من إله الإغريق مورفيوس لعقار المورفين!
في سلسلة من التجارب التي أجراها تمكن فريدريك سيرتورنر من عزل مركب قلوي عضوي من نبات الخشخاش، وكان آنذاك مساعد صيدلي، وجد أن الأفيون مع القلويد الذي تمت إزالته لم يكن له تأثير على الحيوانات، لكن القلويد نفسه كان لديه 10 أضعاف قوة الأفيون المعالج، وأطلق على تلك المادة “المورفين”، وقد جاءت هذه التسمية نسبة إلى إله الأحلام لدى الإغريق “مورفيوس”، وذلك لأن المورفين يسبب النعاس ويساعد على النوم.
محتويات المقال :
ما هو المورفين:
«المورفين-Morphine»: مسكن أفيوني فعال يستخدم على نطاق واسع لعلاج الألم المتوسط والشديد، على سبيل المثال بعد العمليات الجراحية والإصابات الخطيرة، أو السرطان أو النوبة القلبية. ويستخدم لأنواع أخرى من الألم عندما لا تعمل المسكنات الضعيفة، ولا يعطى هذا العقار دون وصفة طبية.
ينتمي المورفين للقلويدات ويُعزل من «نبات الخشخاش-Papaver somniferum»، يتم قياس المشتقات الأخرى مقابله من حيث الآثار المسكنة والآثار الجانبية، على الرغم من أن بعض الأبحاث أظهرت عدم وجود دليل على أن أي مادة أفيونية اصطناعية أكثر فعالية في السيطرة على الألم من المورفين الطبيعي.
العقار قابل للذوبان في الماء وضعيف الذوبان في الدهون، تأتي هذه الخاصية من كون العقار متأينًا تقريبًا عند درجة الحموضة الفيسيولوجية.
لا يحدث استقلاب المورفين في الكبد فحسب، بل قد يستقلب أيضًا في الدماغ والكليتين، والمستقبلات الرئيسية له في الإنسان هي:
المورفين ‐ 3 ‐ جلوكورونيد (M3G) والمورفين ‐ 6 ‐ جلوكورونيد (M6G)، كما أن لهذا الأخير تأثيرات سريرية مهمة جدًا، على الرغم من أنه يمثل 10 ٪ فقط من استقلاب المورفين. ويتم التخلص من الجلوكورونيدات بشكل رئيسي عن طريق الصفراء والبول
ما هي آلية عمل العقار؟!
تعمل المسكنات الأفيونية عن طريق محاكاة مادة كيميائية تقلل الألم تسمى الإندروفين، حيث أمكن العثور على الإندروفين في الدماغ والحبل الشوكي. يحاكي المورفين هذا العمل من خلال الجمع بين تأثير الإندروفين وتنبيه مستقبلات الأفيون في الدماغ والحبل الشوكي، وهذا ما يمنع انتقال إشارات الألم من الأعصاب إلى الدماغ.
ما هي أهم الآثار الجانبية لهذا العقار؟!
مثل جميع الأدوية، يمكن أن يسبب المورفين آثارًا جانبية طفيفة لدى العديد من الأشخاص، منها: إمساك أو التقيؤ، أو الشعور بالنعاس أو الشعور بالنشوة والفرح أو التعب والدوخة والإحساس بالدوار، أو الصداع، ومن الممكن أن يكون لديك رد فعل تحسسي حكة أو طفح جلدي، أو ضيق في التنفس أو انخفاض في الضغط.
تحدث آثار جانبية خطيرة في أقل من 1 من كل 100 شخص. يمكن تناول المورفين من قبل الأطفال والبالغين من جميع الأعمار، ومع ذلك من المرجح أن يصاب الأطفال الصغار وكبار السن بآثار جانبية أكثر من غيرهم، ولا يُنصح باستخدام المورفين عمومًا أثناء الحمل، والإرضاع.
ما هي الأشكال الصيدلانية المتوفرة من هذا العقار؟!
يأتي على شكل أقراص سريعة المفعول وبطيئة المفعول، كبسولات بطيئة المفعول ، وحبيبات – تقوم بإذابتها في الماء – ، ومحاليل فموية، وبشكل تحاميل، ومحاليل معدة للحقن – عادة ما يتم حقن المورفين في المستشفى فقط –
الحقن وبعض أقراص وكبسولات المورفين سريعة المفعول يتم استخدامها للألم الذي من المتوقع أن يستمر لفترة قصيرة، بينما حبيبات المورفين وبعض أقراص وكبسولات المورفين بطيئة التحرر والتي يتم إطلاقها تدريجيًا في جسمك على مدار 12 أو 24 ساعة، إذ يستغرق هذا النوع من المورفين وقتًا أطول لبدء العمل ولكنه يستمر لفترة أطول، يتم استخدامه لألم طويل المدى مثل آلام الظهر.
لا يأتي العقار على شكل لصاقة جلدية، حيث في بعض الأحيان يطلق الناس على رقعة تخفيف الألم “لصقة المورفين”، ولكن هذه اللصاقات تحتوي على أدوية تشبه إلى حد بعيد المورفين وتسمى الفنتانيل أو البوبرينورفين.
ما هي الجرعة المناسبة من هذا العقار، وكيف يتناولها المريض؟!
بالنسبة للجرعات فهي تختلف من شخص لآخر، حيث ستعتمد جرعتك على مدى سوء الألم، واستجابتك لمسكنات الألم السابقة وما إذا كان لديك أي آثار جانبية.
إذا تناولت جرعة زائدة عرضية، فقد تشعر بالنعاس الشديد أو الدوار، وقد تجد صعوبة في التنفس أيضًا، وفي الحالات الخطيرة قد تفقد الوعي وقد تحتاج إلى علاج طارئ في المستشفى، ومع ذلك فإن كمية المورفين التي يمكن أن تؤدي إلى جرعة زائدة تختلف من شخص لآخر.
إذا نسيت أخذ جرعة، تحقق من المعلومات الواردة في نشرة معلومات المريض داخل العبوة أو اطلب من الصيدلي أو الطبيب النصيحة حول ما يجب فعله، بحيث لا تأخذ جرعتين في نفس الوقت لتعويض الجرعة المنسية.
كما يعتمد عدد المرات التي تتناولها على الشكل الصيدلاني الذي تم وصفه لك، يمكنك اختيار أخذ المورفين الخاص بك في أي وقت من اليوم ولكن حاول تناوله في نفس الوقت كل يوم وقم بتوزيع جرعاتك بالتساوي.
من المهم ابتلاع أقراص وكبسولات المورفين بطيئة التحرر مع الماء، بحيث لا تُكسر أو تسحق أو تمضغ أو تمتص، إذا قمت بذلك فلن يعمل نظام الإطلاق البطيء وقد تدخل الجرعة بأكملها إلى جسمك دفعة واحدة، وبالتالي قد يقود لجرعة زائدة قاتلة. في حالة التسمم بالمورفين يتم عمل غسيل معدة أو أعطاء محثات قيء، ويمكن أيضًا إعطاء عقار النالوكسون.
ما الذي يحدث في حال توقفت عن أخذ المورفين فجأة؟!
هل من نصائح لإدارة الآثار الجانبية؟!
- الإمساك: تناولْ المزيد من الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفاكهة الطازجة والخضروات والحبوب، مع شرب كميات كبيرة من الماء، وقد تساعدك أيضًا ممارسة التمارين.
- التقيؤ: تناولْ المورفين مع أو بعد الوجبة الخفيفة مباشرة.
- الشعور بالنعاس أو التعب أو الدوار: هذه الآثار الجانبية تزول في غضون أسبوع أو أسبوعين حيث سيعتاد جسمك على العقار.
- الصداع: خذ قسطًا من الراحة إضافةً لشرب الكثير من السوائل، وقد يكون من الأفضل عدم شرب الكحول أثناء تناول المورفين لأن هذا يمكن أن يجعل الصداع أسوأ.
- الحكة أو الطفح الجلدي: قد تساعدك تناول مضادات الهيستامين التي يمكنك شراؤها من الصيدلية.إذا لم تزول الأعراض أو ازدادت سوءًا لا تأخذ أي أدوية لعلاج هذه الآثار دون التحدث إلى الصيدلي أو الطبيب.
المصادر:
اقرأ المزيد حول: متلازمة الطفل الرمادي
Author: Alaa Sattam
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :