محتويات المقال :
المشروطية هي حركة المطالبة بالدستور، والتي ظهرت في تركيا وإيران. وسميت بهذا الاسم لأنها تفرض شروط على الملك ليلتزم بها أثناء الحكم، وهي مستمدة من فكرة العقد الاجتماعي التي ظهرت في عصر الثورة الفرنسية. ظهرت حركة المشروطية اولاً في تركيا بحكم موقعها الجغرافي القريب من أوروبا حيث دخلت الاختراعات والأفكار الأوروبية إلى تركيا في وقت مبكر وسببت صراع شديد بين المنفتحين على التطور والمحافظين. ومن ثم في إيران تحت اسم المشروطية الإيرانية. في منتصف القرن التاسع عشر، دخلت الاختراعات والأفكار الأوروبية إلى إيران، وخصوصاً في عصر الشاه ناصر الدين الذي كان مولعاً بالاختراعات الأوروبية حيث سافر بنفسه إلى أوروبا ثلاث مرات، ولكن كان متخوفاً بشكل دائم من دخول الأفكار التحررية الأوروبية الى إيران وأن يطالب الشعب بالدستور والقانون!
مما ساعد على تقوية حركة المشروطية الإيرانية هو قتل الشاه ناصر الدين، حيث تبوأ مكانه ابنه مظفر الدين الذي كان على عكس أبيه متهافت الشخصية، وكان مثل والده محباً للسفر إلى أوروبا. إلا أن الخزينة في عصره كانت فارغة فلجأ الى الإقتراض من روسيا، كان من شروط هذا الاقتراض منح الروس امتيازات وإحتكارات خاصة، مما زاد من نفوذ الروس في إيران، ولكن هذا سبب غضباً شديداً عند تجار البازار، حيث أضر ذلك أضر بأعمالهم، وكان لتجار البازار تأثير شديد على رجال الدين، فإذا وقعت لهم مشكله وقف رجال الدين معهم واصدروا لهم الفتاوى المناسبة.
ومما زاد الطين بلة أن مظفر الدين عهد بأدارة الأمور إلى صهره الأمير عين الدولة، الذين كان مكروهاً من الشعب الإيراني، بالإضافة إلى كل هذا فكان يوجد صراع شديد على النفوذ في إيران بين الروس والإنكليز حيث ساند الإنكليز الحركة المشروطية لإضعاف النفوذ الروسي في إيران.
انطلقت حركة المشروطية من حادث حصل في البازار، وهو أن بعض التجار كانوا قد خالفوا بعض أوامر الحكومة، فتمت معاقبتهم، وبعد ذلك انطلقت احتجاجات ضخمة، وكان من عادات الإيرانيين الإلتجاء لمرقد أو جامع والاعتصام فيه وكان يسمى “البست”، فذهبوا لبلدة شاه عبد العظيم واعتصموا في المرقد.
أخذ عدد المعتصمين يزداد يوم بعد يوم مما أجبر الشاه على إرسال مبعوثين الارتضاء المعتصمين ونجح في ذلك مقابل استجابة مطالب المعتصمين وأرسل عربات خاصة لإجلاء المعتصمين.
يبدو أن الشاه فشل في تنفيذ مطالب المعتصمين ومما زاد الأمر سوءاً إصابته بالشلل، فانتهز الفرصه صهره عين الدولة وأمر باعتقال أحد علماء الدين الذين شاركوا باعتصام بلدة شاه عبد العظيم، فحاول الناس تخليصه من الاعتقال مما أشعل مواجهة بينهم وبين الجنود، وأدى ذلك إلى موت أحد المشاركين فسبب ذلك حالة غضب شديدة بين الناس، وبدأت احتجاجات كبيرة لكن هذه المرة لجأ الكثير من المعتصمين إلى السفارة البريطانية وكانت مطالبهم هو إنشاء دار للعدالة او كما يسمونها “عدالة خان”، واستمر الاعتصام في السفارة البريطانية وتقرب موظفوا السفارة من المعتصمين ووفروا لهم ما يحتاجون ودعوهم لزيادة مطالبهم لتشمل الحرية والمساواة والشورى.
نجحت هذه الاحتجاجات واضطر الشاه للرضوخ لإرادة الشعب فعزل عين الدولة وأمر بإجراء انتخابات لتأسيس مجلس شورى يقوم بصياغة الدستور والذي سمي “المجلس الشوري الملي”، اُفتتح المجلس الشوري الملي في طهران في ٧ تشرين الأول من عام ١٩٠٦.
عندما يتعلق الأمر بحماية بشرتنا من التأثيرات القاسية لأشعة الشمس، فإن استخدام واقي الشمس أمر…
اكتشف فريق من علماء الآثار 13 مومياء قديمة. وتتميز هذه المومياوات بألسنة وأظافر ذهبية،وتم العثور…
ركز العلماء على الخرسانة الرومانية القديمة كمصدر غير متوقع للإلهام في سعيهم لإنشاء منازل صالحة…
من المعروف أن الجاذبية الصغرى تغير العضلات والعظام وجهاز المناعة والإدراك، ولكن لا يُعرف سوى…
الويب 3.0، الذي يشار إليه غالبًا باسم "الويب اللامركزي"، هو الإصدار التالي للإنترنت. وهو يقوم…
لطالما فتنت المستعرات العظمى علماء الفلك بانفجاراتها القوية التي تضيء الكون. ولكن ما الذي يسبب…