إن إعداد الجيل القادم للمستقبل يحتاج إلى فهم ثغرات سوق العمل. وأجهزة الحاسوب والذكاء الاصطناعي لا تستطيع الوصول إلى المهارات البشرية، حيث المكان المناسب للإبداع. فبات لا يمكن التقليل من أهمية الإبداع في عالم أصبح رقميًا، فالمنافسة أصبحت على أشدها. لاسيما بعد أن أشار المنتدى الاقتصادي العالمي-2020 أن الإبداع لا يقل أهمية عن الذكاء الاصطناعي في وظائف المستقبل. لكن غالبًا ما يرتبط الإبداع بالفنون والأعمال الأدبية، فما محل العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات من الإبداع؟ وأيهما أكثر إبداعًا: الفنون أم العلوم؟
محتويات المقال :
تأتي الدعوة للاهتمام بتدريس المواد في جميع التخصصات بشكل مختلف ينطوي على مفاتيح الإبداع في الوقت الذي يظهر فيه بحث جديد يؤكد أن الإبداع أصبح كفاءة أساسية في جميع التخصصات أكثر من أي وقت مضى، فقد أصبح عاملاً حاسمًا لضمان النجاح الوظيفي في المستقبل.
على الموسيقي صاحب الرؤية الفريدة أن يكافح من أجل تأليف لحن جديد بإيقاع جميل على النفوس، فلا سبيل له إذَا إلا الإبداع. وعلى المهندس الذكي أن يحل مشكلة وجود قنوات المياه والمرافق الاخرى بينما يضع دائرة كهربية، فلن يجد بغير الإبداع حلاً لها.
إذا اعتقدت أن أدوات ومعايير الإبداع مختلفة في هاتين المشكلتين، فأنت مُخطئ! على الرغم من أن للموسيقي أوتاره وأدواته وللمهندس أدواته، إلا أن أساليب الإبداع متشابهة للغاية. فلا يحتاج أي منهما سوى الانفتاح على الأفكار الجديدة، وتوظيف التفكير المتشعب، واعتماد المرونة والحياد عن الطرق التقليدية.
كثيرّا ما ارتبط مصطلح الإبداع في أذهان الطلاب بالفنون والآداب فقط. ظنًا منهم أن مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات مجالات صماء، تخضع للقوانين فقط لا مجال للإبداع فيها.
حتى صدور هذه الدراسة، لم نكن نعلم ما إذا كان الإبداع في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات هو نفسه الإبداع في كل شئ، أو إذا ما كان هناك شيء فريد حول الإبداع في تلك المجالات.
تعاون الباحث «ديڨيد كروبلي-David Cropely» من جامعة جنوب استراليا، والباحث «كيم فان برويكهوفن-Kim Van Broekhoven» من جامعة ماستريخت، في دراسة للتحقيق في وجود اختلافات بين الإبداع في العلوم والإبداع في الفنون. أجريت الدراسة على 2277 طالبًا تتراوح أعمارهم بين 17 و 37 عامّا، بينهم 2147 طالبًا مُسجلين بمساقات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، و130 طالبًا مسجلين بالمساقات الأدبية والفنون.
الخطوة الأولى: اختبرت الكفاءة الذاتية الإبداعية للطلاب، وثقتهم في قدراتهم الإبداعية. فقد طُلب من الطلاب التفاعل بالموافقة أو عدم الموافقة مع عبارات مثل: “أنا جيد في ابتكار أفكار جديدة” و “لدي خيال جيد”، وغيرها.
المرحلة الثانية: اختبرت تفكيرهم المتباين، فقد طُلب منهم تكوين أكبر عدد من الأفكار لمشكلة محددة، مثل تحسين استخدام القطارات العامة.
وفي المرحلة الثالثة والأخيرة: طُلب منهم أن يسجلوا حلولاً معينة بمعايير معينة لمشكلات في جميع المجالات. وقد حدد الباحثون حدًا أدنى من الاختلافات والفروق بين أداء طلاب الفنون وطلاب العلوم.
فالإبداع هو كفاءة متعددة الأوجه، تتضمن مواقف وتصرفات ورؤى ومهارات ومعارف متشابهة. كما يعَرَّف الإبداع أنه الميل إلى توليد أفكار وبدائل واحتمالات لحل مشكلة والتواصل مع الآخرين. ولكي تميل لأن تكون مبدعًا، يجب أن تكون قادرًا على رؤية الأشياء بعين جديدة، أو من منظورٍ مختلف. كما يجب أن تكون قادرّا على توليد أفكارٍ جديدة. وعلى الرغم من ذلك، فلا تقيس اختبارات الإبداع عدد البدائل التى يمكن إيجادها فحسب. بل تقيس أيضّا مدى تفرد تلك البدائل؛ فالقدرة على توليد البدائل الصالحة أو حتى رؤية الأشياء بشكل مختلف لا يحدث عن طريق التغيير فقط. فهو مرتبط بصفاتٍ أُخرى أكثر جوهرية في التفكير، مثل المرونة والغموض والقدرة على التنبؤ، فالإبداع ليس عملاً سهلاً.
قد ساعدت تلك الدراسة على تقديم نظرةً ثاقبةً حول كيفية تقييم أنظمة التعليم للقدرات الإبداعية. بالإضافة إلى إمكانية إتباع المعلمين نهج شامل لتدريس الإبداع، ودمجه في المناهج واعتماده مبدءًا هامًا في جودة الأنشطة التعليمية، بشكل أكثر عمومية وشمولية أيًا كان مجال الدراسة، مبتعدين عن النهج التقليدى في تناول المحتوى الدراسي.
وأخيرًا، يجب على الطلاب في القرن الحادي والعشرين أن يكونوا أكثر انفتاحًا على التنوع المذهل للإمكانات المتاحة لهم في التعليم؛ تلبيةً لمتطلبات وظائف العصر، فلا يمكن الآن أن نتساءل أيهما أكثر إبداعًا: الفنون أم العلوم؟ فلقد أصبح لكل طالب فرصته لخلق مساره الفريد الخاص به، لإن الإبداع هو الأساس المتين لضمان الازدهار وعدم النجاح فحسب.
عندما يتعلق الأمر بحماية بشرتنا من التأثيرات القاسية لأشعة الشمس، فإن استخدام واقي الشمس أمر…
اكتشف فريق من علماء الآثار 13 مومياء قديمة. وتتميز هذه المومياوات بألسنة وأظافر ذهبية،وتم العثور…
ركز العلماء على الخرسانة الرومانية القديمة كمصدر غير متوقع للإلهام في سعيهم لإنشاء منازل صالحة…
من المعروف أن الجاذبية الصغرى تغير العضلات والعظام وجهاز المناعة والإدراك، ولكن لا يُعرف سوى…
الويب 3.0، الذي يشار إليه غالبًا باسم "الويب اللامركزي"، هو الإصدار التالي للإنترنت. وهو يقوم…
لطالما فتنت المستعرات العظمى علماء الفلك بانفجاراتها القوية التي تضيء الكون. ولكن ما الذي يسبب…