فنون

المدرسة الرومانسية

هذه المقالة هي الجزء 5 من 8 في سلسلة مقدمة في تاريخ فن العصور الوسطى

المدرسة الرومانسية

ظهرت المدرسة الرومانسية في أواخر القرن الثامن عشر كرد فعل على المدرسة التي سبقتها – الكلاسيكية الحديثة -، فقد احتضنت الرومانسية الفردية والذاتية لمواجهة الإصرار المفرط على الفكر المنطقي الذي كان يكسو الفن الكلاسيكي الحديث.

فقد بدأ فنانو الرومانسية في استكشاف حالات عاطفية ونفسية مختلفة بالإضافة إلى الحالة المزاجية. فبدأوا باستخدام الأحداث والمصائب التي تحدث لتسليط الضوء على الظلم بتراكيب درامية تنافس لوحات التاريخ الكلاسيكي الحديث الأكثر رصانة والذي كان مقبولًا بشكل كبير من الأكاديميات الوطنية.

لكن أصرت الرومانسية على احتضان ذلك الأسلوب والنضال من أجل الحرية والمساواة وتعزيز العدالة.

الحرية تقود الشعب، يوجين ديلاكروا

تضمنت مبادئ الرومانسية العودة إلى الطبيعة، والذي يتجلى في التركيز على الرسم العفوي في الهواء الطلق. كما آمنت بخير الإنسانية، تعزيز العدالة للجميع، بالإضافة إلى الإيمان القوي بالحواس والعواطف بدلاً من العقل.

مال المصورون والنحاتون الرومانسيون إلى التعبير عن الاستجابات الشخصية العاطفية للحياة، على النقيض من القيم العالمية التي دعى إليها الفن الكلاسيكي الجديد.

Caspar David Friedrich, Wanderer Above the Sea of Fog

وصف الشاعرالفرنسي “شارل بودلير” المدرسة الرومانسية قائلًا:

“Romanticism is precisely situated neither in choice of subject nor in exact truth, but in a way of feeling.”

“لا تقوم الرومانسية على دقة اختيار الموضوع ولا الحقيقة ذاتها، ولكن تقوم على طريقة الشعور”.

وقد ارتكزت أعمال الرومانسيين على المراقبة الدقيقة للمناظر الطبيعية خصوصًا السماء والجو. أدت تلك المراقبة إلى ارتقاء المناظر الطبيعية إلى مستوى جديد. وفي حين سعي بعض الفنانين على إظهار البشر كجزء من الطبيعة، صور آخرون قوة الطبيعة نفسها وعدم القدرة على التنبؤ بما فيها. أثار ذلك مشاعر السمو والرعب الممزوجين بالرهبة في المشاهد.

Related Post
J. M. W. Turner, The Burning of the Houses of Lords and Commons (1835), Philadelphia Museum of Art

أكدت المدرسة الرومانسية على مشاهد الفولكلور والتقاليد والمناظر المحلية كالشوارع والأسواق، مما أدى إلى تعزيز الهوية الوطنية والفخر. وقد جمع الفنانون الرومانسيون بين المثالية والمشاعر الخاصة أو الفردية. دعت لوحاتهم إلى التجديد الروحي الذي من شأنه أن يبشر بالحريات التي لم يروها بعد. ومن خلال تأكيدهم على الخيال والعاطفة، ظهرت المدرسة الرومانسية كرد فعل على قيم التنوير للعقل والنظام وذلك في أعقاب الثورة الفرنسية عام 1789.

Louis Janmot, from his series “The Poem of the Soul”, before 1854

أهم فناني المدرسة الرومانسية

من بين أعظم فنانيين المدرسة الرومانسية:

  • هنري فوسيلي
  • فرانسيسكو غويا
  • كاسبر ديفيد فريدريش
  • جوزيف مولارد ويليام ترنر
  • جون كونستابل
  • ثيودور جيركولت
  • يوجين ديلاكروا

تأثير الرومانسية

حفّز الأسلوب الرومانسي للرسم على ظهور العديد من المدارس، مثل: مدرسة باربيزون للمناظر الطبيعية في الهواء الطلق، ومدرسة نورويتش لرسامي المناظر الطبيعية، ومدرسة نهر هدسون للمناظر الطبيعية.

The Gleaners. Jean-François Millet. 1857 (Barbizon school)

انفوجراف مُبسط للمدرسة الرومانسية.

انفوجراف الفن الرومانسي

المصادر:

the art story
metmuseum
visual-arts-cork

Author: Dina elkhateib

دينا الخطيب، طالبة بكلية الفنون الجميلة، 20 عامًا. مصرية الجنسية. الاهتمامات: القراءة - الرسم - الكتابة - اللغات - التاريخ

اضغط هنا لتقييم التقرير
[Average: 4.5]
Dina elkhateib

دينا الخطيب، طالبة بكلية الفنون الجميلة، 20 عامًا. مصرية الجنسية. الاهتمامات: القراءة - الرسم - الكتابة - اللغات - التاريخ

Share
Published by
Dina elkhateib

Recent Posts

البحث العلمي كقاطرة للجمهورية الجديدة: حصاد منظومة البحث العلمي والابتكار في مصر لعام 2025

مع نهاية عام 2025، يبرز البحث العلمي في مصر كأحد المحاور الرئيسية في استراتيجية التنمية…

يومين ago

وداعًا لأسطورة “الحواس الخمس”: أجسادنا “مفاعلات حسية” تعمل فيها عشرات الحواس الخفية بتناغم مذهل

تخيل أنك تستيقظ في غرفتك المظلمة تماماً. دون أن تفتح عينيك، ودون أن تلمس الجدران،…

4 أيام ago

حصاد العقول والعدسات: “نيتشر” تكشف عن الشخصيات والصور التي صاغت وجه العلم في 2025

من أعماق المحيط إلى حدود الكون: هؤلاء هم أبطال العلم لعام 2025 لم يكن عام…

أسبوع واحد ago

على خطى الاستدامة.. “علوم القاهرة” ترسم خارطة الطريق نحو “الحرم الجامعي الأخضر” وتفك شفرة “البصمة الكربونية”

في ظل تسارع وتيرة التغيرات المناخية التي تعصف بكوكبنا الأزرق، لم يعد دور المؤسسات الأكاديمية…

أسبوع واحد ago

عيد العلم المصري: من “ريشة جحوتي” المقدسة إلى منارات العلم الحديث

في الحادي والعشرين من ديسمبر، لا تحتفل مصر بمجرد مناسبة عابرة، بل تستحضر روح هويتها…

أسبوع واحد ago

بعد صمت دام 1.5 مليون عام: أحفورة “غونا” تكشف الحلقة المفقودة في قصة التطور

أحجية ثلاثية الأبعاد: علماء يعيدون تركيب وجه إنسان ما قبل التاريخ ويكتشفون مفاجأة تقنية مذهلة.…

أسبوعين ago