في عالمنا الرقمي؛ حيث تسيطر الشاشات على حياتنا اليومية، أصبح إيجاد التوازن بين مزايا التكنولوجيا وعيوبها جانبا هاما لرفاهيتنا. نحن نعيش في عالم مليء بإشعارات متواصلة ومحتوى جذاب واتصال مستمر، لذلك أصبحت القدرة على إدارة وتنظيم وقت الشاشة مهارة ضرورية للحفاظ على التركيز والإنتاجية والصحة النفسية.
محتويات المقال :
التفاعل السلبي هو سبب اهتمام الجمعية الأمريكية للأطفال وغيرها بتقييد وقت الشاشة. [3]
تتأثر الاستفادة بالوقت تدريجيا بوجود أجهزة الشاشات في حياة الناس اليومية. هناك أنواع مختلفة من الأجهزة مثل التلفزيون والكمبيوتر والهواتف الذكية والكمبيوتر اللوحي. لهذه الأجهزة قوة جذب تجعل الناس يقبلون على استخدامها. وهناك العديد من المهام التي تتم عن طريق تلك الأجهزة مثل العمل والتعليم والتدريب والتواصل الاجتماعي. لكن الاستخدام الزائد للأجهزة يسبب العديد من المشاكل خاصة عند الأطفال وصغار السن من عمر 12 حتى 18 عاما وكذلك الطلاب الجامعيين. [1]
يؤدي التعرض الزائد للشاشات إلى نمط الحياة الخاملة الذي يُعد عاملا مساهما بارزا في التأثيرات العكسية على الصحة الجسدية والنفسية في الأطفال والشباب. [2] ويعرف نمط الحياة الخاملة بأنه نقص النشاط البدني، ويشتمل على بعض السلوكيات مثل مشاهدة التلفاز وقيادة السيارة والعمل على الكمبيوتر والهواتف الذكية والكمبيوتر اللوحي وممارسة ألعاب الفيديو. [2] بالإضافة إلى ذلك يؤثر التعرض الزائد للشاشات على الصحة النفسية والحياة الاجتماعية.
يؤدي التعرض الزائد للشاشات إلى بعض العواقب خاصة في الأطفال والمراهقين. إذ تزداد نسبة السمنة ومرض السكري النوع الثاني وأمراض القلب. [2] وقد سجلت الدراسات علاقة بين مشاهدة الأطفال للتلفاز وزيادة معدل استهلاك الطعام بعد مشاهدة إعلانات الأطعمة والمأكولات خاصة في الأطفال المعرضين لزيادة الوزن. [2]
يؤثر التعرض للشاشات على النوم أيضا؛ فيؤدي إلى خلل في النوم. غالبا ما يكون بسبب بقاء الشخص متفاعلا مع الأجهزة لوقت متأخر، كما يؤثر على جودة النوم. [5] ينتج الجسم ليلا مادة الميلاتونين التي تساعد على النوم، ولكن تقلل أضواء الشاشات إنتاج الميلاتونين مما يجعلك تظل مستيقظا. [5]
للنوم أهمية بالغة خاصة للمراهقين، فالنوم لفترات قصيرة يضعف جهاز المناعة مما يجعل من السهل الإصابة بالأمراض. ويؤثر أيضا على القدرة على التركيز والتعلم والتذكر. [5]
يؤثر كل من التصفح والمراسلة المستمرين على الصحة النفسية، ووُجد علاقة بين التعرض الزائد للشاشات وزيادة معدل الأعراض الاكتئابية. كما وُجد علاقة أيضا بإهمال المراهقين لمسؤولياتهم والميل إلى استعمال الشاشات للتعامل مع التوتر والشعور بالقلق عند تركها. [5]
يتأثر الشباب أيضا ويزيد إحساسهم بالضغط والقلق الاجتماعي المتعلق بكيفية تفاعل أصدقائهم على شبكة الإنترنت مع منشوراتهم. في بعض الأحيان يجدون أنفسهم في حالة انزعاج واكتئاب ونقص احترام الذات. [1]
يمكن أن يؤثر التعرض الزائد للشاشات على المخ، فالقشرة الدماغية وهي الطبقة الخارجية للمخ وتكون مسؤولة عن معالجة المعلومات. وتتطور القشرة المخية بصورة كبيرة في مرحلة المراهقة، لكن التعرض للشاشات يؤثر على نموها. [5]
في دراسة عن التطور الإدراكي والمعرفي لدماغ المراهقين؛ وُجد أن بعض الأطفال الذين تعرضوا للشاشات أكثر من 7 ساعات يوميا كانت قشرة المخ لديهم أرق منها عند الأطفال الذين تعرضوا للشاشات لمدة زمنية أقل. [5] كما وجدت أدلة على حدوث اضطراب فرط الحركة واضطرابات التركيز والتشتت عند الأطفال. [5]
هناك بعض الآثار السلبية للتعرض الزائد للشاشات على الحياة الاجتماعية، إذ يشعر الشباب صغار السن بصعوبة في التواجد مع العائلة والأصدقاء. وتعد العائلة داعما أساسيا لنمو وتطور مهارات التواصل للشباب والتي يمكن أن يهددها التعرض للشاشات. [1]
يعاني أيضا الأطفال والمراهقون من أحداث الحياة السلبية مثل النزاعات بين الأشخاص والنزاعات الأسرية والانفصال عن الوالدين والضغط الأكاديمي «هو الضغط النفسي الناتج عن متطلبات الدراسة». [6] وقد يعاني هؤلاء الأطفال والمراهقون من زيادة نشاط المحور الأدريناليني النخامي الوطائي مما يؤثر على نمو وتطور الدماغ. [6]
تزيد أحداث الحياة السلبية من احتمالية حدوث اضطرابات القلق والاكتئاب واضطرابات السلوك والأفكار الانتحارية بين الأطفال والمراهقين. [2] كما وجدت بعض الدراسات أن وجود أحداث الحياة السلبية خلال فترة الطفولة والمراهقة قد تؤدي إلى حدوث اضطرابات نفسية بعد البلوغ. [2]
مع تطور أجهزة الشاشات المختلفة؛ تغيرت الطرق التي يتعامل بها الناس مع الشاشات. ولم تعد مقتصرة على مشاهدة التلفاز وممارسة ألعاب الفيديو. أصبح غالبية الناس حول العالم مشتركين في مواقع التواصل الاجتماعي مما يتيح الفرص للاندماج مع الناس وتحسين العلاقات واستكشاف فرص للتعبير عن النفس مع الآخرين.
وقد أصدرت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بيانا أظهر أن وقت التعرض للشاشات يمكن أن يستخدم لتحسين الدعم والترابط الاجتماعي والمشاركة الاجتماعية والعمل المدني. [4] كما يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الإعلام الصحي ومساعدة الناس الذين يبحثون عن معلومات صحية متعلقة بمرض محدد أو من يبحثون عن مجتمعات ترحيبية ودعم اجتماعي. [4] بالإضافة إلى ذلك فإن غالبية البالغين أصبحوا يحصلون على الأخبار عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مثل فيسبوك.
هناك أيضا بعض الفوائد لممارسة ألعاب الفيديو كالألعاب التي تعتمد على مهارة الرماية، فتساعد هذه الألعاب في تحسين المعالجة البصرية والتركيز والمعالجة المكانية، كما أن العديد من الألعاب تحسن من مهارات حل المشكلات ومهارات الإبداع والابتكار. [4] ولألعاب الفيديو بعض الفوائد الاجتماعية؛ إذ تساعد في بناء المهارات الاجتماعية ومهارات العمل الجماعي لتحقيق أهداف اللعبة والمشاركة في اتخاذ القرارات الأخلاقية والسلوكيات المؤيدة للمجتمع والمشاركة المدنية. [4] وتساعد أيضا البرامج التعليمية على توسيع مدارك الأطفال عن طريق التأثير على توجهاتهم وتخيلاتهم.
أظهرت الأبحاث أن السياق الذي يتعامل به الشباب مع الإنترنت يؤثر على الصحة النفسية بطريقة مختلفة. على سبيل المثال فإن الشباب الذين أدركوا أن جودة صداقاتهم منخفضة؛ استخدموا الإنترنت للتواصل مما قلل من حدوث الاكتئاب ومشكلات الاندماج. [4]
نتيجة لأثر الأجهزة الرقمية والشاشات في حياتنا؛ فإننا نحتاج أن نطور مهارات التعامل مع وقت الشاشة وكيفية تنظيمه في حياتنا اليومية. خاصة الأطفال والمراهقين لتحقيق التوازن الشخصي والاجتماعي.
تقترح الأبحاث أنه بدلا من الاهتمام بكم الوقت الذي يقضيه الأطفال في التعرض للشاشات؛ فالأفضل أن نهتم بمحتوى وإطار التعرض للشاشات، على سبيل المثال؛ هل يشجع المحتوى على التعلم المتناسب مع العمر؟ وهل يشارك الآباء أطفالهم وقت التعرض للشاشة؟ سيكون من المفيد أن نفكر في نوع التفاعل مع الشاشات إذا كان سلبي أو إبداعي أو نشط أو تواصلي.
يقترح الباحثون على الآباء الاهتمام بثلاث نقاط هي الطفل والمحتوى والإطار. [3]
كما يوصى ببعض النقاط الهامة لتقييم المحتوى وهي الجذب والمشاركة النشطة والهدف والاجتماعية. [3]
هناك بعض الإرشادات للآباء للمساعدة في تنظيم وقت الشاشة للأبناء وهي:
تجاوزت التكنولوجيا الحديثة كل توقعات النجاح وأصبحت من ثوابت حياتنا اليومية وتؤثر علينا بطرق مختلفة. لذلك ينبغي معرفة منافع ومخاطر استخدام التكنولوجيا.
يمكن أن تساعدنا التكنولوجيا لتصبح حياتنا أسهل لذلك من الأفضل أن تصبح الشاشات جزء من حياتنا وليس الجزء الرئيسي حتى لا نتحول إلى “سجناء للشاشات”.
مع تصاعد التوترات حول نهر النيل، الذي يشكل شريان حياة بالغ الأهمية لملايين البشر في…
من المتوقع أن تشهد البشرية في السنوات القليلة المقبلة تطورات كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي.…
في عالم الفلسفة الإسلامية، تم التغاضي عن مفهوم رائع لعدة قرون. لقد كانت الأحادية (monism)،…
من خلال إعادة التفكير في افتراضاتنا حول الحياة خارج الأرض، يتحدانا عالمان للنظر في إمكانية…
حقق باحثون في جامعة ولاية كارولينا الشمالية ما كان يُعتقد أنه مستحيل. حيث سرقوا نموذج…
هناك ظاهرة غامضة في اللغات تركت العلماء واللغويين على حد سواء في حيرة من أمرهم.…