تاريخ الشاي وأنواعه وفوائده

الشاي هو مشروب يتم تناوله في العديد من بلدان العالم وله طرق تحضير ونكهات تختلف بين الدول وبعضها. يتميو بأنه مشروب ساخن سهل التحضير ومكوناته بسيطة ولهذا ستكلم مقال اليوم عن تاريخ الشاي وأنواعه وفوائده.

ما هو الشاي:

الشاي هو مشروب يتم عن طريق غمر الأوراق الصغيرة وبراعم أوراق نبات الشاي (Camellia sinensis) في الماء المغلي الطازج. يتم استخدام نوعين رئيسيين، نبات الصين ذو الأوراق الصغيرة (C. sinensis sinensis) ونبات آسام (ولاية في الهند) ذو الأوراق الكبيرة (C. sinensis assamica). كما يتم زراعة هجين من هذين الصنفين ويمكن تخمير الأوراق أو تركها بدون تخمير.

أسطورة اكتشاف الشاي:

أثناء يوم طويل أمضاه متجولًا في الغابة باحثًا عن حبوب وأعشاب صالحة للأكل، سَمّمَ شينونغ (إله صيني وفيتنامي أسطوري في الديانة الشعبية الصينية والفيتنامية ويبجل كحاكم حكيم أسطوري للصين وفيتنام ما قبل التاريخ.) الإله المزارع المُتعَب نفسه 72 مرة بطريقة غير متعمدة. ولكن قبل أن تودي السموم بحياته، ساقت الريح ورقة نباتية إلى فمه. مضغها فأنقذت حياته، هكذا اكتشفنا الشاي. أو على الأقل هذا ما ساقته إلينا الأساطير القديمة. الحقيقة هي أن الشاي لا يشفي من السموم، ولكن قصة شينونغ، مبتكر الزراعة الصيني الخيالي، أكدت على أهمية الشاي للصين القديمة.

تاريخ الشاي:

وفقًا للأسطورة، فإن الشاي معروف في الصين منذ حوالي العام 2700 قبل الميلاد. ولآلاف السنين كان مشروبًا طبيًا تم الحصول عليه عن طريق غلي الأوراق الطازجة في الماء، ولكن في القرن الثالث الميلادي أصبح مشروبًا يوميًا، وبدأت زراعة الشاي ومعالجته. أول تقرير منشور عن طرق الزراعة والمعالجة والشرب جاء في 350 م. تم إدخال البذور الأولى إلى اليابان حوالي 800 م، حيث تم تأسيس الزراعة بحلول القرن الثالث عشر. أحضر صينيون من مدينة أموي زراعة الشاي إلى جزيرة فورموزا (تايوان) عام 1810. بدأت زراعة الشاي في جاوة تحت سيطرة الهولنديين، الذين أحضروا بذور من اليابان عام 1826 والبذور والعمال والأدوات من الصين عام 1833.

في عام 1824 تم اكتشاف نباتات شاي في التلال على طول الحدود بين بورما وولاية آسام الهندية. قدم البريطانيون ثقافة الشاي إلى الهند في عام 1836 وإلى سيلان (سريلانكا) عام 1867. في البداية استخدموا بذور من الصين، ولكن تم استخدام بذور من نبات آسام فيما بعد. حملت شركة الهند الشرقية الهولندية أول شحنة من الشاي الصيني إلى أوروبا في عام 1610. وفي عام 1669 أحضرت شركة الهند الشرقية الإنجليزية الشاي الصيني من موانئ في جاوة إلى سوق لندن. في وقت لاحق، وصل الشاي الذي تمت زراعته في العقارات البريطانية في الهند وسيلان إلى مينسينج لين، مركز تجارة الشاي في لندن. بحلول أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، انتشر زراعة الشاي إلى جورجيا الروسية وسومطرة وإيران وامتدت إلى دول غير آسيوية مثل ناتال ومالاوي وأوغندا وكينيا والكونغو وتنزانيا وموزمبيق في إفريقيا إلى الأرجنتين، البرازيل وبيرو في أمريكا الجنوبية، وكوينزلاند في أستراليا.

مكونات الشاي:

يعد الكافيين من أكثر المكونات المعروفة في الشاي، والذي يمنح المشروبات طابعه المحفّز ولكنه يساهم قليلاً في اللون والنكهة والرائحة. حوالي 4 في المائة من المواد الصلبة في الأوراق الطازجة من الكافيين وكوب واحد من المشروب يحتوي على 60 إلى 90 ملليغرام من الكافيين. أهم المواد الكيميائية في الشاي هي العفص (Tannins) أو مادة البوليفينول وهي مواد عديمة اللون ومذاق مر التي تعطي الشراب قوته. عندما يتصرف بواسطة إنزيم يسمى بوليفينول أوكسيديز، يكتسب البوليفينول لونًا محمرًا ويشكل مركبات النكهة للمشروب. تساهم بعض الزيوت الطيارة في رائحة الشاي، كما تساهم في جودة المشروبات السكريات المختلفة والأحماض الأمينية.

بعض أنواع الشاي وفوائده:

  • الشاي الأسود مصنوع من أوراق الشاي المخمرة وهو أكثر نوع يتم إنتاجه من أسام أو النباتات هجينة. الورقة المنقوعة حمراء زاهية أو نحاسية اللون، والشراب أحمر زاهي وله نكهة حادة ولكنها ليست مريرة وتحمل الرائحة المميزة للشاي. يحتوي الشاي الأسود على أعلى محتوى من الكافيين. أظهرت الدراسات أن الشاي الأسود قد يحمي الرئتين من التلف الناتج عن التعرض لدخان السجائر. وقد يقلل أيضًا من خطر السكتة الدماغية
  • الشاي الأبيض: غير معالج وغير مخمر. أظهرت إحدى الدراسات أن الشاي الأبيض يحتوي على أكثر الخصائص المضادة للسرطان فعالية مقارنة بالشاي المعالج.
  • الشاي الأخضر: عادة ما يتم إنتاج الشاي الأخضر من نبات الصين ويزرع في الغالب في اليابان والصين وإلى حد ما ماليزيا وإندونيسيا. الورقة المنقوعة خضراء والشراب خفيف، أخضر شاحب أو أصفر ليموني ومر قليلاً. ويحتوي على تركيز عال من  Epigallocatechin gallate وقد تمت دراسته على نطاق واسع. قد تعترض مضادات الأكسدة في الشاي الأخضر طريق نمو سرطانات المثانة والثدي والرئة والمعدة والبنكرياس والقولون والمستقيم. وقد تقوم بمنع انسداد الشرايين وتقوم بحرق الدهون وتقليل خطر الاضطرابات العصبية مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون وتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وتحسين مستويات الكوليسترول.
  • شاي أولونج: يتم إنتاج شاي أولونج وبونجونج (pouchong) في الغالب في جنوب الصين وتايوان من مجموعة متنوعة خاصة من نبات الصين. لون الشراب شاحب أو أصفر اللون، كما هو الحال في الشاي الأخضر، وله نكهة دخانية فريدة. في دراسة على الحيوانات، وجد أن أولئك الذين تناولوا مضادات الأكسدة من شاي أولونغ لديهم مستويات منخفضة من الكوليسترول السيئ.

صناعة كوب شاي ممتاز:

بعد الحديث عن تاريخ الشاي وأنواعه وفوائده، لابد أن نتحدث عن كيفية تحضير كوب شاي ممتاز للتمتع به. بالنسبة للشاي نفسه، استخدم الأوراق بدلاً من أكياس الشاي، لأن القطع أكبر وتعطي نكهة أكثر. في حين أن الأكياس تعطي المياه دفقة من اللون وتوفر شرابًا سريعًا، ولكن النكهة أكثر خفوتًا.

أما بالنسبة للمياه، إذا كنت تعيش في منطقة صعبة، فاستثمر في مرشح للمياه. يحتوي الماء العسر(hard water) على نسبة عالية من المعادن وهو سبب الرغوة الزيتية التي تراها في بعض الأحيان على سطح الشاي. بالنسبة للشاي الأسود، يجب أن يكون الماء مغليًا عند وصوله إلى الأوراق، لذا قم بتسخين الأواني الفخارية بقليل من الماء الساخن مسبقًا. مع الشاي الأخضر، تريد الماء أكثر برودة قليلاً – حوالي 70 درجة مئوية إلى 80 درجة مئوية.

كمية الحليب التي تضيفها هي تفضيل شخصي، لكن الشاي الأسود القوي مثل شاي الفطور يجب أن يشرب مع الحليب، حيث يتم مزجهما ليتم تناوله بهذه الطريقة. يجب إضافة الحليب بمجرد أن يصبح الشاي جاهزًا

الخاتمة:

هل تعتقد عزيزي القاريء أن مقالنا الذي يتحدث عن تاريخ الشاي وأنواعه وفوائده قد أفادك ومدك ببعض المعلومات؟

المصدر (1) المصدر(2) المصدر(3) المصدر(4)

نُشرت بواسطة

Heba Allah Mahmoud

اسمي هبة وأعيش في مصر حيث لا زلت طالبة في كلية العلاج الطبيعي بجامعة مصر للعلوم و التكنولوجيا. لدي شغف حقيقي بالعلم حيث أتابع كل ما هو جديد في ساحة العلم. أحلم بأن أعمل في مجال البحث العلمي يومًا ما.

تعليق واحد على “تاريخ الشاي وأنواعه وفوائده”

اترك تعليقإلغاء الرد

Exit mobile version