عندما يحل فصل الشتاء، يشعر الكثير منا بالحاجة إلى فترات راحةٍ أطول، أو إلى السبات إذا صح التعبير! فيصبح فجأةً النهوض من السرير في الصباح مهمةً شاقة. يستمر التعب خلال منتصف النهار وقد يرتفع إلى مستوى أعلى. كما يبدو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أمرًا شبه مستحيل، رغم أنه كان سهلًا خلال الصيف والخريف. كل هذا ليس مجرد خيال. فهناك أسباب علمية تجعل الناس يشعرون بالتعب أثناء الشتاء أكثر مما في المواسم الأخرى. والخبر السار هو أنه يمكنك إجراء خطوات لمحاربة الإرهاق والبقاء نشيطًا، حتى خلال أحلك أيام الشتاء.
قلة أشعة الشمس تجعلنا أكثر نعسانًا
لا تحظى الكثير من البلدان بأيامٍ مشمسة خلال فصل الشتاء. أحد الأسباب هو أن الأيام تصبح أقصر خلال فصل الشتاء. هذا ينطبق بشكل خاص على المدن الشمالية. يرتبط ضوء الشمس ارتباطًا وثيقًا بصحة جسم الإنسان. «الميلاتونين-Melatonin» هرمون تنتجه «الغدة النخامية-Pituitary Gland» في الدماغ. ينظم هذا الهرمون النوم واليقظة. عندما نكون في الظلام، تنتج الغدة الدرقية كمية أكبر من الميلاتونين. وحيث أن الشتاء مظلمٌ غالبًا (لقلة أشعة الشمس)، تنتج أجسامنا المزيد من الميلاتونين استجابةً لذلك. وهذا يؤدي إلى الشعور بالإرهاق والتعب المفرطين.
بالإضافة إلى ذلك، ضوء الشمس هو أيضًا مصدرنا الرئيسي لفيتامين (د). ينتج جلد الإنسان كميات كبيرة من فيتامين (د) عندما يتعرض لأشعة الشمس. يعاني أولئك الذين يعيشون في المناطق الشمالية من الكرة الأرضية من انخفاض مستويات فيتامين (د)، خاصةً خلال أشهر الشتاء. عندما يكون الطقس باردًا والأيام قصيرة، وتقل فرص الخروج من المنزل. فيتامين (د) له تأثير كبير على حيوية الجسم. فهو يلعب دورًا في صحة العظام ونمو الخلايا وضغط الدم ومناعة الجسم وتقليل الالتهاب. كما أنه يلعب دورًا مهمًا في الأداء الجسدي بعدة طرق.
وجدت دراسة أجرتها شركة Precision Nutrition أنه عندما تمرن رياضيون “بتركيزات فيتامين (د) المثلى في مصل دمهم”، كان التعافي لديهم أسرع وأكثر كفاءة. وكتب مؤلفو الدراسة: “المزيد من فيتامين (د) قبل التمرين يمنع ضعف للعضلات بعد التمرين ويمنح تعافيًا أفضل للعضلات. بينما قلة فيتامين (د) قبل التمرين يعني المزيد من الضعف العضلي ورداءة التعافي.”
ردع تعب الشتاء
هناك عدد من الخطوات البسيطة التي يمكنك اتخاذها لزيادة طاقتك خلال أشهر الشتاء الباردة والكئيبة.
- زود جسمك ما يكفي من فيتامين (د). توصي الأكاديمية الوطنية للطب بـ 600 وحدة دولية يوميًا لمعظم البالغين. أن ضوء الشمس هو الخيار الأفضل للحصول على فيتامين (د)، لكن الأمر يصبح صعبًا بشكلٍ خاصٍ خلال فصل الشتاء، حيث أشعة الشمس قليلة. وفقًا لمعاهد الصحة الوطنية الأمريكية، فإن الجلد الذي يتعرض لأشعة الشمس غير المباشر ( الساقطة من خلال النافذة على سبيل المثال) لا ينتج فيتامين (د). وهذا يعني أنه يجب عليك الخروج فعليًا لصنع فيتامين (د) من ضوء الشمس. قد يبدو هذا صعبًا خلال فصل الشتاء، نظرًا لقصر الأيام والطقس السيئ. لكن مع ذلك، فإن بشرتك تنتج فيتامين (د) حتى في الأيام الملبدة بالغيوم – وإن كان بقدرٍ أقل مما في الفصول الأخرى.
- يمكنك أيضًا الحصول على فيتامين (د) من غذائك، بالرغم من قلة الأطعمة المحتوية على الكمية الكافية منه. تشمل الأمثلة على الأطعمة الغنية بفيتامين (د) صفار البيض والأسماك الدهنية والمنتجات المدعمة مثل الحبوب والحليب.
- مصابيح (أو صناديق) العلاج بالضوء يمثل خيارًا آخر. صندوق العلاج بالضوء يحاكي ضوء الشمس. يعتقد الباحثون أن هذا النوع من الضوء يسبب تغيرًا كيميائيًا في الدماغ ينتج عنه تحسنٌ في المزاج ويخفف من الأعراض الأخرى لـ «لاضطراب العاطفي الموسمي-Seasonal affective disorder (SAD)». (الاضطراب العاطفي الموسمي هو نوع من الاكتئاب يظهر ويختفي بنمط موسمي. يُعرف الاضطراب العاطفي الموسمي أحيانًا باسم «اكتئاب الشتاء-winter depression» لأن الأعراض عادةً ما تكون أكثر وضوحًا وأكثر حدةً خلال فصل الشتاء.)
المصادر: The National Health Service, STACK, The National Institute of Mental Health, WebMed
سعدنا بزيارتك، جميع مقالات الموقع هي ملك موقع الأكاديمية بوست ولا يحق لأي شخص أو جهة استخدامها دون الإشارة إليها كمصدر. تعمل إدارة الموقع على إدارة عملية كتابة المحتوى العلمي دون تدخل مباشر في أسلوب الكاتب، مما يحمل الكاتب المسؤولية عن مدى دقة وسلامة ما يكتب.
التعليقات :