ركز العلماء على الخرسانة الرومانية القديمة كمصدر غير متوقع للإلهام في سعيهم لإنشاء منازل صالحة للسكن على كوكب المريخ. حيث تشير دراسة جديدة إلى أنه من خلال استخدام تقنية رومانية قديمة، يمكن لمستوطني المريخ المستقبليين بناء منازل مريخية بالدم البشري وموارد الكوكب الخاصة. قد تبدو الفكرة غير تقليدية، لكنها مدعومة بالعلم.
محتويات المقال :
لطالما اعتبر المريخ الوجهة الواعدة للاستيطان البشري خارج الأرض. ولكن، كما أدركنا، فإن المريخ ليس موطنًا مثاليًا على الإطلاق. البيئة القاسية، ونقص الهواء الصالح للتنفس، وندرة الموارد تجعلها تحديًا كبيرًا للسكن البشري.
أولاً، الغلاف الجوي على المريخ رقيق للغاية، مما يعني أنه لا يوجد هواء للتنفس ولا حماية من الإشعاع الضار. ويمكن أن تنخفض درجة حرارة سطح الكوكب إلى -125 درجة مئوية ليلاً. بالإضافة إلى ذلك، يفتقر المريخ إلى الماء السائل، وهو مورد حيوي لبقاء الإنسان على قيد الحياة.
علاوة على ذلك، تبلغ جاذبية المريخ حوالي ثلث جاذبية الأرض فقط، مما قد يؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحية للبشر، بما في ذلك فقدان كتلة العضلات والعظام، وضعف البصر، ومشاكل القلب والأوعية الدموية. كما أن عدم وجود مجال مغناطيسي قوي يجعل المريخ عرضة للتوهجات الشمسية والانبعاث الكتلي الإكليلي، مما قد يكون له آثار مدمرة على كل من البشر والمعدات الإلكترونية.
وعلى الرغم من هذه التحديات، يعمل العلماء والمهندسون بلا كلل لإيجاد طرق للتغلب عليها وجعل الاستيطان البشري على المريخ حقيقة واقعة.
قد تبدو فكرة استخدام الدم كمكون رئيسي في الخرسانة غريبة، ولكنها ليست مفهوما جديدا. حيث كان الرومان القدماء روادًا في هذا المجال. لقد استخدموا إضافات عضوية، بما في ذلك دم الحيوانات، لتحسين متانة الملاط (المونة) وقابلية تشكيله. وتتم الآن إعادة النظر في هذه التقنية القديمة كحل محتمل لبناء المنازل على المريخ.
وحدد الفريق عدداً من الخيارات لصنع الخرسانة على المريخ. فقد يجد البشر الذين يهبطون على الكوكب الأحمر مصدراً لكربونات الكالسيوم، التي أشار الفريق إلى اكتشافها في موقع هبوط مركبة فينيكس. وسوف يحتاجون إلى إزالة ثاني أكسيد الكربون الموجود بداخلها عن طريق تسخينها لصنع الجير. ومع ذلك، فإن هذا، والخرسانة المصنوعة من الكبريت، والتي اقترحها الفريق أيضاً، سوف تحتاج إلى إضافة الماء لصنع الخرسانة.
كما نظر الفريق في فكرة “الأستروكريت” (AstroCrete)، الذي يستخدم سوائل من البشر وتربة المريخ لصنع خرسانة قوية ذات قوة ضغط مذهلة. والفكرة بسيطة كما تبدو، والميزة هي أن معظم المكونات التي نحتاجها إما موجودة على المريخ أو داخل رواد الفضاء.
بعد وصول أول سكان المريخ ووضعهم في الهياكل الأولية، والتي يمكن أن تشمل الهياكل القابلة للنفخ، يمكن استخدام مزيج الدموع والدم والعرق من السكان، إلى جانب تربة المريخ، لإنتاج الخرسانة المعروفة باسم “AstroCrete”. إن عملية الإنتاج بسيطة حيث ترتبط التربة المريخية مع بعضها البعض من خلال ملامسة ألبومين المصل البشري (serum albumin)، وهو بروتين موجود في بلازما الدم.
ويشير الفريق إلى أنه في غضون 72 أسبوعًا فقط، يمكن لرائد فضاء أن ينتج ما يكفي من ألبومين المصل البشري لإنشاء موطن لعضو طاقم جديد بالكامل.
بالإضافة إلى ذلك، من الممكن جعل المادة أقل هشاشة وزيادة مقاومة الشد بإضافة مركب موجود في اليوريا، والذي يمكن استخراجه من دموع رواد الفضاء أو عرقهم أو بولهم. تتمثل فائدة هذه الطريقة في أنها لا تتطلب أي ماء، بخلاف الماء الذي مر بالفعل عبر جسم الإنسان. كما توصل الفريق إلى أن الخرسانة المصنوعة من الكبريت كانت أيضًا خيارًا قابلاً للتطبيق.
إن مفهوم استخدام سوائل الجسم في البناء خارج الأرض ليس جديدًا تمامًا. على سبيل المثال، تم اقتراح مفهوم “بيت البول” للمستوطنات القمرية سابقًا، باستخدام اليوريا من البول كمُلين. تشير هذه الأفكار إلى أنه قبل استعمار الفضاء على نطاق واسع، قد تعتمد المستوطنات الأولية على مواد بناء غير تقليدية مشتقة من النفايات البشرية والمنتجات الثانوية مثل الدم والعرق والدموع والبول.
إن هذه الأفكار لها آثار بعيدة المدى على استكشاف الفضاء والمستوطنات البشرية المحتملة على المريخ. حيث لن نحتاج إلى الاعتماد على نقل مواد البناء الثقيلة من الأرض أو البحث عن الموارد النادرة على سطح المريخ. وبدلا من ذلك، يمكننا استخدام ما هو متاح بسهولة لإنشاء مستوطنات يمكن أن تدعم الحياة لفترات طويلة.
الاحتمالات لا حصر لها. ويمكن لمستعمري المريخ بناء مدن بأكملها وتسخير سوائل أجسادهم لبناء المنازل والمختبرات والبنية التحتية. ويمكن لهذا النهج الثوري أيضًا أن يمهد الطريق لبناء مستدام وصديق للبيئة على الأرض، مما يقلل من اعتمادنا على مواد البناء التقليدية ويقلل التأثير البيئي.
The Roman Solution: We Could Make Homes On Mars By Harvesting Human Blood | iflscience
عندما يتعلق الأمر بحماية بشرتنا من التأثيرات القاسية لأشعة الشمس، فإن استخدام واقي الشمس أمر…
اكتشف فريق من علماء الآثار 13 مومياء قديمة. وتتميز هذه المومياوات بألسنة وأظافر ذهبية،وتم العثور…
من المعروف أن الجاذبية الصغرى تغير العضلات والعظام وجهاز المناعة والإدراك، ولكن لا يُعرف سوى…
الويب 3.0، الذي يشار إليه غالبًا باسم "الويب اللامركزي"، هو الإصدار التالي للإنترنت. وهو يقوم…
لطالما فتنت المستعرات العظمى علماء الفلك بانفجاراتها القوية التي تضيء الكون. ولكن ما الذي يسبب…
قام فريق من الباحثين بتطوير نموذج ذكاء اصطناعي للنباتات يسمى "PlantRNA-FM"، يمكنه فك شفرة "اللغة"…