محتويات المقال :
هو كاتب مسرحي نمساوي وروائي وشاعر وكاتب مقالات وواحد من أشهر كتاب الألمانية في النصف الثاني من القرن العشرين فاز بجائزة نوبل الآداب 2019.
رغم مُعادته الدائمة الأدب الألماني المعاصر ووصفه له بأنه يعاني من «عجز الوصف-Beschreibung Impotence» إلا أنه خاض معركة مع اللغة الألمانية التي أعتبرها تلوثت بوصمة النازية وتحتاج إلى استردادها كلمة تلو الأخرى، لذا فهو يكتب بالألمانية لكنه يتبع مدرسة الرواية الجديدة في الأدب الفرنسي «le Nouveau Roman»
ولد «بيتر هاندكه-Peter Handke» عام 1942 في قرية تدعى غريفين تقع في منطقة كارنتن في جنوب النمسا. وهي مسقط رأس والدته ماريا التي تنتمي إلى الأقلية السلوفينية بالبلاد، أما والده فكان جنديًا ألمانيًا لم يلتق به قبل بلوغه سن الرشد لذا نشأ هو وأشقائه مع والدته وزوجها برونو هاندكه.
انتقلت العائلة لبرلين تحت الحكم السوفيتي لفترة قصيرة لكن نظرًا لتضرر المدينة من آثار الحرب عادت الأسرة واستقرت في غريفين، وبعد الانتهاء من الدراسة في مدرسة قريتهم الصغيرة تم قبوله في مدرسة ثانوية مسيحية في مدينة كلاغنفورت عام 1961 ثم انتقل لدراسة القانون في جامعة غراتس لكنه ترك الدراسة بعد بضع سنوات عندما نشرت روايته الأولى «الدبابير- Die Hornissen» المنشورة عام 1966، وهي رواية تجريبية مزدوجة حيث نجد إحدى شخصيات الرواية تجمع قطع الشخصيات الأخرى لقارئ غير معروف!
انتحرت والدته عام 1971 -وهو موضوع «روايته الحزن وراء الأحلام، والتفكير في حياتها»- وفقًا كتاب سيرته الذاتية فقد ساهم إدمان زوج أمه برونو والحياة الثقافية المحدودة في القرية الصغيرة التي عاشوا فيها في كراهية للعادات والتقاليد.
ما لفت انتباه الجمهور إلى أنه كاتب مسرحي غير تقليدي هو أول دراما هامة له وهي مسرحية «إهانة الجمهور-Publikum Beach Impfung» عام 1969 والتي تتمثل فكرتها الرئيسية في جعل الممثلين يهينون الجمهور ببساطة لحضورهم! حيث يقوم أربعة ممثلين بتحليل طبيعة المسرح لمدة ساعة ثم يهينون الجمهور بالتناوب ويتمادون في ذلك حتى يثيروا ردود أفعال متنوعة من الجمهور.
العديد من مسرحيات هاندكه تفتقر إلى الحبكة التقليدية والحوار والشخصيات الطبيعية، ولكن القطعة الدرامية الأهم له هي أول مسرحية كاملة كتبها وتسمى «كاسبر- Kaspar» عام 1968 والتي تصور البطل «كاسبر هاوزر» على أنه بريء شبه عاجز عن الكلام دمرته محاولات المجتمع لفرض لغته وقيمه عليه.
روايات هاندك في معظمها مفرطة الترابط لشخصيات في حالة ذهَنية قصوى فنجد روايته الشهيرة «قلق حارس المرمى من ركلة الجزاء» 1970 هي قصة إبداعية عن لاعب كرة قدم سابق يرتكب جريمة قتل بلا سبب ثم ينتظر القبض عليه.
أما رواية «المرأة ذات اليد اليسرى» عام 1976 هي وصف متعاطف للأم الشابة التي تتعامل مع الارتباك الذي تشعر به بعد انفصالها عن زوجها، وبها بعض سمات والدة الكاتب التي مرت بنفس الظروف من قبل.
يقيم هاندكه منذ 1990 في شافيل، جنوب غرب باريس ومنها قام بالعديد من الرحلات الإنتاجية، تمتلئ أعماله برغبة قوية في الاستكشاف من خلال إيجاد تعبيرات أدبية جديدة، تتميز عمله بروح المغامرة القوية لكنها أيضًا مليئة بالحنين.
كما كتب هاندكه قصصا قصيرة ومقالات دراما إذاعية وأعمال السيرة الذاتية. والسمة السائدة في كتاباته هو أن اللغة العادية والواقع اليومي والنظام العقلاني المصاحب لها يكون لهم تأثير مقيد ومميت على البشر وتكمن السعادة في اللاعقلانية والارتباك وحتى الجنون.
شارك هاندك في صناعة العديد من الأفلام، فقد شارك في كتابة سيناريوهات أفلام المخرج Wim Wenders، كما صاغ نصوصًا للأفلام وبرامج التلفزيون المأخوذة عن أعماله، بالإضافة إلى ذلك أخرج ثلاثة أفلام روائية، كما تم إصدار الفيلم الوثائقي Peter Handke عن حياته عام 2016.
لكن سمعته السياسية طغت على إنتاجه الأدبي والفني بعد عام 2006. أثار دعمه للديكتاتور «سلوبودان ميلوشيفيتش- Slobodan Milošević» الرئيس السابق ليوغوسلافيا والذي توفي في ذلك العام أثناء محاكمته بتهمة الإبادة الجماعية وجرائم الحرب!
ثم أثار تحدثهُ في جنازة ميلوشيفيتش جدلًا واسعا ورد فعل معادي أدى إلى سحب جائزة هاينريش هاينه منه هذا العام رغم أنه أعلن رفضها قبل أن يتم سحبها منه.
فهل تظن أنه يستحق نوبل رغم مواقفه السياسية والعدائية تجاه المجتمع وقيمه وتقاليده أم أنها جائزة غير مستحقة؟
المصادر:
في عالم الكم، لم تعد قواعد الفيزياء الكلاسيكية قابلة للتطبيق. واحدة من أكثر الحالات الرائعة…
أظهرت دراسة جديدة أن المرضى يجدون الذكاء الاصطناعي أكثر تعاطفاً وتفهماً من الأطباء النفسيين وخبراء…
باتت التجارب الرقمية أكثر عمقًا وانغماسًا مع دمج الحواس البشرية في البيئات الافتراضية. ويأتي نظام…
في اكتشاف رائد، كشف باحثون من جامعة أتينيو دي مانيلا عن أدلة على وجود شكل…
درس العلماء الأسماك الغضروفية الحديثة، مثل أسماك القرش وأسماك الزلاجات. وقارنوها بنظيراتها عديمة الفك، مثل…
تحول دماغ شاب إلى زجاج منذ ما يقرب من 2000 عام، وهي ظاهرة يعتقد العلماء…
View Comments