Ad

هل سيتمكن الأطفال من النمو في الرحم الاصطناعي ؟

ألهمت فكرة نمو الأطفال خارج الجسم الروايات والأفلام لعقود من الزمن، والآن تستكشف مجموعات الأبحاث حول العالم إمكانية الحمل الاصطناعي. على سبيل المثال، نجحت مجموعة واحدة في حمل خروف في الرحم الاصطناعي لمدة أربعة أسابيع وجرب باحثون أستراليون أيضًا الحمل المصطنع للحملان وأسماك القرش.
وفي الأسابيع الأخيرة، تلقى الباحثون في هولندا ٢.٩ مليون يورو (٤.٦٦ مليون دولار أسترالي) لتطوير نموذج أولي لحمل الأطفال الخدج.

ما هو الرحم الاصطناعي؟

يُعرف نمو الطفل خارج الرحم باسم خارجي المنشأ. عندما يتم نقل الأطفال الخدج إلى حاضنات لمواصلة نموهم في وحدة الأطفال حديثي الولادة تعتبر نصف خارجي المنشأ. لكن الرحم الاصطناعي يمكن أن يمدد الفترة التي يمكن فيها حمل الجنين خارج الجسم.
قد يبدو هذا بعيد المنال، لكن العديد من العلماء الذين يعملون في مجال التكنولوجيا الحيوية التناسلية يعتقدون أنه من خلال الدعم العلمي والقانوني الضروري، تكّون المنشأ الخارجي التام إمكانية حقيقية للمستقبل.

ماذا يمكن أن يحتوي الرحم الاصطناعي؟

يحتاج الرحم الاصطناعي إلى غلاف أو حجرة خارجية. هذا هو المكان المناسب لزرع الجنين وحمايته أثناء نموه. حتى الآن، استخدمت التجارب على الحيوانات خزانات الأكريليك وأكياس البلاستيك وأنسجة الرحم التي أزيلت من الكائن الحي وأبقت على قيد الحياة بشكل مصطنع.
يحتاج الرحم الاصطناعي أيضًا إلى بديل صناعي للسائل الأمنيوسي أو السلوي، وهو ممتص صدمات في الرحم أثناء الحمل الطبيعي، ويجب أن تكون هناك طريقة لتبادل الأكسجين والمواد المغذية (بحيث يتم إخراج الأكسجين والمواد المغذية وثاني أكسيد الكربون والنفايات). بمعنى آخر؛ سيتعين على الباحثين بناء مشيمة اصطناعية.
استخدمت التجارب على الحيوانات نظم قسطرة ومضخة معقدة. لكن هناك خطط لإستخدام نسخة مصغرة من الأُكسجين الغشائي خارج الجسم، وهي تقنية تسمح للدم بالأكسجة خارج الجسم.

بمجرد أن يتم تطبيق العملية بالشكل الصحيح يمكن أن يصبح الحمل الاصطناعي شائعًا في يوم من الأيام مثل «الإخصاب أو التلقيح المختبري-IVF»، وهي تقنية تعتبر ثوريّة قبل بضعة عقود، وكما هو الحال في حالة التلقيح الصناعي، هناك الكثير ممن يهتمون بما قد يعنيه هذا المجال الجديد للطب التناسلي بالنسبة لمستقبل تكوين الأسرة. [embedyt] https://www.youtube.com/watch?v=dt7twXzNEsQ[/embedyt]

يمكن أن تساعد الأرحام الاصطناعية الأطفال الخدج

ركزت المناقشة الرئيسية حول الأرحام الاصطناعية على مصلحتها المحتملة في زيادة معدل بقاء الأطفال الخدج.
ففي المملكة المتحدة، يولد حوالي ٦٠٠٠٠ طفل، واحد من كل تسعة يولد قبل الأوان في كل عام، وهم بحاجة إلى رعاية متخصصة في المستشفى. فرصة البقاء على قيد الحياة في الأسبوع الثاني والعشرين تقارب الصفر، لكن الاحتمالات تتحسن بسرعة لكل يوم إضافي يبقى فيه الطفل في الرحم. في الأسبوع ٢٣ تكون فرصة البقاء على قيد الحياة ١٥٪؜، وفي الأسبوع ٢٤ تكون النسبة ٥٥٪؜، والأسبوع ٢٥ حوالي ٨٠٪؜ (كان هذا الرقم٥٣٪ فقط في عام٢٠٠٦).  رغم ذلك فإن من المرجح أن يعاني الأطفال المولودين مبكرا مجموعة من الإعاقات.

بإستخدام «الحقيبة الحيوية-biobag» المغلقة بأحكام، والتي تحاكي الرحم الأم. قد تساعد الأطفال الخدج البقاء على قيد الحياة وتحسين نوعية حياتهم. توفر الحقيبة الحيوية الأُكسجين، ونوع من السائل السلوي البديل، ومنفذ إلى الحبل السري وجميع المياه والمواد المغذية اللازمة (والدواء، إذا لزم الأمر).
يمكن أن يسمح هذا بتمديد فترة الحمل خارج الرحم حتى يتطور الطفل بشكل كافٍ للعيش بشكل مستقل وبآفاق صحية جيدة.
يوفر الرحم الاصطناعي بيئة مثالية لنمو الجنين، مما يوفر له التوازن المناسب بين الهرمونات والمواد الغذائية. كما أنه سيتجنب تعريض الجنين المتزايد لأضرار خارجية مثل الأمراض المعدية، وتسهل التقنية أيضًا إجراء الجراحة على الجنين.
ويمكن أن يشهد نهاية الإقامة الطويلة في المستشفى للأطفال الخدج، مما يوفر أموال الرعاية الصحية في هذه العملية. وتجدر الإشارة إلى هذا بشكل خاص بالنظر إلى أن بعض أكبر مدفوعات التأمين الخاصة مخصصة حاليًا لنفقات وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة.

يمكن أن تساعد الأرحام الاصطناعية في العقم والخصوبة

تسمح هذه التقنية الإنجابية الناشئة للنساء المصابات بالعقم، سواء لأسباب فسيولوجية أو اجتماعية بفرصة إنجاب طفل. قد توفر أيضًا فرصًا للنساء المتحولين جنسياً وغيرهن من النساء المولودين بدون رحم، أو أولئك الذين فقدوا رحمهم بسبب السرطان أو الإصابة أو الحالات الطبية لإنجاب الأطفال.

التحضير لأرحام المستقبل

حالياً، لا يوجد نموذج أولي للرحم الاصطناعي للبشر والتكنولوجيا هي في مهدها، ونحتاج إلى ضمان أن التكنولوجيا آمنة وتعمل، وأيضاً نحتاج إلى التفكير فيما إذا كان هذا هو الطريق الصحيح الذي يجب اتباعه لظروف مختلفة.

المصادر: the conversation 

the guardian

اقرأ أيضا: ماهو العمى الثلجي وكيف يحدث؟ 

 

اضغط هنا لتقييم التقرير
[Average: 0]
Fatima Qusay
Author: Fatima Qusay

سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.


صحة علم الإنسان تقنية حياة طب

User Avatar

Fatima Qusay


عدد مقالات الكاتب : 16
الملف الشخصي للكاتب :

مقالات مقترحة

التعليقات :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *