طب

الخفافيش والثعابين في قفص الاتهام لنقلهم فيروس كورونا الجديد

الخفافيش والثعابين في قفص الاتهام لنقلهم فيروس كورونا الجديد حيث أن فيروس كورونا المنتشر في الصين ومرض السارس الذي تفشى في عام 2003 يملكان شيئين مشتركين: كلاهما ينتميان إلى عائلة الفيروسات التاجية وكلاهما انتقلا من الحيوانات إلى البشر من خلال سوق شعبي لبيع الحيوانات الحية والميتة(wet market).

ما هو فيروس كورونا؟

فيروسات كورونا هي أمراض حيوانية المصدر، مما يعني أنها تنتشر إلى البشر من الحيوانات. ونظرًا لأن الأسواق الشعبية تضع الناس والحيوانات الحية والميتة – الكلاب والدجاج والخنازير والثعابين وقطط الزباد(civets) وأكثر من ذلك – في اتصال وثيق، حيث يكون من السهل على أي فيروس أن يقفز بين الأنواع.

وقالت جمعية حماية الحياة البرية في بيان يوم الخميس:

“أسواق الحيوانات الحية التي تخضع لسوء التنظيم والمختلطة بالتجارة غير المشروعة في الحياة البرية توفر فرصة فريدة للفيروسات لتنتقل من الحيوانات البرية المضيفة إلى البشر.”

الخفافيش اتهمت عدة مرات

في حالة السارس، وربما تفشي هذا الفيروس التاجي(coronavirus) الجديد أيضًا، كانت الخفافيش هم المضيفين الأصليين. ثم أصابوا حيوانات أخرى عبر فضلاتهم أو لعابهم، وقام هؤلاء الوسطاء بنقل الفيروس إلى البشر بطريقة غير مقصودة.

وقال بارت هاجمانس، عالم الفيروسات في مركز إيراسموس الطبي في روتردام بهولندا:

“تعتبر الخفافيش والطيور أنواعًا حاضنة للفيروسات التي يحتمل أن تكون وبائية”.

في السنوات الخمس والأربعين الماضية، تم تتبع آثار ما لا يقل عن ثلاثة أوبئة أخرى (إلى جانب السارس) إلى الخفافيش. كانت هذه المخلوقات هي المصدر الأصلي لإيبولا، الذي قتل 13500 شخص في عدة فاشيات(outbreaks) منذ عام 1976 ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، المعروفة باسم MERS، والتي يمكن العثور عليها في 28 دولة وفيروس Nipah، الذي لديه معدل وفيات يصل إلى 78 ٪.

ربما يكون فيروس كورونا الجديد قد انتقل من الخفافيش إلى الثعابين للناس

ليست كل الفيروسات التاجية مميتة حيث أن الفيروسات المستوطنة للبشر، مثل نزلات البرد الشائعة، غالبًا ما تعتبر غير مهمة. ومع ذلك، فإن الفيروسات التاجية التي تشكل خطرًا وبائيًا هي تلك التي تلازم الحيوانات.

وقال هاجمانز:

“لأن هذه الفيروسات لم تكن متداولة في البشر من قبل، فإن المناعة ضد هذه الفيروسات غائبة في البشر”.

تسبب الفيروس التاجي الذي ظهر في ووهان في مقتل 41 شخصًا وإصابة أكثر من 1370 شخص. لم يؤكد الخبراء بعد الأنواع الحيوانية التي مكنته من الانتشار إلى البشر، لكن لديهم بعض التخمينات. قارن العلماء في الصين الكود الوراثي لفيروس كورونا ووهان بفيروسات كورونا الأخرى ووجدوا أنه يشبه إلى حد كبير عينتي فيروس كورونا الخفافيش.

وقال فينسنت مونستر، العالم في مختبرات روكي ماونتين:

Related Post

“هناك مؤشر على أنه فيروس خفاش”.

وفقًا لمجموعة من العلماء الذين قاموا بتحرير مجلة علم الفيروسات الطبية، فإن الأنواع الوسيطة في هذه الحالة قد تكون الكوبرا الصينية. ذلك لأن المزيد من التحليل الجيني أظهر أن اللبنات الجينية للفيروس التاجي ووهان تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في الثعابين. لذلك يعتقد الباحثون أن عددًا من الخفافيش قد يكون أصاب الثعابين بالعدوى، وقد نقلوا الفيروس إلى البشر أثناء بيعهم في سوق (Huanan Wholesale Seafood Market) في ووهان.

لكن الطريقة الوحيدة للتأكد من مصدر الفيروس هي أخذ عينات من الحمض النووي من الحيوانات التي تباع في هذا السوق ومن الثعابين والخفافيش البرية في المنطقة.

الخفافيش مصدر تهديد للبشر

أظهرت دراسة أجريت عام 2017 أن الخفافيش تحتوي على نسبة أعلى بكثير من الفيروسات الحيوانية المنشأ مقارنة بالثدييات الأخرى. يعتقد الخبراء أن السبب في ذلك هو أن الخفافيش يمكنها الطيران عبر النطاقات الجغرافية الكبيرة، لنقل الأمراض أثناء انتقالها. هذا يجعلهم مضيف مثالي. وتمرر الخفافيش الفيروسات عبر فضلاتها حيث إذا سقط البراز على قطعة من الفاكهة وأكلها حيوان آخر، يمكن أن يصبح المخلوق حاملًا للفيروس.

وقال مونستر:

“نحن نعرف قدرًا لا بأس به من الفيروسات في قائمة مخطط منظمة الصحة العالمية للأمراض ذات الأولوية التي لها صلة مباشرة أو غير مباشرة بالخفافيش”.

دراسة تنبأت بالمستقبل

في مارس الماضي، توقعت دراسة أن الخفافيش يمكن أن تكون مصدر تفشي فيروس كورونا جديد في الصين.

وكتب الباحثون:

“من المحتمل جدًا أن يكون تفشي فيروس كورونا الذي يشبه السارس أو MERS في المستقبل مصدره الخفافيش، وهناك احتمال متزايد بحدوث ذلك في الصين”.

ذلك لأن غالبية فيروسات التاجية – تلك التي تنتشر في كل من البشر والحيوانات – يمكن العثور عليها في الصين. بالإضافة إلى ذلك، قال مؤلفو الدراسة أن معظم الخفافيش المضيفة لهذه الفيروسات التاجية يعيشون بالقرب من البشر في الصين، ويحتمل أن ينقلوا الفيروسات إلى البشر والماشية”.

الخاتمة:

هل تعتقد أن وجود الخفافيش والثعابين في قفص الاتهام لنقلهم فيروس كورونا الجديد يمكن أن يساعد العلماء في التوصل لعلاج فيروس ووهان؟

المصدر1

المصدر2

Author: Heba Allah Mahmoud

اسمي هبة وأعيش في مصر حيث لا زلت طالبة في كلية العلاج الطبيعي بجامعة مصر للعلوم و التكنولوجيا. لدي شغف حقيقي بالعلم حيث أتابع كل ما هو جديد في ساحة العلم. أحلم بأن أعمل في مجال البحث العلمي يومًا ما.

اضغط هنا لتقييم التقرير
[Average: 0]
Heba Allah Mahmoud

اسمي هبة وأعيش في مصر حيث لا زلت طالبة في كلية العلاج الطبيعي بجامعة مصر للعلوم و التكنولوجيا. لدي شغف حقيقي بالعلم حيث أتابع كل ما هو جديد في ساحة العلم. أحلم بأن أعمل في مجال البحث العلمي يومًا ما.

Share
Published by
Heba Allah Mahmoud

Recent Posts

لغز “أطلانطس اليابان”: هل “هرم يوناجوني” الغارق يعيد كتابة تاريخ الحضارات الإنسانية؟

هرم يوناجوني": الحقيقة الكاملة للغز الياباني الذي يتحدى الأهرامات منذ اكتشافه صدفة عام 1986، تحوّل…

أسبوع واحد ago

جيمس واتسون.. رحيل العبقري الجدلي الذي غيّر وجه البيولوجيا للأبد

وداعاً "أيقونة الحمض النووي": جيمس واتسون ببالغ الحزن والتقدير، أعلن العالم عن رحيل أحد أبرز…

أسبوع واحد ago

“عاشق العلم بروح التصوف”.. رحيل الدكتور أحمد شوقي وإرث “كراسات علمية” الخالد

ببالغ الحزن والأسى، ودعت الأوساط الأكاديمية والعلمية في مصر والعالم العربي قامة من قامات الوراثة…

أسبوع واحد ago

نظرية “إعادة التدوير الحيوي” تكتسح “داروين” وتُعيد تعريف الحياة

الحياة منظومة تتجدد ذاتياً لا آلة عشوائية! في إنجاز تاريخي هزّ أركان علم الأحياء التطوري،…

أسبوعين ago

مملكة أورارتو القديمة: موقعها، تاريخها وأهم آثارها

تعد مملكة أورارتو واحدة من أبرز الحضارات الحديدية في الشرق القديم، إذ نشأت في القرن…

أسبوعين ago

المتحف المصري الكبير رمز لاستمرارية البصمة الجينومية للحضارة المصرية

لطالما مثلت مصر، بموقعها الاستراتيجي عند ملتقى قارات إفريقيا وآسيا وأوروبا، نقطة محورية للتفاعل البشري…

أسبوعين ago