أقصر اختبار ذكاء في العالم من 3 أسئلة فقط هل يمكنك اجتيازه؟

أقصر اختبار ذكاء في العالم

هل أنت مستعد لاختبار براعتك الفكرية؟ تعرف على اختبار الانعكاس المعرفي (CRT)، وهو تحدٍ قائم على الرياضيات مكون من 3 أسئلة تم تصميمه لتقييم قدرتك على التفكير النقدي والتغلب على غرائزك الغريزية. قد يبدو “أقصر اختبار ذكاء في العالم”، الذي ابتكره البروفيسور شاين فريدريك من جامعة ييل في عام 2005، بسيطًا للوهلة الأولى، ولكن لا تنخدع، فإتقانه أصعب مما تعتقد.

قام شاين فريدريك، الذي كان آنذاك باحثًا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بتصميم اختبار (CRT) لتقييم مدى قدرتنا على التمييز بين استجاباتنا الأولية البديهية والإجابات الأكثر عقلانية. ومنذ ذلك الحين، تم إجراء الاختبار من قبل آلاف الأشخاص، بما في ذلك طلاب من جامعات مرموقة مثل هارفارد، وبرينستون، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. ولكن لا تقلق، فأنت لست بحاجة إلى أن تكون عبقريًا لإجراء الاختبار، كل ما تحتاجه هو أن تكون على استعداد للتفكير بعناية وهدوء.

محتويات المقال :

ما هو الذكاء، على أي حال؟ تاريخ موجز

لقد كان مفهوم الذكاء موضوع اهتمام لعدة قرون، حيث حاول الفلاسفة والعلماء تعريفه وقياسه. أثارت مسألة ماهية الذكاء نقاشات حادة، حيث يرى البعض أنها قدرة فطرية، بينما يعتقد البعض الآخر أنه يمكن تطويرها من خلال الخبرة والتعلم.

تعود إحدى المحاولات المبكرة لقياس الذكاء إلى اليونان القديمة، حيث اقترح فلاسفة مثل أفلاطون وأرسطو أن الذكاء مرتبط بالقدرة على التفكير والتفكير المجرد. وبالتقدم سريعًا إلى القرن التاسع عشر، عندما قدم السير فرانسيس جالتون، وهو عالم بريطاني، مفهوم “العبقرية” واقترح أنه مرتبط بعوامل وراثية.

تم تقديم المفهوم الحديث لمعدل الذكاء (IQ) لأول مرة من قبل عالم النفس الفرنسي ألفريد بينيه في أوائل القرن العشرين. تم تصميم اختبار الذكاء الخاص ببينيه لتحديد الأطفال الذين يحتاجون إلى تعليم خاص، لكنه سرعان ما اكتسب شعبية كمقياس عام للذكاء.

ومع ذلك، فإن مفهوم معدل الذكاء لم يخلو من الانتقادات. ويرى كثيرون أن اختبارات الذكاء التقليدية ضيقة الأفق، ولا تأخذ في الاعتبار الأشكال الأخرى من الذكاء، مثل الإبداع، والذكاء العاطفي، والقدرات العملية على حل المشكلات.
واليوم، يدرك الباحثون أن الذكاء مفهوم معقد ومتعدد الأوجه، ولا يمكن حصره برقم أو نتيجة واحدة.

ما وراء الاستجابة الحدسية

اختبار الانعكاس المعرفي ((CRT) Cognitive Reflection Test ) هو أكثر من مجرد بضعة أسئلة تعتمد على الرياضيات. إنها نافذة على كيفية معالجة أدمغتنا للمعلومات، والمعركة المستمرة بين استجاباتنا الحدسية (gut response) والغريزية وتفكيرنا التحليلي الأكثر عقلانية. يهدف البروفيسور شاين فريدريك، مبتكر (CRT)، إلى فهم هذا الصراع الداخلي وكيف يؤثر على قدراتنا على اتخاذ القرار.

جانب آخر مهم من (CRT) هو تركيزه على التفكير المزدوج (Doublethink). يقترح هذا المفهوم، الذي طوره عالم النفس دانييل كانيمان، أن أدمغتنا لديها نظامان متوازيان لمعالجة المعلومات: نظام سريع بديهي ونظام أبطأ وأكثر عقلانية. تم تصميم CRT لوضع هذين النظامين في مواجهة بعضهما البعض، مما يجبرنا على الاختيار بين استجاباتنا الأولية والتفكير التحليلي الأكثر دقة.

إن قدرة الاختبار على التمييز بين هذين النظامين أمر بالغ الأهمية، لأنه يمكن أن يكشف عن نقاط ضعفنا أمام التحيزات والمغالطات المنطقية. من خلال فهم كيفية تعامل أدمغتنا مع هذا الصراع الداخلي، يمكننا الحصول على نظرة ثاقبة لنقاط القوة والضعف لدينا، وفي نهاية المطاف، اتخاذ قرارات أكثر استنارة في حياتنا اليومية.

أسئلة أقصر اختبار ذكاء في العالم التي ستضع عقلك تحت الاختبار

من المحتمل أنك سمعت عبارة “ثق بغرائزك”، ولكن عندما يتعلق الأمر باختبار الانعكاس المعرفي (CRT)، فإن هذه الغريزة قد تقودك إلى الخطأ. تم تصميم الأسئلة الثلاثة التي يتكون منها هذا الاختبار لإثارة ردود أفعالك وإجبارك على التفكير بشكل نقدي. ولكن ما الذي يجعل هذه الأسئلة صعبة للغاية؟ دعونا نتعمق في كل واحدة منها ونستكشف ما يحدث بالفعل خلف الكواليس.

يطلب منك السؤال الأول حساب تكلفة الكرة، علمًا أن تكلفة المضرب والكرة معًا تبلغ 1.10 دولارًا، وتكلفة المضرب تزيد بدولار واحد عن تكلفة الكرة. يبدو السؤال بسيطًا، أليس كذلك؟ لكن الإجابة التي تتبادر إلى ذهنك أولاً قد لا تكون الإجابة الصحيحة. لماذا؟ لأن أدمغتنا مبرمجة لتفضيل الإستجابات السريعة والبديهية على الاستجابات الأبطأ والأكثر تحليلاً. الإجابة الصحيحة هي 5 سنتات

السؤال الثاني يبدو بديهيًا: إذا استغرقت 5 آلات 5 دقائق لصنع 5 أدوات، فكم من الوقت يستغرق 100 آلة لصنع 100 أداة؟ الاستجابة البديهية هي مضاعفة الوقت بـ 20، لكن هذا ليس النهج الصحيح. هنا، يختبر (CRT) قدرتنا على فصل المتغيرات الأساسية عن المتغيرات غير ذات الصلة وتطبيق التفكير المنطقي للوصول إلى الإجابة الصحيحة. الإجابة الصحيحة هي 5 دقائق

ربما يكون السؤال الثالث هو الأكثر خداعًا على الإطلاق. يتضاعف حجم رقعة من زنبق الماء (lily pads) كل يوم، وتستغرق 48 يومًا لتغطية البحيرة بأكملها. كم من الوقت ستستغرق الرقعة لتغطي نصف البحيرة؟ قد تكون غريزتنا الأولية هي خفض عدد الأيام إلى النصف، لكن هذا سيكون خاطئًا. الإجابة الصحيحة هي 47 يومًا

قد تبدو هذه الأسئلة الثلاثة بسيطة، لكنها مصممة لتكشف عن طريقة عمل عقولنا، وتكشف تحيزاتنا، وحدسنا، وقدرتنا على التفكير النقدي. هل يمكنك التغلب على ردود أفعالك الغريزية والخروج منتصرًا؟

تأثير معدل الذكاء على الحياة اليومية

ربما كان اختبار الانعكاس المعرفي (CRT) تمرينًا ممتعًا ومليئًا بالتحديات ويعتبر أقصر اختبار ذكاء في العالم، ولكن ماذا يعني حقًا لحياتنا اليومية؟ الحقيقة هي أن معدل الذكاء لدينا (IQ) يمكن أن يكون له تأثير كبير على قدراتنا على اتخاذ القرار، ومهارات حل المشكلات، وحتى علاقاتنا.

أظهرت الأبحاث أن الأفراد الذين حصلوا على درجات (CRT) أعلى يميلون إلى أن يكونوا أكثر صبرًا، وأفضل في التعامل مع عدم اليقين، وأكثر عرضة لاتخاذ قرارات عقلانية. يمكن أن تترجم هذه السمات إلى مزايا واقعية، مثل القيام باستثمارات مالية أكثر ذكاءً، واختيار أنماط حياة أكثر صحة، وحتى تكوين علاقات أكثر إرضاءً.

من ناحية أخرى، فإن أولئك الذين حصلوا على درجات أقل في اختبار (CRT) قد يكونون أكثر عرضة لاتخاذ قرارات متهورة، مما قد يؤدي إلى أخطاء في مختلف جوانب الحياة. ومع ذلك، فمن الضروري أن ندرك أن معدل الذكاء ليس هو العامل الوحيد الذي يحدد نجاحاتنا وإخفاقاتنا. يلعب الذكاء العاطفي والإبداع والمهارات الأخرى أيضًا دورًا حاسمًا في تشكيل تجاربنا.

إذًا، كيف كان أدائك؟ هل نجحت في ذلك أم كافحت؟ بغض النظر عن درجاتك، تذكر أن الذكاء ليس ثابتًا، ويمكن تطويره وتحسينه بمرور الوقت. ومن خلال الاعتراف بنقاط ضعفنا والعمل على التغلب عليها، يمكننا إطلاق العنان لإمكاناتنا الكاملة وإحداث تأثير أكثر أهمية في العالم. قد يكون اختبار CRT مجرد اختبار صغير، ولكن دروسه يمكن أن يكون لها تأثير دائم وعميق على حياتنا اليومية.