ماذا عن غزل الأنسجة البشرية لخياطة الجروح بدلا من الصناعية؟!
قد تنتابك القشعريرة عند سماعك فكرة غزل الأنسجة البشرية لخياطة الجروح، لكن وعلى الصعيد الأخر، فانها تعتبر فوزًا كبيرًا للأطباء في المعهد الوطني الفرنسي للبحوث الطبية والصحية، الذين يأملون في أن تصبح في نهاية المطاف تقنية شائعة.
فقد نجح الأطباء في إنتاج خيوط غزلية من خلايا الجلد البشرية في إنجاز يمكن أن يغير يومًا ما كيفية قيام الأطباء بخياطة الجروح والأعضاء المزروعة.
محتويات المقال :
انتظر لحظة، مم تتكون الخيوط الجراحية الحالية؟
الخياطة الجراحية أولا هي عملية إغلاق الجروح عن طريق تقريب حواف الجرح من بعضها باستخدام خيوط جراحية خاصة ومعقمة تسمى “القطب”.
هناك عدة أنواع من القطب ولكل منها خصائص تختلف بحسب المواد المصنوعة منها وعدد الشعيرات التي يتكون منها الخيط الواحد.
قديما كانت تصنع الخيوط الجراحية من مواد مختلفة، فكانت الخيوط الأصلية تصنع من مواد طبيعية مثل الخيط القصابي والحرير. أما الخيوط الحديثة فأكثرها صناعية ومن مواد مختلفة وتقسم لنوعين رئيسين:
- مواد قابلة للإمتصاص مثل متعدد حمض الغليكوليك وعديد حمض اللبنيك ومونوكريل ومتعدد ثنائي أكسانون. وهي مواد يقوم الجسم بتحليلها بعد فترة من الزمن أثناء عملية شفاء الجرح.
- مواد غير قابلة للإمتصاص مثل النايلون ومتعدد الإستر وثنائي فلوريد متعدد الفينيليدين وعديد البروبيلين. وتتطلب من الطبيب أن يقوم بإزالتها بعد شفاء الجرح.
كيف تمكنوا من غزل أنسجة الجلد البشري؟
قد يبدو ذلك غريبا، ولكن طريقة غزل النسيج البشري حاكي تماما طريقة غزل الأقمشة والمنسوجات. حيث يتم فيها:
- تقديم الأنسجة الجلدية على شكل صفائح كبيرة مسطحة.
- تقطع إلى شرائح طويلة وتمزج في مادة تشبه الغزل المناسبة للاستخدام الجراحي.
ويمكن أيضا تجفيف الغزل البشري للتخزين أو قبل أن يتم ربطه معًا لاستخدامه في خياطة الجروح أو صناعة “الكروشيه” كما قال أحد القائمين على الدراسة ضاحكا.
وقال الباحث الرئيسي نيكولاس لوريو لصحيفة ” New Scientist” ضاحكا:
“يمكننا خياطة الحقائب وحياكة الأوعية الدموية والصمامات والأغشية مثقبة”.
وكتب الباحثون في مقال نشر في مجلة “Acta Biomaterialia”:
“توفر هذه المنسوجات البشرية مستوى فريدًا من التوافق الحيوي وتمثل جيلًا جديدًا من منتجات هندسة الأنسجة البيولوجية تمامًا”.
“كما تتمثل الميزة الرئيسية للغزل في أنه على عكس المواد الجراحية الاصطناعية التقليدية، لا تؤدي المادة إلى استجابة مناعية يمكن أن تعقد عملية الشفاء.”
لم يتم استخدامها على البشر حتى الآن!
لا داعي للهلع حاليا، فقد استخدم الباحثون ذلك النسيج البشري في خياطة جروح الفئران فقط ومساعدتها على الشفاء التام على مدار أسبوعين فقط. حتى أنهم ابتكروا تطعيما جلديًا باستخدام نوع مُصمم خصيصًا لإغلاق شريان الخراف ومنعها من التسريب.
وجاري الآن الاستعداد لتجربتها على البشر. لذا دعنا نسأل السؤال مرة أخرى فقد، ماذا عن غزل الأنسجة البشرية لخياطة الجروح بدلا من الصناعية؟!
المصادر:
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :