في الفترة ما بين عامي 1998 و2017 لقي أكثر من166ألف شخص حول العالم حتفهم جراء موجات الحر، وتشير التقديرات إلي أنه في عام2003 تسببت موجات الحر بموت أكثر من 70 ألف شخص في أوروبا. وتعد موجات الحر التي تستمر لعدة أيام من أخطر الكوارث الطبيعية علي الإطلاق، والتي من الممكن أن تحدث تأثيرات سلبية خطيرة علي المجتمع، بما في ذلك ارتفاع الوفيات، ولكنها نادرًا ما تحظى بالاهتمام الكافي نظرًا لأن عدد الوفيات والدمار الذي تحدثه ليس دائمًا واضحًا على الفور.[1]
محتويات المقال :
ماذا تفعل الحرارة الشديدة لأجسامنا؟
مع ارتفاع درجة حرارة الجسم، تتفتح الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم وبالتالي يدفع القلب ليعمل بجهد أكبر لدفع الدم في جميع أنحاء الجسم.
يمكن أن يسبب هذا أعراضًا خفيفة مثل الطفح الجلدي الحراري المثير للحكة أو تورم القدمين، وفي الوقت نفسه، يؤدي التعرق إلى فقدان السوائل والأملاح، والأهم من ذلك، أن التوازن بينهما يتغير.
يمكن أن يؤدي هذا أيضًا إلى الإجهاد الحراري، والذي يشمل العديد من الأعراض والتى منها:
- الدوخة.
- الغثيان.
- الإغماء.
- الارتباك.
- تشنجات العضلات.
- الصداع.
- التعرق الشديد.
- التعب.
- من الممكن أن يؤدي انخفاض ضغط الدم إلي حدوث النوبات القلبية.[2]
هل يمكن أن يؤدي الإجهاد الحراري إلى ضربة شمس؟
في الحالات العادية يبدأ الجسم في التعرق لتبريد نفسه، ولكن عندما ترتفع درجة حرارة الجسم بسبب الإجهاد الحراري( وهي حالة يصاب بها الشخص نتيجة تعرضه لدرجات الحرارة العالية، وتتمثل أعراضها في التعرق الشديد والغثيان والقيء وتسارع النبض)، عندها يبدأ الجسم في فقدان السيطرة على تبريد نفسه بواسطة التعرق، مما يؤدي إلي إصابة الشخص بضربة الشمس، ومن الممكن أن يتعرض لفقدان الوعي.[3]
مثال على ذلك إذا كنت تقود سيارتك ولاحظت أن ضوء درجة الحرارة يضيء، فإن ما يحدث هو أن نظام التبريد في السيارة أصبح مرتبكًا. إذا قمت بإيقاف تشغيل السيارة وتركتها تبرد مدة من الوقت، ففي هذه الحالة يمكنك البدء في القيادة مرة أخرى. ولكن إذا واصلت قيادة السيارة، فإن المشكلة تتجاوز نظام التبريد لتؤثر على المحرك، وفي النهاية ستتوقف السيارة.
في صيف عام 1995، تسببت موجة الحر في شيكاغو، في مقتل ما يقدر بنحو 692 شخصًا وإرسال ما لا يقل عن 3300 شخص إلى الطوارئ. وكشفت دراسة رصدية أجريت في عام 1998 على بعض هؤلاء المرضى، أن 28% ممن تم تشخيصهم في ذلك الوقت بضربة شمس شديدة قد ماتوا في غضون عام.[4]
من هو المعرض للخطر خلال موجة الحر؟
- كبار السن.
- الأفراد المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية.
- مرضي السكر.
- الأطفال.
- المشردين.[5]
هل الحرارة تقتل؟
في عام 2010، تسببت موجة حارة بموت أكثر من 10ألاف شخص في موسكو. وفي عام 2003، أشارت التقديرات إلي أن حوالي 70 ألف شخص فقدوا حياتهم نتيجة ارتفاع درجات الحرارة الشديدة.
ووجدت دراسة نشرت بمجلة”Nature Climate Change”عام 2017 أن حوالي 30٪ من سكان العالم يتعرضون للإجهاد بفعل الحرارة الشديدة بما يكفي لقتل الناس لمدة 20 يومًا أو أكثر كل عام.
كما أفادت دراسة أخري نشرت بنفس المجلة عام 2018، أن ارتفاع متوسط درجة الحرارة الشهرية بمقدار درجة واحدة مئوية، كان مرتبطًا بزيادة معدل الانتحار الشهري، في الولايات المتحدة، وكانت تلك الزيادة حوالي 0.7٪، وفي المكسيك كانت 2٪.
وخلص مؤلفو الدراسة إلى أن هذا سيؤدي على الأرجح إلى زيادة حالات الانتحار لتصل إلي حوالي 14 ألف في الولايات المتحدة، وذلك بحلول عام 2050.
ومن المتوقع أن تشهد المدن في الولايات المتحدة وحول العالم ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة والتي من الممكن أن تصل إلى 100 درجة مئوية، وذلك بحلول عام 2100.[6]
هل توجد علاقة بين ارتفاع درجات الحرارة وتلوث الهواء؟
وجدت إحدى الدراسات التي نشرت عام2008بمجلة “Geophysical Research Letter” والتي جاءت بعنوان “العلاقة السببية بين ثاني أكسيد الكربون و تلوث الهواء” أنه مقابل ارتفاع درجات الحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة، فأنه من المتوقع أن يتسبب تلوث الهواء بغاز الأوزون في وفاة حوالي22 ألف شخص حول العالم بأمراض متعلقة بالجهاز التنفسي.[7]
ووجدت دراسة أجريت عام 2017 أن تلوث الهواء يقتل بالفعل حوالي 9 ملايين شخص كل عام.[8]
المراجع
(1)who
(2),(5)bbc
(6),(8)businessinsider
(7)agupubs
princeton:image credit
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :