقه قبل ثلاث سنوات، ثورة في…

11 ساعة ago

الفواكه والخضروات أصبحت أقل في القيمة الغذائية مما كانت عليه!

لقد دق العلماء ناقوس الخطر، فالقيمة الغذائية للفواكه والخضروات تقل على مدى السنوات السبعين الماضية.…

11 ساعة ago

أول ملاحظة لشبه جسيم يمتلك كتلة عندما يتحرك في اتجاه واحد!

اكتشف العلماء شبه جسيم يتصرف كما لو كان يستطيع امتلاك كتلة عند التحرك في اتجاه…

يومين ago

تعرف على حيوان عجيب يقلص أعضاؤه لتحمل الشتاء القارص

تدخل حيوانات مثل الدببة في حالة سبات أثناء فصل الشتاء للحفاظ على طاقتها، لكن حيوان…

يومين ago

هل امتلكت شمسنا توأمًا نجميًا؟ وماذا حدث له؟

إن شمسنا نجم غريب. ففي حين أن معظم النجوم توجد في أنظمة ثنائية، توجد شمسنا…

3 أيام ago

ما هي التأثيرات المختلفة لنظرية التطور على الأخلاق؟

إن نظرية التطور عن طريق الانتقاء الطبيعي التي وضعها تشارلز داروين، على الرغم من كونها…

3 أيام ago