محتويات المقال :
شغلت قضية الموت العقل البشري منذ القدم، وجهد البشر في تفسيرها، وكرموا موتاهم بشتى الطرق. ومع تعدد الثقافات تعددت الطقوس الجنائزية؛ فمنهم من اختار الحرق، ومنهم من اختار دفن الموتى. أما البوذيون فقد اتخذوا اتجاهًا مغايرًا وقدموا موتاهم للنسور كطقس جنائزي لتكريم الموتى.
تعد البوذية فلسفة روحانية قديمة العهد. نشأت في الهند وانتشرت في معظم أنحاء شرق آسيا حتى وصلت لمنطقة التيبت.
يرى البوذيون الموت كتوقف لشيء وبداية لشيء آخر فهو من جهة الفناء التام وتوقف الحياة، ومن جهة أخرى بداية لرحلة روحانية جديدة. وبناءً على هذا التصور تبلورت طقوس الدفن السماوي.
البوذية فلسفة في نظر البعض ودين في نظر من يمارسونها، والحقيقة أنها لا تندرج بشكل كلي تحت الفئتين، وقد يعتبرها البعض كطريقة في الحياة.
لا تعرف البوذية الألوهية ولا تتضمن أي عبادة للآلهة. مبدأ الروحانية بالنسبة للبوذية يرتبط ببث اليقظة والصحوة في داخل الفرد وليس بما هو خارجه.
و”البوذا” بالنسبة لأتباعه قديس، أو كائن أعظم روحياً؛ فالقديس في السياق البوذي شخص يقدم مثالاً للحقيقة التي أربكت الكائنات البشرية، وتدعوهم لليقظة أو ” الاستنارة”.
تقوم البوذية على مبدأ التناسخ، أي ولادة الروح لعدة مرات في أجساد مختلفة، وتعرف دورة الحياة المتسلسلة هذه باسم “سامسارا” ولا ينظر للموت على أنه تهديد أو شيء محتوم، فهو بداية لحياة جديدة.
هو أكثر أنواع الدفن شيوعًا في منطقة التيبت لأتباع البوذية. تحتم هذه الديانة على أتباعها أن يتصفوا بالسخاء لذلك يقومون بتقديم أجساد الموتى للطيور الجارحة.
بعد الوفاة تترك الجثة دون أن تلمس لثلاثة أيام. ينشد الرهبان حول الجثة لتطهيرها من ذنوبها قبل يوم الدفن ثم تنظف الجثة وتُلف بقماش أبيض وتوضع بوضعية الجلوس، يبدأ الطقس قبل الفجر، يتصدر الرهبان الجنازة وينشدون الصلوات لإرشاد الأرواح حتى يصلون لمكان الدفن.
بعد الوصول يبدأ المختصون بتكسير وتقطيع الجثة لتستهلكها النسور، ثم يُحرق نوع من البخور لجذب النسور لأكل الجسد، وإن أكلت الجسد كاملًا فإن ذلك دليل على أن المتوفي طاهر من الذنوب. وإذا لم يؤكل تُجمع البقايا وتحرق مع إنشاد الصلوات للتطهير من الخطايا. و تعد النسور كائنات مقدسة في الديانة البوذية، فهي ترشد الأرواح للسماء حتى تُبعث من جديد.
بجانب الدفن السماوي هناك الحرق والدفن النهري والدفن تحت الأرض وبالتسلسل فإن أعلى درجات الدفن قيمة بعد الدفن السماوي هو الحرق، يليه الدفن النهري، والدفن الأرضي.
يصعب على العقل البشري تقبل حقيقة أن الفناء قدره المحتوم، وجاءت الشعائر المختلفة لتبين لنا مدى اهتمام الناس بواقع الموت ورهبتهم منه.
إن التعرف على طقوس الشعوب في كافة المجالات، وخصيصًا طقوس الدفن يطلعنا على جوانب مهمة من حياتهم وفلسفتهم. فمن نظرتهم للموت نفهم منظورهم في الحياة.
اقرأ أيضًا: التحنيط الذاتي
1- bbc
2- atlasobscura
3- tibetpedia
عندما يتعلق الأمر بحماية بشرتنا من التأثيرات القاسية لأشعة الشمس، فإن استخدام واقي الشمس أمر…
اكتشف فريق من علماء الآثار 13 مومياء قديمة. وتتميز هذه المومياوات بألسنة وأظافر ذهبية،وتم العثور…
ركز العلماء على الخرسانة الرومانية القديمة كمصدر غير متوقع للإلهام في سعيهم لإنشاء منازل صالحة…
من المعروف أن الجاذبية الصغرى تغير العضلات والعظام وجهاز المناعة والإدراك، ولكن لا يُعرف سوى…
الويب 3.0، الذي يشار إليه غالبًا باسم "الويب اللامركزي"، هو الإصدار التالي للإنترنت. وهو يقوم…
لطالما فتنت المستعرات العظمى علماء الفلك بانفجاراتها القوية التي تضيء الكون. ولكن ما الذي يسبب…
View Comments